رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بوتين يشيد بالهند ويبحث مع رئيس وزرائها الطاقة والعلاقات العسكرية

بوتين
بوتين

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، بالهند بوصفها "قوة كبرى"، لدى وصوله إلى نيودلهي في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون في مجال الطاقة مع حليف تقليدي تتقرب منه واشنطن.


وتعد هذه الزيارة الثانية للزعيم الروسي إلى الخارج منذ بدء تفشي وباء كوفيد- 19. 

وتغيّب بوتين عن قمة مجموعة العشرين ومن ثم "كوب26" للمناخ هذه السنة، بعد قمة عقدها مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في جنيف في يونيو.


وقال بوتين، في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية، وإلى جانبه رئيس الوزراء ناريندرا مودي: "نعتبر الهند قوة كبرى، دولة صديقة، وصديقًا موثوقًًا".


وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسست واشنطن حوار "كواد" الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق بكين وموسكو على حد سواء.

الحرب الباردة


وكانت الهند مقرّبة من الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت ووصفها الطرفان بـ"الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمميزة".


ورأى ناندان أونيكريشنان من "مؤسسة أوبزرفر للأبحاث" في نيودلهي أن زيارة بوتين “رمزية بدرجة كبيرة”، مضيفًا: "كانت هناك العديد من التكهنات حيال طبيعة العلاقة الهندية- الروسية وبشأن إن كانت تتشظى بسبب تقارب روسيا مع الصين من جهة والهند مع الولايات المتحدة من جهة أخرى، لكن هذه الزيارة تضع حدًا لكل ذلك".


إلا أنه سيتعيّن على بوتين التعامل مع توازنات إقليمية معقّدة، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين نيودلهي وبكين، الحليف التقليدي لموسكو، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في الهيمالايا.

مصالح الصين الإقليمية


ولفتت تاتيانا بيلوسوفا من جامعة "أو بي جندال غلوبال" في هريانا إلى أن "نفوذ روسيا في المنطقة محدود للغاية.. نظرًا بدرجة كبيرة إلى علاقاتها القوية مع الصين وعدم رغبتها بالتصرّف بشكل يتعارض مع مصالح الصين الإقليمية".


وذكر الكرملين الأسبوع الماضي أن قضايا الدفاع والطاقة ستهيمن على المحادثات، فيما سيحضر أيضًا رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "روسنفت" إيغور سيتشين نظرًا إلى وجود "عدد من اتفاقيات الطاقة المهمة" المطروحة على طاولة النقاش.


ولطالما كانت روسيا مزوّدًا رئيسيًا للأسلحة إلى الهند، التي تتطلع لتحديث قواتها المسلحة، ومن أهم العقود القائمة حاليًا بين الطرفين عقد لمنظومة "إس- 400" الصاروخية الدفاعية.
 

وتم توقيع الاتفاق البالغة قيمته أكثر من خمسة مليارات دولار في 2018، وذكرت تقارير أن عملية التسليم بدأت، لكن الأمر يهدد بزعزعة العلاقة بين نيودلهي وواشنطن.


وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات بموجب "قانون مكافحة أعداء أمريكا عبر العقوبات" الهادف لكبح جماح روسيا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.


وقالت بيلوسوفا: "إنه أمر لافت للغاية أن الصين أبقت على قرارها المضي قدمًا باتفاقية إس- 400، رغم عدم موافقة الولايات المتحدة عليها".


ولطالما سعت الهند لتنويع وارداتها العسكرية لكن المحللين يعتقدون بأن ابتعادها عن روسيا قد يستغرق بعض الوقت.


وبالنسبة لأونيكريشنان، فإن المعدات العسكرية "بالغة الأهمية" بالنسبة للهند نظرًا للتوتر مع باكستان الذي "لا هوادة فيه"، وأضاف: "ستحاول تغذية كل ما يلزم لضمان ذلك".


كما تسعى الهند لزيادة إنتاجها المحلي، وأطلقت مشروعًا مشتركًا مع روسيا لتصنيع بنادق هجومية من طراز "إيه كي- 203".


وتعقد الهند وروسيا عادة قممًا دولية، لكن آخر اجتماع شخصي بين زعيمي البلدين جرى على هامش قمة مجموعة بريكس 2019 التي استضافتها البرازيل.


وقالت وزارة الخارجية الهندية، في بيان الشهر الماضي، إن "الزعيمين سينظران في وضع وآفاق العلاقات الثنائية وسيناقشان سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين".


وعقد وزيرا خارجية ودفاع البلدين محادثات، الإثنين، قبيل وصول بوتين.


ووُقع عدد من الاتفاقيات والعقود لشراء أسلحة صغيرة والتعاون العسكري، وفق ما أعلن وزير الدفاع الهندي، راجنات سينغ على "تويتر".


وأفاد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن مواقف موسكو ونيودلهي "متطابقة أو شبه متطابقة حيال معظم القضايا العالمية والأمنية المهمة".