رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطاب معوض يروي تاريخ مدينة القاهرة.. وكيف صنعت التاريخ؟

خطاب معوض خطاب
خطاب معوض خطاب

تستقبل قاعة الكلمة بساقية الصاوي، في السادسة من مساء اليوم، لقاء مع المؤرخ خطاب معوض خطاب، والذي يقام تحت عنوان "القاهرة مدينة صنعت التاريخ".

يتناول اللقاء إطلالة على تاريخ مدينة القاهرة القديمة، ويروي خلاله خطاب معوض، حكايات عن القاهرة التاريخية، ومن بينها حكاية "قنطرة أبو العلا"، "وبير المش" وغيرها.

وقال خطاب معوض خطاب لـ"الدستور" عن بير المش: "حارة بير المش أو سكة بير المش واحدة من حارات منطقة الدرب الأحمر وهي تصل بين الدرب الأحمر والباطنية، وهذه الحارة تغير اسمها منذ فترة، حيث أصبحت تسمى بشارع أبو حريبة، والطريف أن الناس قديما كانوا يدعون أن الحارة كان بها بئر يخرج مشًا يأكل الناس منه.

وتابع "خطاب" موضحًا: "ولكن حسن قاسم في كتابه "المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية" يذكر أن الأمير المملوكي “صُلْغ أتمش” قد أنشا بالحارة حوضًا تشرب منه الدواب بالإضافة إلى بئر ماء، وبالطبع نسب بئر الماء للأمير فكان يقال "بئر أتمش"، ومن ثَمًَ حُرِّفَ الاسم إلى بير المش، كانت هذه حكاية بير المش ولكن كيف يمكننا الوصول إلى هذه الحارة المسماة حاليًا بشارع أبو حريبة".

لو أنك سرت في شارع المعز لدين الله الفاطمي بداية من منطقة الغورية انتهاء بباب زويلة، ثم خرجت من الباب ستجد نفسك في منطقة الدرب الأحمر، ستجد أمامك ثلاثة طرق، فلو نظرت جهة اليمين سترى منطقة تحت الربع، ولو نظرت أمامك لوجدت منطقة الخيامية، ولو اتجهت ناحية اليسار ستجد نفسك متجها إلى منطقة باب الوزير وسوق السلاح، وقبل أن تصل إليهما ستجد على يسارك جامع قجماس الإسحاقي والذي يسمى بجامع أبو حريبة، وهو الجامع الموجودة صورته على عملة الخمسين جنيه في مصر، وهنا عند جامع أبو حريبة سوف تجد حارة بير المش التي يعلوها ممر يصل بين الجامع والمنشآت الملحقة به.

وأردف خطاب: وهذا الجامع الذي يعد واحدًا من أعظم وأجل المنشآت المملوكية في مصر بناه الأمير المملوكي الجركسي قجماس الإسحاقي، وبسبب ضيق المكان وصغر المساحة لجأ مصمم الجامع إلى حيلة ذكية، حيث قام بعمل "سباط" أي ممر علوي فوق حارة بير المش، ليكي يصل بين الجامع وباقي المنشآت الملحقة به وهي الميضأة والسبيل والكتاب والحوض المخصص لري الدواب، وبذلك يكون قد ربط بين الجامع ومنشآته الموجودة على الجانب الآخر من الطريق دون أن يؤثر على حركة السير في الحارة.

والطريف أن الأمير قجماس الإسحاقي قد بنى لنفسه قبة ملحقة بالجامع ليتم دفنه فيها، ولكنه توفي بأرض الشام حيث دفن هناك في سنة 1487 ميلادية، ويشاء القدر أن يدفن الشيخ أحمد أبو حريبة بدلًا منه داخل هذه القبة.

ومع مرور الزمن نسي الناس اسم الأمير قجماس الإسحاقي الذي بنى الجامع، وأصبحوا يطلقون عليه اسم جامع أبو حريبة، كما أطلق اسمه على حارة بير المش، ويبدو أن أبو حريبة كان له مع الله سر، فحينما قرر المسئولون وضع صورة الجامع على ورقة العملة من فئة الخمسين جنيه وضعوا عليها اسم أبو حريبة، ولم يضعوا عليها اسم الأمير قجماس الإسحاقي الذي أنشأ الجامع.