رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأب وليم الفرنسيسكاني يروي سيرة الطوباوي جيوفاني نيبوموسينو الأسقف

 الأب وليم عبد المسيح
الأب وليم عبد المسيح

تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكري الطوباوي جيوفاني نيبوموسينو الأسقف، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: “ولد جيوفاني نيبوموسينو في بولزانو يوم 15 إبريل عام 1777، لعائلة نبيلة، ابن جوزيبي جيواشينو من جليفهايم، محصل الضرائب العام في تيرول، وكاترينا دي جيوفانيلي الإيطالية، وهو الخامس من بين سبعة أشقاء، منذ سن مبكرة، أظهر مشاكل في النطق تسببت في تلعثمه الذي استمر حتى مرحلة البلوغ”.

وتابع: “في عام 1785 انتقل مع عائلته إلى إنسبروك، ولكن في العام التالي قرر جيوفاني العودة إلى بولزانو لجده لأمه ليتمكن من الألتحاق بالمدرسة الإبتدائية التابعة للرهبان الفرنسيسكان، وكان مواظب على تحصيل الدروس وشاهد الجميع له بالاحترام والتفوق. عاد إلى إنسبروك عام 1794 لاستكمال تعليمه فاتم دراساته الكلاسيكية والفلسفية اللاهوتية في إنسبروك، وهناك التقى بالأب الأب إركولانو أوبيرراوخ الذي ساعده في دراسة الكتاب المقدس وآباء الكنيسة حتى عام 1798، وفى 27 يوليو عام 1800م سيم كاهناً عن عمر يناهز الثلاثة وعشرون عاماً، على يد رئيس أساقفة ترينتو، إيمانويل ماريا ثون، واحتفل بأول قداس في كنيسة سانت أنطونيو دا بادوفا الصغيرة في كولالبو، على هضبة رينون، حيث مكث لمدة عامين ككاهن مساعد لرعية لونجوموسو في منطقة ألتاتسينو، وفى عام 1802م انتقل إلى روما لأسباب دراسية، لمدة عام حيث استقبله البابا بيوس السابع عدة مرات”.

وواصل: “فعاد إلى النمسا، وساعد أيضا العمل الرعوي في رعايا أونا دي سوتو عام 1803 وسان بانكرازيو عام 1804 حتى عام 1807، عندما تم تعيينه كاهنًا للرعية وأستاذًا للاهوت في مدرسة ترينتو حيث كان مسؤولاً عن تدريس اللاهوت في مدرسة الأبرشية المحلية”. 

وأضاف: “على الرغم من الصعوبات في تعلم اللغة الإيطالية واستخدامها، أثبت أنه مدرس ممتاز، وفي عام 1810، في وقت ضم ترينتينو إلى المملكة النابليونية في إيطاليا، كان يجب أن يكون جميع المعلمين من أصل ألماني حل محله مدرسون من أصول إيطالية، ولهذا السبب اضطر جيوفاني إلى التخلي عن منصبه، هذا لم يمنعه بأي حال من الأحوال من تأسيس مدارس صغيرة في مواقع مختلفة والتزام نفسه مع المعلمين الآخرين الناطقين بالألمانية في نقل التعليم المسيحي إلى الناس، وكذلك جلب الطعام والأدوية إلى المجتمعات البعيدة عن المراكز المأهولة”. 

وتابع: “وبسبب نشاطه وهمته العالية في 24 فبراير 1832 تمت ترقيته إلى الأسقف المساعد لبريسانون وعين أسقفًا فخريًا لإلينوبولي دي بيتينيا في 20 مايو من نفس العام من قبل برنهارد غالورا، كان أسقفًا لترينتو من 3 مايو 1835 إلى 3 ديسمبر 1860”.

واستكمل: “وعُهد إليه بمقر ترينتو بلقب الأسقف الأمير من قبل فرانشيسكو جوزيبي الأول ملك النمسا، الذي كان قد منحه للأسقف لوشين السابق، وهو لقب شرفي”. 

وواصل: “وصدق البابا غريغوريوس السادس عشر على التعيين في 19 ديسمبر من نفس العام، وشغل كرسي كاتدرائية سان فيجيليو في السنوات الصعبة للثورة السياسية والاجتماعية الأوروبية، وسنوات من الأوبئة والحروب، ووضع نفسه في خدمة ومساعدة المرضى والجرحى، والأسرى والأيتام، كما أسس العديد من الأعمال ذات الطابع والرعاية الاجتماعية، على المستوى السياسي والدبلوماسي”. 

وختتم: “وقام بذات النشاط والهمة في الخدمات الروحية للأبرشية. ووكله الكرسي الرسولي للمشاركة في مؤتمرات الأساقفة الألمان الكبرى لعامي 1849 و1856، كان بمثابة الراعي الصالح الذي يقوده قطيعه بإيمان ومحبة، وكان على علاقة شخصية ودية مع الأباتي روزميني، ورحل يوم 3 ديسمبر 1860م، وتم دفنه في كاتدرائية ترينتو أهم كاتدرائيات المدينة وهي علامة على التبجيل الخاص له، تم تطويبه من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني في 30 أبريل 1995، في ترينتو”.