رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تريندز»: الإخوان فى مرحلة تراجع

أرشيفية
أرشيفية

أصدر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» الكتاب السادس ضمن "موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين"، ويحمل عنوان: "جماعة الإخوان المسلمين ما بين التمدد والانحسار: الحالة المصرية"، حيث كشف المركز عبر هذا الكتاب كيف انحدرت الجماعة في مسار تراجع حاد وتعصف بها صـراعات داخلية وانقسامات.

ويستعرض الكتاب أهم المتغيرات التي أسهمت في تمدد جماعة الإخوان المسلمين وانتشارها ومن ثم انحسارها، ويضع إطاراً تأصيلياً لماهية التمدد والانتشار، كما يتعقب تطورات الجماعة خلال المراحل الزمنية المختلفة، وذلك عبر تسعة فصول متنوعة وثرية.

 

الجماعة عرفت منحنى تصاعدي في التوسع 
وفقا للدراسة فإن جماعة الإخوان المسلمين عرفت منحنى تصاعدياً سـريعاً في التوسع والتمدد خلال سنوات قليلة بعد تأسيسها عام 1928، فبعد فترة وجيزة من انتقالها إلى القاهرة عام 1932، أصبح لديها أكثر من 100 فرع عام 1936 ليصل العدد إلى 400 فرع في نهاية الثلاثينيات، وتضاعفت وتيرة التوسع والنفوذ خلال الأربعينيات ليصل عدد الفروع إلى 2000 فرع عام 1949 وقُدّر عدد المنتمين إلى الجماعة ما بين 300 ألف و600 ألف عضو.

 

عوامل ساعدت على تمدد الجماعة في مصر 

وفقا للكتاب فان هناك عدد من العوامل ساعدت على تمدد الجماعة في مصر منها:  استغلال الفرص السـياسـية التي أتاحتها الأنظمة السـياسـية المتعاقبة على حكم مصـر، وابتداعها نظاماً إدارياً محكماً يتميز بمركزية القرار ويقوم على الولاء والسـرية، ويربط ما بين الأيديولوجيا والممارسة.

 

هندسة اكتساب العقول 

وفقا للكتاب فإن  جماعة الإخوان تبنّت هندسة اجتماعية عملت من خلالها على اكتساب عقول الفئات الشعبية وقلوبها ما ساعد على حشدها وتجنيدها لأهداف الجماعة، مستخدمة في ذلك وسائل عدة من أهمها: الدعوة، والتربية والتعليم، والإعلام، والخدمات الاجتماعية، والمؤسسات الاقتصادية، وحتى العنف.

 

توظيف الجميعات الأهلية 

ووفقا للكتاب فقد نجخت جماعة الإخوان في توظيف الجمعيات الأهلية لخدمة أهدافها السـياسـية، واستقطاب عناصـر جديدة من ناحية، وتحقيق الحشد الجماهيري والتعبئة في عملية الانتخابات التي خاضتها الجماعة سواء على مستوى الانتخابات المحلية أو البرلمانية أو الرئاسـية من ناحية أخرى.

كما تبنت تبنّت سـياسة الوجود بالقرب من الناس في الأحياء السكنية ومراكز العمل والأسواق، لترسـيخ علاقات التضامن والتكافل، وملء الفراغ الذي تركته الدولة، وذلك بتأسـيس شبكة من الجمعيات الخيرية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية.


سلبيات حكم الإخوان في مصر 

الكتاب أكد أن الجماعة ارتكتب العديد من الاخطاء خلال توليها حكم مصر، من بينها الفئوية وغياب المشـروعات التنموية، إذ لم تسعفهم تجربة الأعمال الخيرية والتطوعية التي قدمتها الجماعة لقطاعات شعبية واسعة، في تحسـين الأداء الحكومي، والقيام بعملية ترشـيد وطنية للموارد البشـرية والمادية، وذلك عندما تولى حزبهم "الحرية والعدالة" السلطة الكاملة، كما اتهمهم المعارضون بالسعي إلى أخونة الدولة والمجتمع، وإبداء الحرص على تمسكهم بأغلب مناصب الدولة الحساسة.

 

الإخوان تحارب الدولة المصرية
ويشير الإصدار إلى أنه عقب سقوط الجماعة في 30 يونيو 2013، اتّجهت إلى ما يسمى "فقه الاستضعاف"؛ وهي مرحلة يتحوّل فيها التنظيم من "الخلايا الهيكلية" إلى "الخلايا العنقودية"، سعياً إلى تفكيك الجبهة الداخلية للدولة المصـرية، وزعزعة استقرارها، عبر ثلاثة مسارات: "الجهاد المسلح، والجهاد السـياسـي، والجهاد الإعلامي".


وخلص الكتاب إلى أن جماعة الإخوان منذ إسقاط حكمها في مصـر عام 2013 تعيش على وقع أحداث متلاحقة تشـير في مجملها إلى أنها تسـير في مسار التراجع والانحسار، وما يزيد من حالة التراجع والانحسار التغيرات الإقليمية التي شهدتها المنطقة ،  الصـراعات والانقسامات التي ضـربت الجماعة سواء بين جيل الشباب والحرس القديم، واتساع الرفض في أوساط الشباب لتعيين إبراهيم منير على رأس قيادتها، أو بين القيادات التاريخية ذاتها بعدما تبين تراجع دور تيار محمود حسـين، في عملية صنع القرار، مقابل تنامي قوة إبراهيم منير.

ويؤكد الإصدار أن جماعة الإخوان لن تكون قادرة على العودة من جديد على الأقل في المدى القريب، وربما تدخل في هذه المرحلة، مرحلة من الكمون تحاول خلالها الحفاظ على ما تبقى لها من مقدرات في انتظار فرصة حقيقية للعودة مرة أخرى، لكن في حال فشلت الجماعة في الدخول في هذا الأمر ونجحت الدولة المصـرية في المقابل بمطاردتها، واستمرت في الوقت نفسه سـياسات التضـييق عليها في الخارج، وفقدان فروعها الخارجية للوجود على الساحة، فإن الجماعة قد تدخل مرحلة تشهد خلالها مزيداً من التراجع والانحسار الذي قد يحولها إلى كيان فاقد للتأثير.