رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رويترز»: الحرب الأهلية في إثيوبيا دفعت الملايين إلى الهاوية

اثيوبيا
اثيوبيا

حذرت وكالة الانباء العالمية "رويترز"، في دراسة جديدة لها، من أن الحرب الأهلية في شمال إثيوبيا "تهدد بتمزيق الدولة" ودفعت ملايين المواطنين إلى حافة الهاوية، مؤكدة أن الحكومة الإثيوبية تستخدم التجويع والعنف الجنسي كسلاح في الحرب لإذلال سكان إقليم تيجراي. 

ولفتت الوكالة إلى أن الصراع في إثيوبيا ارتبط بالعديد من الجرائم والانتهاكات للقانون الدولي ولحقوق الإنسان والقانون الإنساني وقانون اللاجئين، والتي قد ترقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ظل الحصار الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على تيجراي، مما يجعل من الصعب جلب المواد الغذائية والإمدادات الطبية الأساسية التي تشتد الحاجة إليها بين سكان الإقليم.

وجاء في الدراسة: "يتم تأطير الصراع بشكل متزايد من منظور عرقي، وينتشر خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي يوليو الماضي، وصف رئيس الحكومة الإثيوبية الجبهة الشعبية لتحرير تيجري بأنها أعشاب ضارة وسرطان"، معتبرة أن ذلك من شأنه أن يؤجج الصراع بشكل أعمق ويؤدي إلى مزيد من التصدع في البلاد.

وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذر في أغسطس الماضي من أن خطورة القيود المفروضة من قبل الحكومة على المساعدات التي تصل إلى أكثر من مليون شخص في شمال غرب البلاد وأجزاء من جنوب تيجراي، وأن سكان المنطقة على حافة المجاعة.

وأوضحت أنه مع اشتداد الصراع، تتحدث الأمم المتحدة عن جرائم حرب محتملة من قبل جميع الأطراف في تيجراي، ونقلت عن منسق المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوكوك قوله في يونيو الماضي لمجلس الأمن: "لا شك في أن العنف الجنسي يستخدم في هذا الصراع كسلاح في الحرب". 

كما أشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أكد أن هناك أعمال تطهير عرقي، داعيًا قوات أمهرة الموالية للجيش الإثيوبي إلى الانسحاب، مضيفة أن هناك العديد من التقارير التي تنقل روايات عن نساء تعرضن للتعذيب والاغتصاب في وسط تيجراي على أيدي القوات الإثيوبية والإريترية، حيث قال مسئول إقليمي إن بعض النساء يتم استغلالهن في "العبودية الجنسية".

وتابعت: "تستمر الأزمة الإنسانية في تيجراي في التفاقم، حيث تفرض حكومة إثيوبيا وحلفاؤها  حصارًا فعليًا على المساعدات الغذائية، وتقول وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات الإغاثة إن أكثر من 350 ألفًا من سكان تيجراي البالغ عددهم 6 ملايين يعيشون الآن في ظروف مجاعة، ومليونان آخران على شفا هذا الحرمان المدقع".

واختتمت: "بعد عقود من النضال من أجل تشكيل إثيوبيا موحدة، تبحث الدولة مرة أخرى عن صيغة قابلة للتطبيق للتوفيق بين التوترات العرقية والحكم الذاتي".