رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على قصة «بابا نويل» فى نظر الكنائس المصرية

الكنيسة القبطية الكاثوليكية
الكنيسة القبطية الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة المطران جورج شيحان، والكنيسة اللاتينية برئاسة المطران كلاوديو لوراتي، وكنيسة الروم الملكيين، برئاسة الانبا جورج بكر، بعيد القديس نيقولا او نيقولاوس وهو الاسم الكنسي لشخصية بابا نويل.

وقالت الكنيسة  المارونية إنه:"وُلِدَ في القُسمِ الأخيرِ مِن الجيلِ الثالِثِ وَرُقِّيَ الى الأُسقُفِيَةِ عَلى مَدينةِ ميرا. حَضَرَ المَجمَعُ النيقاوي الأَول سَنَة 325. وَكانَ مِن المُدافِعينِ بِغيرَةٍ عَن الايمانِ الكاثوليكي ضِدَّ الآريوسِيين الذين يُنكِرونَ أُلوهِيَة المَسيح. يُكَرَّمُ جَسَدُهُ في كاتِدرائِيَةِ مَدينَة باري في إيطالية حَيثُ كان ولا يَزالُ مَنبَعَ العَجائِبِ. يُكَرَّمُ القِدِّيسُ نقولا في الطَقسِ الماروني تَحتَ إِسمِ القِدِّيس زَخْيا وَهِيَ الكَلِمَةُ السُرْيانِيَةُ التي تَعْني نقولا باليونانية. ويُكَرَّمُ بِنوع خاص في 31 اغسطس". 

بينما قالت الكنيسة اللاتينية انه أسقف على مدينة ميرا (في تركيا اليوم). توفي في أواسط القرن الرابع. انتشر إكرامه في الكنيسة منذ القرن العاشر. ذخائره محفوظة في مدينة باري في جنوب ايطاليا منذ 1087.
هذا وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم 10 منش هر كيهك القبطي، بذكرى نياحة القديس نيقولاوس أسقف مورا.

ويقول كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إنه كان من مدينة مورا، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغين الكثير مخافة الله. ولم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويرث غناهما. ولما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم اكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. 

فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره. واعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانات وصدقات. 

ومنها أنه كان بمدينة مورا رجل غني احني عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما اعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون إن نشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه وشكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن سيتعرضن له من الفتنة. إما هو فلم يقبل منهم أن يشكروه، بل أمرهم أن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه. 

ومنها أنه طرد شياطين كثيرة من أناس وشفي مرضي عديدين، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه خلق كثير، ويفضل عنه اكثر مما كان أولا. وقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأي ذات ليلة في حلم كرسيا عظيما وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانا يقول له: البس هذه الحلة واجلس علي هذا الكرسي، ثم رأي في ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.

و لما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم واعلمه بان المختار لهذه الرتبة هو نيقولاؤس واعلمه بفضائله، ولما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، وعلموا انها من السيد المسيح، واخذوا القديس ورسموه أسقفا علي مورا. وبعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان، ولما قبض علي جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو أيضًا وعذبه كثيرا عدة سنين، وكان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان. 

ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى إن اهلك الله دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه. ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م. لمحاكمة اريوس كان هذا الآب بين الآباء المجتمعين. ولما اكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد إن أقام علي الكرسي الأسقفي نيف وأربعين سنة. وكانت سنو حياته تناهز الثمانين.