رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية إبهار.. التفاصيل الكاملة لمشروع «التجلى الأعظم» فى سانت كاترين

جريدة الدستور

توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار.. وإنشاء منطقة بيوت بدوية

تطوير النُزل البيئى.. وتدشين منطقة استراحات وفندق جبلى ومجمع إدارى

تنفيذ شبكات طرق ووقاية من السيول والحفاظ على الطابع البيئى للموقع

يُعد تطوير موقع «التجلى الأعظم» الذى شرعت الدولة فى تنفيذه قبل شهور قليلة، فى مدينة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، من أهم المشروعات القومية العملاقة التى كلف بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتحظى بمتابعة شخصية مستمرة منه، لما له من أهمية كبيرة فى الترويج العالمى للمدينة كوجهة للسياحة الدينية، ومُلتقى للديانات السماوية الثلاث.

ويحتل تطوير موقع «التجلى الأعظم» أولوية قصوى على أجندة عمل الحكومة، فى إطار مشروع شامل لتنمية مدينة سانت كاترين، يهدف إلى تعظيم الاستفادة من مقوماتها السياحية، وطابعها الأثرى والدينى والبيئى الفريد، وبالتالى وضعها فى مكانتها اللائقة التى تستحقها هذه البقعة الطاهرة المقدسة.

ومع قرب إقامة «احتفالية التجلى الأعظم»، فى ٢٩ ديسمبر المقبل، تتابع «الدستور» آخر تطورات المشروع الكبير، عبر حديث مع عدد من المسئولين.

«الإسكان»: إنشاء «مزار روحانى» فى الوادى المقدس بـ3 مليارات جنيه.. واعتماد المعايير البيئية فى التصميمات

كشف الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن تكليف الجهاز المركزى للتعمير بتنفيذ مشروع تطوير موقع «التجلى الأعظم» فى مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، بتكلفة تقدر بنحو ٣ مليارات جنيه، مشيرًا إلى أن أعمال التنفيذ جارية بالفعل فى الوقت الحالى. 

وقال إن مشروع تطوير موقع «التجلى الأعظم» يهدف إلى إنشاء «مزار روحانى» على الجبال المحيطة بالوادى المقدس فى مدينة سانت كاترين، حيث تجلى عز وجل للنبى موسى، عليه السلام، على ضوء المكانة العظيمة التى تتمتع بها المدينة، وكونها مقصدًا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، على أن يتم توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار.

وأضاف أن مكونات المشروع المخطط تنفيذه تتضمن: تطوير النُزل البيئى «مصر سيناء»، وإنشاء نزل بيئى جديد باسم «امتداد»، إلى جانب تدشين ساحة السلام وفندق جبلى، ومركز زوار ومجمع إدارى جديدين، فضلًا عن تطوير المنطقة السياحية، ومركز البلدة التراثية، ومنطقة البيوت البدوية، وإنشاء المنطقة السكنية الجديدة، وشبكات طرق ومرافق وأعمال وقاية من السيول.

وشدد على أن جميع تصميمات المبانى والمنشآت الجارى تنفيذها فى المشروع متوافقة مع البيئة، بهدف حماية البيئة الطبيعية فى مدينة سانت كاترين، والحفاظ على الطابع البيئى والبصرى للطبيعة البكر هناك، بما يؤهلها لتكون مقصدًا عالميًا للسياحة الروحانية.

بدوره، أكد الدكتور مصطفى منير، مستشار وزير الإسكان، أهمية مشروع تصميم شبكات الطرق للحركة الآلية وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والمرافق مع مراعاة الشبكات والمرافق القائمة.

وذكر «منير» أنه من أهم المشروعات أيضًا مشروع درء أخطار السيول ومعالجة المخرّات التى تمت مراعاة مساراتها فى تصميم المخطط العام للمدينة، بحيث تصبح عنصرًا إيجابيًا ضمن شبكة المسارات واللاندسكيب بالمدينة.

ولفت إلى أن المشروعات تشمل أيضًا تطوير منطقة إسكان البدو، من خلال تنسيق الموقع وإنشاء مركزين للخدمات، ووضع الدليل الإرشادى لتطوير المبانى السكنية القائمة وتطوير منطقة وادى الدير. 

خط الدولة الأحمر: عدم المساس بالمواقع الأثرية

استهدفت خطة التطوير الخاصة بمشروع التجلى الأعظم فى المقام الأول عدم المساس بالمواقع الأثرية الدينية، مثل الوادى المقدس ومنطقة وادى الدير وطريق وادى حبران.

ففى وادى الدير، اشترطت الدولة فى عملية التطوير عدم إقامة أى مبانٍ بهذا الموقع، حفاظًا على قدسيته، فضلًا عن أنه محمية طبيعية، وجرى ترميم بعض الكنائس داخل الدير، منها كنيسة إسطفانوس ويوحنا.

كما جرى وضع نظام إضاءة جديد مناسب للمبانى بمنطقة وادى الدير، بعد إزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير، وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد، وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بأنحاء الدير كافة، إضافة لتركيب كاميرات حرارية أعلى قمم الجبال بالمنطقة وربطها بالأكمنة لكشف حركة الأجسام عن بُعد.

