رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضو اللجنة البابوية يروي سيرة صاحب أشهر فهرس للمخطوطات القبطية بالعالم

جورج زويجا
جورج زويجا

تحيي الكنائس المسيحية اليوم، ذكري ميلاد “جورج زويجا”، صاحب أشهر فهرس للمخطوطات القبطية في العالم.

إذ روى ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو لجنة البابوية للتاريخ الكنسي سيرته قائلًا: "يمثل العالم الدانماركي جورج زويجا (1755- 1809)  أهمية وقيمة كبيرة في تاريخ الدراسات المصرية بصفة عامة والدراسات القبطية بصفة خاصة، حيث مازال الفهرس الذي قام بفهرسة المخطوطات القبطية ويمثل أهمية تاريخية كبيرة رغم مرور أكثر من  208 عامًا على صدوره.

وتابع: "أما عن زويجا نفسه فلقد ولد في 20 ديسمبر 1755  من أسرة ترجع جذورها إلى جنوب إيطاليا وكان والده يعمل راعيًا بروتستانيًا ووالدته تدعى "هنريت كلاسون" ولقد تعلم في طفولته في منزله، ثم التحق بعدها بجامعة جونتجن  ثم لبيزج بعدها، ولقد درس الفلسفة والدراسات اليونانية الرومانية.

وواصل: "وخلال إحدى رحلاته إلى إيطاليا أبدى اهتمامًا خاصًا بدراسة الآثار وبعدها تفرغ تماما لدراستها خلال عام 1783 حيث قام بفهرسة وتصنيف العملات الموجودة  بالمتحف القومي بكوبناهجن.

مستكملًا: ثم تم إرساله إلي بعثة في مدينة روما، وهناك وجد  ترحيبًا حارًا من الكاردينال بورجيا (1731- 1804)، كما دعمه بابا روما في ذلك الوقت وقام بإنشاء كتالوج  بورجيا للعملات المصرية واهتم بعدها بفك شفرة اللغة الهيروغليفية؛وتعلم في ذلك اللغة القبطية.

وواصل: وفي عام 1790 عين عضو شرف  في أكاديمية الفنون في كوبنهاجن واعتبارًا من عام 1798؛ أصبح زويجا عضوًا في أكاديمية العلوم في كوبنهاجن، حيث صار أستاذًا  للدراسات المصرية والقبطية.

مستكملًا: “ولقد استمر زويجا في العمل والانتاج حتى توفي في 10 فبراير 1809 عن عمر يناهز 54 عامًا أثرى فيها  مكتبة المصريات  والقبطيات بالعديد والعديد من الكتابات القيمة”. 
 

متابعًا: "ولعل العمل الأعظم الذي خلد ذكرى زويجا كواحد من كبار علماء اللغة القبطية على مر التاريخ؛ هو الكتالوج الشهير الذي وضعه في روما خلال عام 1810م باسم "فهرس المخطوطات القبطية المجلدات المحفوظة في متحف جورجيا ولقد أعيد طبعه ونشره في لايبزج بألمانيا عام 1903 وتوجد منه نسخة مصورة محفوظة في مكتبة دير القديس العظيم أبو مقار.

 وتابع: ولقد بدأ العمل  بجدية وجمع كل ما توصل إليه من منشورات عن مصر المسيحية؛ وأنتج هذا الكتالوج الرائع، بل وفكر في إعداد قاموس للغة القبطية، وكان أحد أغراض زويجا هو تحقيق ونشر وترجمة كل ما وصلت إليه يديه، لكن الظروف لم تمكنه من ذلك، ولقد قسم زويجا كتالوجه إلى ثلاثة لهجات هي البحيرية وارد دير أبو مقار والفيومية وارد الفيوم، والصعيدية وارد الدير الأبيض بسوهاج.

وتابع: ولقد أدرك زويجا  منذ البداية الأهمية المطلقة للهجة الصعيدية ولكتابات القديس الأنبا شنودة  ونجح في التعرف علي عدد من النصوص الكتابية والسير وغيرها، كما نجح في إبداء تعليقات  وآراء مهمة عن عدد وأحجام المخطوطات، وطرق ترقيمها وكولوفوناتها  كانت محل احترام كل الجيل التالي له علي مدي قرن من الزمان، وأخيرًا فقد كان هذا الكتالوج  أحد أدوات جان فرانسوا شامبليون في أبحاثه لاحقًا". 

متابعًا: "ولقد أستكمل عمل زويجا العالمان هيبلنك وفان لانشوت  خلال الأعوام (1937- 1947 ) بأن أضافا إليه بقية المخطوطات القبطية المحفوظة في الفاتيكان؛ وفي مجموعات بربريني وبورجيا  وروسي .

مضيفًا: "ولقد قام زويجا من خلال عمله في فك رموز حجر رشيد قام بالتعاون مع العالم الفرنسي سلفستر دي ساسي (1758- 1838)  بمساعدته في ضبط نطق بعض حروف الخط الديموطيقي المكتوب بها حجر رشيد مما كان عاملًا مساعدًا كبيرًا في فك رموز حجر رشيد علي يد العالم الفرنسي شامبيلون، وكان ذلك في 14 سبتمبر 1822.