رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الروم الأرثوذكس في رسالة عيد الميلاد: خلاص العالم يكمُن في تجديد أنفسنا

بطريرك الروم الأرثوذكس
بطريرك الروم الأرثوذكس

يترأس البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا الإسكندرية للروم الأرثوذكس قداس عيد الميلاد المجيد وفقت للتقويم الغربي، صباح السبت 25 ديسمبر الجاري بكنيسة الروم الأرثوذكس بالضاهر. 

ووجه البابا ثيؤدوروس الثاني الرسالة الرعوية للأقباط قبيل احتفالات عيد الميلاد قائلا:ابنائى الاعزاء المباركين، المسيـح وُلِدَ تأتى أعياد الميلاد المجيدة فى كل سنة وفى هذه السنة ايـضاَ كي تؤكد لنا أن خلاص العالم يَكمُن فى تجديد أنفسنا، تجديد نفس كل واحد منا على حدة، أن حياة السعادة الاجتماعية لا نشعر بـهـا فى الأنظمة التى يطبقها أقوياء هـذه الأرض ولا تعطى العدالة للإنسان المظلوم ، ذلك لأنه مثبت أنه ليس من المنطق أن يخدم الإنسان الأنظمة ولكن الأنظمة هي التي خلقت لكى تخدم الإنسان، لذلك يأتى عيد الميلاد لكى يوقظنا لنرى ونحاسب انفسنا نتساءل ماذا فعلنا للإنسان الفقير؟ لأنه كما قال سـيلر: (إننا وُلدنا لنعيش أفضل).

 وأضاف متى وُلد المسيح؟  يجيب الإنجيل، متى أتى؟ عندما كان الشـر والحقد الصفات الرئيسية التي تملأ قلب الإنسان، عندما كان الفسـاد والجريمة وبُغض الأخ لأخيه يسودون العــالم، عندما كان يعيش البشر بعـيداً عن نور الحقيقة ويمشون فى ظلمة الخطيئة، عندها جاء المسيح عندما بلغ العطش للخلاص ذروته وانتظار الشعوب للمخلص وصل إلى قمـته، وعندها ماذا جلب لنا مجئ المسيح؟ أحضر لنا هدية السلام والمساواة بين البشر وملئ قلوبنا بالمحبة والرجاء.

- الإنسان في عصرنا هذا فى حالة فقدان ورفض للوعي نتيجة غروره بنجاحاته

وتابع، نزل الله من السماء إلى الأرض وجعل الأرض سمــاء، ووعظنا الحقيـقة وعلمنا التسامح وأظهر لنا محبته التى بلا حدود، وأعلن لنا وطننا المنسي الا وهو أورشليم العليا ونحن ماذا نفعل؟ قبلنا رسالته آنذاك ووافقناه والآن نختلف معه، اعترفنا به سابقاً والان نشكك به، مستكملا يعيش الإنسان فى عصرنا هذا فى حالة فقدان ورفض للوعي نتيجة غروره بنجاحاته وتأثره بشعارات غريبة عن الايمان الارثـوذكسى ويعتبر وجـود الله حمل ثقيل لايستطيع ان يحمله. والمحبة شئ غريب والتسـامح شئ نادر، الكل يتفق على وقف المواجهات المسلحة والكل يهتم بالتسليح الحربى.

وتابع اليوم تعاني شعوب ودول ومجتمعات كثيرة من كبرياء الإنسان المعاصر ، والذى هدفه أن يسيطر على الانسان الضعيف وان يسلب منه حريته وخبز معيشته اليومي، مضيفا تعتبر القارة الإفريقية من اجمل مناطق العالم وفي نفس الوقت افقرها وجوعها تحاول ان تجد خلاصها لدهور عديدة لكن دون جدوى ذلك بسبب المصالح الإقليمية والسياسية التى تعذب اخواننا الافارقة وتتركهم مكبلون لحاجاتهم.

متابعا: تكافح بطريركيتنا بعملها التبشيري فى إفريقيا من اقصاها الى ادناها دون تذمر ليلاً ونهاراً من اجل تخفيف الآم آلاف من البشر فى محاولة منها لإيجاد الراحة لكل المعذبين من مشاكل الحياة المختلفة، ولا نكف مع نقل الخبز والماء للفقراء ان ننقل له رسالة السلام والمحبة التى جلبها ميلاد المسيح فى تلك الليلة والتى يمنحها لنا مخلصنا يسوع المسيح فى كل خطوة له.

و اختتم قائلا، ارفع يدى واركع عند مزود الطفل المولود متضرع ان يلهم الله اقوياء هذه الأرض الرحمة والمحبة تجاه الفقراء وان يسود سلام المسيح وأن تشرق شمس العدل فى كل العالم.