وأما عن طريق وادى حبران، فجرى اعتباره أحد أماكن الجذب السياحية حول الدير،  ويجرى تطويره بهدف استخدامه فى عبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين، خاصة أنه طريق تاريخى، إذ عبره نبى الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادى المقدس، وحاليًا يجرى إعداد دراسة متكاملة لتجنب أخطار السيول، خاصة بمناطق الأعشاب الطبية، بهدف تعظيم المقومات السياحية العالمية الفريدة التى تتميز بها المنطقة.

«المركزى للتعمير»: تنفيذ جميع الأعمال بنهاية ٢٠٢٢

قال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزى للتعمير، المكلف بتنفيذ مشروع «التجلى الأعظم»، إن جميع الأعمال والمشروعات التى يتضمنها هذا المشروع ستنتهى مع نهاية العام المقبل ٢٠٢٢، موضحًا أن هناك مشروعات سينتهى تنفيذها نهاية العام الجارى، بالإضافة إلى أخرى فى يونيو ٢٠٢٢.

وكشف «نصار» عن البدء فى تنفيذ مشروعات التجمعات التنموية وربطها بالمدن، وتوصيل تيار كهربائى مستمر، وإنشاء طرق قومية، إلى جانب مشروعات أخرى سيتم تنفيذها من بينها ٢٢ مزرعة و٢٢ تجمعًا، لافتًا إلى وجود نحو ١٠٠ معدة وما يزيد على ١٠٠٠ عامل فى موقع التنفيذ.

وأضاف أن المشروع يتضمن تطوير النُزل البيئى القائم، وإنشاء «ساحة السلام»، وتطوير منطقة استراحة «السادات» على مساحة ١٢.٦ فدان، وربطهما ببعضهما البعض كمنطقة زيارة سياحية واحدة، فضلًا عن إنشاء مدرجات مشاهدة وحديقة متحفية فى الاستراحة.

وواصل: «سيتم تصميم لاند سكيب فى مسار المشاة الرئيسى بوادى الأربعين، من مركز الزوار حتى مركز المدينة، وتطوير الحى السكنى الجديد فى الزيتونة، من خلال إضافة وحدات سكنية وخدمات لاستيعاب الكثافة السكنية المتوقعة للمدينة بعد التنمية».

فنادق جديدة.. وتطوير المطار ليستقبل 650 راكبًا فى الساعة

ذكر اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن الهدف الأسمى من المشروع هو تطوير منطقة سانت كاترين لتصبح من أفضل المدن السياحية فى العالم، باعتبارها مزارًا دينيًا وطبيًا بارزًا.

وقال إن تسمية المشروع بـ«التجلى الأعظم» تتفق مع قدسية المدينة الدينية التى تجمع بين الديانات السماوية الثلاث، ويقصدها السياح من مختلف الديانات حول العالم، إضافة للحفاظ على الحياة البيئية. وأشار «فودة» إلى أن عملية التطوير تهدف بشكل أساسى إلى الحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة فى سانت كاترين باعتبارها محمية طبيعية، وتزخر بمعالم دينية ذات قيمة تاريخية وروحانية وتعد ملتقى للديانات السماوية الثلاث.  ولفت إلى أن المشروع سيوفر فرص عمل عديدة لسكان مدينة سانت كاترين، خاصة أنهم يعتمدون على السياحة فقط، وذلك من خلال إنشاء فنادق جديدة واستحداث مجموعة من الخدمات المرتبطة بحركة السياحة الوافدة.

وقال: «يعد المطار الوجهة الحقيقية وعنوان أى مدينة السياحية، ولذلك وضعت الدولة ضمن خطتها ٢٠٣٠ تطوير وزيادة الطاقة الاستيعابية بالمطارات، وحظى مطار سانت كاترين بنصيب أكبر فى خطة الدولة ضمن ٥ مطارات دولية جرى إنشاؤها خلال الفترة الماضية». وتهدف الدولة لرفع كفاءة المطار لاستيعاب ٦٥٠ راكبًا فى الساعة، لخدمة المنطقة، كما تتضمن خطة التطوير مرحلتين بتكلفة إجمالية ٣ مليارات جنيه. 

ووفق تصريحات المهندس محمد سعيد محروس، رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، فإن المرحلة الأولى للتطوير تتضمن توسعة ورفع كفاءة المدرج الرئيسى من ٣٦م ليصبح ٤٥م، وإنشاء طبانات بعرض ٧.٥م وطول ٢٢١٥م، وزيادة قدرة تحمل الرصف الأسفلتى للممر. كما تشمل توسعة ورفع كفاءة مبنى الركاب، توسعة مبنى الركاب الحالى لتصبح سعته ٦٥٠ راكبًا بمسطح ٥٥٥٨م تقريبًا، وإنشاء منطقة انتظار السيارات أمام مبنى الركاب تسع ٣٠٠ سيارة، وتعديل وتخطيط الترمك الحالى ليسع ٢ طائرة كود c.

