رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تصريحات نقيبهم.. لماذا تنخفض أعداد البيطريين فى هيئة سلامة الغذاء؟

جريدة الدستور

 

في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948، نصت الفقرة 1 من المادة 15 على: "لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة له ولأسرته، ويشمل المأكل والملبس والمسكن والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية"، تلك المادة كانت السبيل لإنشاء هيئة سلامة الغذاءعام 2017، لتقوم بمهمة حماية صحة المستهلك عن طريق التأكد من أن الغذاء المنتّج، المصنّع، الموزّع أو المتداول في السوق يحقق أعلى معايير السلامة، لكن ظهرت أزمة فجرها الدكتور خالد سليم، نقيب البيطريين.

 

قال “سليم” إن هناك نقص عدد الأطباء البيطريين بهيئة سلامة الغذاء، والاعتماد على تخصصات أخرى، رغم أن البيطريين أهم فئة من المفترض تواجدها، مشيرًا إلى أن الهيئة تضم 115 بيطريًا، ما يعني أن كل 750 ألف مواطن مسئول عن الرقابة على غذائهم من البروتين الحيوانى طبيب واحد، وهو ليس بالعدد الكافي، موضحًا أن سبب العجز هو وقف التعيينات منذ 1995، في ظل استمرار خروج البيطريين العاملين بها على المعاش.

 

“الدستور” تواصلت مع عدد من الأطباء لاستيضاح أزمة نقص البيطريين في هيئة سلامة الغذاء، فقال علي سعد، رئيس لجنة الثروة الحيوانية بنقابة البيطريين سابقًا، إن أعداد خريجي كليات الطب البيطري تتزايد، فبعد أن كانت الكلية قاصرة على 4 جامعات فقط على مستوى الجمهورية، أصبح هناك 20 كلية في 20 محافظة، وتزايدت أعداد الخريجين من 3 إلى 5 آلاف سنويًا. 

 

 فض الاشتباك بين "سلامة الغذاء" و"الخدمات البيطرية"

وأكد "سعد"، لـ "الدستور"، أن أغلب الأمراض منشأها الحيوان أوفساد اللحوم، لذا يأتي دور الطبيب البيطري في الكشف عنها قبل وصولها للإنسان من خلال الكشف على الحيوانات قبل ذبحها في السلخانات أوالمجازر،فالطب البيطري قطاع خدمي لا يمكن الاستغناء عنه.

 

ولفت عضو "البيطريين"، إلى أن هناك خلافات بين هيئة سلامة الغذاء والهيئة العامة للخدمات البيطرية، لعدم وجود تنسيق في الاختصاصات، والمواطن هو الخاسر الوحيد في تلك المعادلة، مطالبًا بتدخل رئيس الجمهورية لفض النزاع، فقد تم الحجر على البيطريين من الكشف على الحيوان والرقابة الصحية على الأغذية، متعجبًا من ذلك لأنه أساس الطب البيطري الذي يدرس الطلبة فيه 25 مادة متعلقة فقط بالرقابة على الأغذية، والأسباب غير معلومة حتى الآن.

 

وطالب بإعادة فتح باب التعينات الذي توقف منذ عام 1995، بالتالي فأغلب المعينين حاليًا اقتربوا من سن المعاش ولن يوجد جيل ينقل خبرته للجيل القادم بعده، أيضًا حملة الماجستير والدكتوراه في مجال الرقابة على الأغذية من الضروري تعينهم في هيئة سلامة الغذاء للاستفادة من خبراتهم، وعدم الاعتماد بشكل أكبر على تخصصات أخرى سواء صيادلة أو زراعيين.

 

"سلامة الغذاء" لا تقتصر على البيطريين 

والتقطت أطراف الحديث، سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد البيطري بالمنوفية مركز الشهداء، قالت إن أزمة نقص البيطريين في هيئة سلامة الغذاء من الصعب الحديث فيه، لأن الهيئة لا تضم النسبة الأكبر منهم إنما يتداخل معهم تخصصات الزراعة والصيدلة، ولم نجد رد فعل من النقابة حتى الآن في هذا الأمر ونحن في انتظارها.

 

وأوضحت "نوح"، أنه رغم كثرة أعداد خريجي كلية الطب البيطري إلا أن هناك أزمة في وجود الأطباء البيطريين، والسبب هو توقف التعينات، آملة أن يتم فتح باب التعينات من جديد، وهو ما ينتظره آلاف الأطباء للتعيين في الجهات الحكومية.