رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى نياحة «ابن زرعة».. تعرف على قصة نقل جبل المقطم

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى نياحة البابا إبرام ابن زرعة رقم 62 في تعداد بابوات الكنيسة القبطية، حيث شهد عهده إتمام معجزة نقل جبل المقطم.

وروى كتاب التاريخ الكنسي المعروف باسم السنكسار أن في زمان هذا الأب كان للمعز وزير اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهوديًا وأسلم، وكان له صديق يهودي، كان يدخل به إلى المعز أكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير على المعز وسيلة ليطلب حضور الأب البطريرك ليجادله، فكان له ذلك، وحضر الأب إبرام ومعه الأب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين، فقال لهما: «لماذا لا تتجادلان؟ فأجابه الأنبا ساويرس»، كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور أعقل منه «فاستوضحه المعز عن ذلك، فقال إن الله يقول على لسان النبي إن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف «أش 1 : 2».

ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مكرمين، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى، وبعد أيام دخل الوزير على المعز، وقال له إن مولانا يعلم أن النصارى ليسوا على شىء، وهذا إنجيلهم يقول "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل"، ولا يخفي على أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل على صدق دعوى مسيحهم، ففكر الخليفة في ذاته قائلًا: "إذا كان قول المسيح هذا صحيحًا، فلنا فيه فائدة عظمى، فإن جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم مما هو عليه الآن، وإذا لم يكن صحيحًا، تكون لنا الحجة على النصارى ونتبرز من اضطهادهم.

 ثم دعا المعز الأب البطريرك وعرض عليه هذا القول، فطلب منه مهلة ثلاثة ايام فأمهله، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام صائمين مصلين إلى الله، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيجري الله على يديه هذه الآية، فاستحضره الأب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم، فوقف الأب البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب آخر، ثم صلى الأب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يا رب ارحم.

وكان عندما يرفع الأب البطريرك والشعب رءوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه، وسقط كثيرون منهم على الأرض، وتقدم الخليفة على ظهر جواده نحو الأب البطريرك وقال له: أيها الإمام، لقد علمت الآن أنك ولي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى، فلم يرض إن يطلب منه شيئًا، ولما ألح عليه قال له: «أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس «أبوسيفين»، التي بمصر القديمة، فكتب له منشورًا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغًا كبيرًا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرًا لورعه وتقواه، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، استمر واقفًا حتى وضعوا الأساس، كما جدد هذا الأب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي، ولما أكمل سعيه تنيح بسلام بعد أن جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام.