رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات وأسرار زاهى حواس

زاهي حواس
زاهي حواس

صدر كتاب "الحارس.. أيام زاهي حواس" في مجلد تبلغ عدد صفحاته 636 صفحة من القطع المتوسط، ويحكي فيه زاهي حواس عن نشأته وعلاقته بالآثار والمشاهير وكيف رفض فيلما لستيفن سبيلبرج ومقابلته لشيرلي ماكلين واليزابيث تايلور، والعديد من الأحداث والمواقف.

 

زاهي كان اسما لصديق والدي في الجيش

يحكي زاهي حواس عن سبب تسميته بـ"زاهي" فيقول: "تزوج أبي عباس حواس من والدتي عائشة وكان عمرها عند الزواج به 14 عاما، وتمنى أن يون مولوده الاول ذكرا، لذا فرح للغاية بتحقيق الله لأمنيته بمولدي، واختار لي اسما غريبا وقتها وربما حتى وقتنا هذا، زاهي، وعرفت بعد ذلك أن أبي أسماني بهذا الاسم تيمنا بصديق له في الجيش، وكان شابا ذا أصول سورية اسمه زاهي".

ويحكي حواس من طفولته واقعتين، يقول: "كان عمري ثلاث سنوات حينما اصطحبتني والدتي لسطح البيت أثناء اشرافهاعلى وضع الغلال به، وفجأة سقطت من فوق السطح على الأرض، فزعت أمي بالطبع وجرت لتلحق بي بينما شاهدت جدتي ما حدث فصرخت وهي تقول لأمي:" زاهي مات يا عيشة.. منك لله"، ولكنهم وجدوني أقف على قدمي وكأن شيئًا لم يحدث، بل اخذت أقلد جدتي وأنا أردد مثلها:" زاهي مات يا عيشة"، وهي تضحك من فعلي".

ويكمل:" أما الثانية فحين بلغت الرابعة من عمري وبلغ أخي محمد الثالثة، وقرر والدي أ، يتم ختاني "طهوري" أنا وأخي، فألبسنا بدلا جميلة لازلت أذكر لونها كان الجاكت أصفر والبنطلون قصير، وركبت أنا وأخي على جوادين ومررنا على كل القرية في زفة تتقدمها فرقة موسيقية تعزف، وفي المساء كان هناك شادر ضخم دعا له أبي أهل القرية للاحتفال بطهورنا ودعي لإحياء الحفل المطرب الشعبي الحاج"سيد حواس"، وهو ليس من اقربائنا برغم تشابه الأسماء، لكنه كان من اشهر المطربين الشعبيين وقتها، فظل يغني طوال الليل وكان من بين ما يردده:" أهلا يا أبو عباس الكوشة منورة يا ناس".

وعن هواياته في طفولته يذكر حواس أنها تمحورت حول هوايتين الأولى كانت قراءة القصص البوليسية، والثانية كانت كرة القدم، يقول: "كانت هوايتي الثانية هي كرة القدم حتى أنني لقبت وقتها بـ"صالح سليم"، واعتبروني كابتن الفريق".

ويكمل في موضع آخر: "ورغم عشقي لكرة القدم فإنه ارتبط في ذهني بيوم حزين في حياتي، ففي عام 1960 وعمري لم يتجاوز الثالثة عشرة وبينما أنا عائد سعيد من ماتش لكرة القدم فازت فيه فرقتي إذا بصراخ عال يشق القرية بينما أهلها مجتمعون عند مدخلها، لا اعرف لماذا أحسست في داخلي باضطراب وخوف شديدين حتى أنني حاولت أن أمشي، ولكنني لم أستطع فقد تخشبت ساقاي، بينما الصراخ يحيط بي من كل جانب، اقتربت وعرفت أن سبب الصراخ هو وفاة والدي الذي عانى لفترة من مرض الكبد".

التحق زاهي حواس بكلية الحقوق وعمره لم يتجاوز 15 عاما، ولكنه لم يقدر على فهم كتب الحقوق فكان قراره للتحويل لكلية الآداب، ولعبت الصدفة دورها ليدخل قسم الآثار، يقول: "التحقت بكلية الحقوق تأثرا مني بشخصية المحامي في أفلام السينما، التي كنت اشاهدها في دمياط وفارسكور، وبخاصة حينما يؤديها الفنان "كمال الشناوي"، بوجاهته ووسامته المعروفين، وعند بدء العام الدراسي اشتري كتابين من الكتب المقررة علينا في السنة الأولى، ثم توجهت للمدينة الجامعية حيث أقيم وبدأت في قراتهما لأكتشف عدم قدرتي على فهم اي من المكتوب بين سطورهما أو استرجاعه، حاولت ولكنني لم استطع، فكان قرار التحويل لكلية الآداب، فوجدت العديد من الأقسام، أيهما اختر؟، فذهبت لكافيتيرا كلية الآداب الشهيرة بجامعة الاسكندرية وهنالك التقيت العديد من الزملاء وحكيت لهم حيرتي، فوجدت زميلة منهم تخبرني عن افتتاح قسم جديد في ذاك العام هو قسم الآثارفسألتها عما يعمل خريجوه فقالت لي:" مترجمين"، ففرحت وفررت الالتحاق به لحبي للغات، والتحق معي ست طلبةوطالبات أي أننا كنا سبعة فقط وحينما بدأت لم تعجبني مواد الآثار أيضًا، ولم يكن هناك بد من تحملها والانتهاء من سنوات الكلية".

 

ويقول في موضع آخر: "اعترف أنني لم اكن طالبا مواظبا على الدراسة أو طالبا متفوقا، خاصة في ظل وجود دراسات للغات قديمة مثل اليونانية واللاتينية، وهو نوع من الدراسة يتطلب المتابعة والمذاكرة، لذلك فقد انتقلت من السنة الاولى للسنة الثانية ومعي مادتان كنت قد رسبت فيهما، وهو ما تكرر عند انتقالي للسنة الثالثة، أما الليسانس فقد حصلت عليه بدرجة مقبول".

ووقع حواس في الحب في الجامعة، يقول: “في الجامعة أيضًا عرفت الحب الصامت فقد كان يدرس بالقسم معنا عدد من الطالبات خريجات مدارس اللغات، وكنت قد أعجبت بإحداهن، ولكن كان من المستحيل أن افاتحها في أي شئ خوفا على تأثر زمالتنا إن رفضتني، رغم أنني كنت أكثر جرأة في سنوات الصبا، ومرحلة الدراسة الثانوية، فأذكر إعجابي بإحدى البنات اللاتي كن يسافرن معنا يوميا من قرية العبيدية إلى فارسكور للذهاب للمدرسة بالقطار، حتى أنني كتبت لها خطابا حوى أغنية الفنان عبد الحليم حافظ ، التي كانت بعنوان "جواب" ووضعته في ظرف ودسسته في حقيبتها في الزحام، وبعد أن قراته وجدتها تبتسم لي، فتعلقت بها لفترة عبر تبادل النظرات ثم انتهى كل شئ بحكم التباعد.

زاهى حواس
زاهى حواس