رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالوهاب عبدالمحسن يواصل اللعب على مفردات الطبيعة في «حكاوي الطفولة»

من إحدي لوحات المعرض
من إحدي لوحات المعرض

تنطلق في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء فعاليات المعرض الفردي الخاص للفنان عبدالوهاب عبدالمحسن «مصرف كفت.. من حكاوي الطفولة»، والذي يستمر حتى 11 ديسمبر2021.

يفتتح المعرض الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وذلك بقاعة الباب/سليم ساحة متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية.

وعن معرض الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن «مصرف كفت.. من حكاوي الطفولة»، يقول الشاعر جمال القصاص في كلمته الافتتاحية للمعرض: «يواصل فيه اللعب على مفردات من الطبيعة وحكايات الصبا والطفولة كما عاشها ولمسها وتشمم روائحها المسكونة بالخرافة والأسطورة في عباءة القرية، مجسدا من خلالها واحدة من مقومات تميزه جماليا، وهي القدرة على تحويل الاستعارة البصرية إلى صورة، لها ملامح وقوام وحضور خاص».    

ويوضح «القصاص»: «يتشكل الهم الأساسي في هذا المعرض من نظرة الفنان إلى العالم السفلي، ومعايشته له، بما ينطوي عليه من ملامح أسطورية وشعبية، تذوب في موروث الخرافة الشعبية، وترقى إلى مستوى الحقيقة الإنسانية التي تهب الروح والجسد بعض الطمأنينة في أحيان كثيرة».

في الميثولوجيا الشعبية، يبرز«القرموط»، كأحد الرموز والمفاتيح المهمة في تفكيك جذرية هذا العالم، وما يعلق به من أعمال السحر والشعوذة والخرافة، بل تتسم بعض هذه الأعمال المرتبطة بالقرموط في الغالب، بالتعقيد، في فك شفراتها ورموزها، خاصة الأعمال المرتبطة بفكرة الخصوبة الجنسية لدى الرجال والنساء، وذلك نظرا للبيئة التي يعيش فيها وكونه من الأسماك النيلية التي تعيش في قاع النهر، حيث رواسب الطين والطمي، بل إن المصريين القدماء كانوا يحرمون على أنفسهم أكل سمك القرموط، اعتقادا منهم بأنه التهم أجزاء من جسد المعبود أوزوريس، كما أن رحلة الصيد لدي المصري القديم كانت تتم بغرض مطاردة الأرواح الشريرة التي تتقمص الكائنات الحية، ومن ضمنها الأسماك.

تبدو هذه النظرة إلى هذا العالم منسجمة جماليا ورؤيا مع عالم الفنان، المشدود إلى الأرض دائما، حيث دبيب البشر، فوق ترابها الفواح بروائح الندى والكدح والعرق، وحيث رنين الأحلام بتلقائيتها وعفويتها البسيطة المثابرة، وكأنها مشاعل وأجراس صغيرة، تنسج خيوطها وعلاماتها وشغفها الخاص في خطى الزمن والحياة.

ومن ثم، تتقافز القراميط في اللوحات من القاع إلى السطح، في رحلة صعود خاطفة، لها جاذبيتها البصرية الخاصة، ويحرص الفنان في تنويعاته التشكيلية على خلق لغة بصرية موازية لهذه السمكة القرموط ، وما يدور في عالمها السفلي، طامحا أن يكسر من خلال هذه اللغة، بكل تداعياتها من الموروث الشعبي، وخلفياتها البصرية، حيادية عين المشاهد، لتكتسب المشاهدة حس الرحلة، وروح المغامرة، والمعايشة الشيقة لهذا العالم.

ويؤكد «القصاص»: وخلال هذه الرحلة تولي الصورة اهتماما شفيفا بالتفصيلات الطبيعية، ومراعاة الانسجام بينها وبين اللمسات التجريدية للون والشكل، كما تشدهما- في كثير من اللوحات - الى آفاق أرحب، تخلق من خلالها ملامسات حية، ونوافذ إدراك ومعرفة جديدة للصورة، لتتسع دوائر الدلالة والرمز علي شتى المستويات الفنية والفكرية والشعورية. هنا يبرز شكل من التضافر الخصب بين «رمزية القرموط» بظلالها الأسطورية المرتبطة بمشاعية القاع وعتمته، وبين وهج السطح ونوره المشع من ثنايا الخطوط والألوان والفراغ ، وكأن اللوحة فضاء للتحرر من ركام هذه العتمة.