وسيتم خلال المرحلة الأولى لتطوير مطار سانت كاترين أيضًا رفع كفاءة وإطالة المدرج الحالى وإطالة المدرج الرئيسى ليصبح طول الممر ٢٦٠٠م.

 وتشمل المرحلة الثانية للتطوير إنشاء مبنى جديد بإجمالى مساحة ٧٠٠٠م بسعة ٩٠٠ راكب/ ساعة، وإنشاء مدخل جديد للمطار وساحة انتظار سيارات تسع ٤٥٠ سيارة، و١٥ أتوبيسًا، وإنشاء ترمك جديد يسع ٣ طائرات كود D، وإنشاء وتعديل سور المطار. ويقع مطار سانت كاترين على بُعد ٢٠ ميلًا بحريًا شمال شرق مدينة سانت كاترين بسيناء ومساحة المطار ٤٦٥.٩١٤ فدان، ويحتوى على مبنى ركاب سعة ٨٠ راكب/ ساعة، ويوجد به مدرج رئيسى بطول ٢١١٥ × ٣٦ م، ولا توجد إنارة ليلية للممرات وللترمك الذى يتسع لثلاث طائرات صغيرة ومساحة الترمك ٦٠ × ٢٤٠م.

دعم مقومات السياحة العلاجية والاستشفائية.. جذب عشاق المغامرات.. واستهداف فئات عمرية متعددة

أكد الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، أن مدينة سانت كاترين تعتبر منطقة فريدة من نوعها على مستوى العالم، وتمثل مقصدًا للسياحة العلاجية والروحانية والجبلية والاستشفائية، لجميع سكان العالم. وأضاف أنها مدينة لا يوجد لها مثيل على كوكب الأرض فى قدسيتها، مشيرًا إلى إنشاء فندق بيئى يضم ١٥٠ غرفة وإقامة مخيم بدوى دائم وعدد من المطاعم والكافيهات التى تتتاسب مع طبيعة المدينة، وممشى سياحى وسوق تجارية ومزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس. وأشار إلى أن مشروع التجلى الأعظم من المشروعات العظيمة التى ستجعل سانت كاترين مزارًا لكل الأديان، موضحًا: «الدولة وضعت خلال الفترة الأخيرة خطة طموحة لهذا المنطقة بحيث تواكب الحركة السياحية المتوقعة مع تسليط الضوء عليها لأهميتها لكل الديانات فى مختلف دول العالم كونها مدينة ذات طبيعة خاصة، كما أنها محمية طبيعية وبها زراعات نادرة».

ولفت إلى أن الدولة انتهت من إنشاء مستشفى سانت كاترين وصممته على أعلى مستوى لخدمة المواطنين والسياح معًا وتم افتتاحه بالفعل، ويشمل كل التخصصات وبه أحدث الأجهزة الطبيبة، كما يدعم المقومات التى تتمتع بها المدينة فيما يتعلق بالسياحة العلاجية والاستشفائية. وشدد على اهتمام الدولة بشبكة الطرق الخاصة المؤدية إلى المدينة، ما يربط سانت كاترين بالمدن الأخرى وباقى المنطقة الساحلية الممتدة بين الطور وشرم الشيخ ودهب، مع إعادة تطوير وفتح طريق سانت كاترين الطور الممتد من داخل الوديان، إلى جانب إعادة تطوير البنية التحتية ومد شبكة المياه والاهتمام بالزراعة، خاصة النباتات والأعشاب الطبية.

من جهته، قال الخبير السياحى إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية السابق، إن مشروع التجلى الأعظم من أهم المشروعات التى تحمل بُعدًا سياسيًا، إذ يؤكد المشروع أن مصر بلد التسامح.

وأضاف «الزيات»: «هذا المشروع يجذب فئات عمرية مختلفة، فكبار السن يهتمون بزيارة الأماكن المقدسة والشباب سيزورون المكان سعيًا للمغامرة، مؤكدًا ضرورة بدء الترويج السياحى للمشروع وتسويقه عالميًا، وتوضيح أن مصر تضم أماكن روحانية». وواصل: «هذا منتج سياحى لا ينافس مدن الشواطئ، مثل شرم الشيخ والغردقة، ويمكن الترويج له بسهولة»، مشددًا على ضرورة استهداف فئات عمرية كثيرة بالمنتجات السياحية.

موقع أمريكى يرشح 10 وجهات سياحية فى مصر للزيارة: «المتعة على أرض الحضارات»

رشّح موقع «ذا ترافل»، الأمريكى، ١٠ وجهات سياحية يمكن للسائح الأجنبى زيارتها فى مصر، أولاها أهرامات الجيزة، باعتبارها المعلم الأشهر فى الأرض التى عرفت واحدة من أقدم الحضارات التى عرفها العالم، بل أشهر المواقع السياحية التى تجذب زوارًا من جميع أنحاء العالم.

وحلّ المتحف المصرى فى القاهرة ثانيًا فى القائمة لاحتوائه على أكبر مجموعة من المقتنيات التاريخية المصرية التى تعود لفترة ما قبل الأسرات «٦٠٠٠- ٣١٥٠ قبل الميلاد»، وصولًا إلى العصر اليونانى الرومانى «القرن السادس الميلادى»، وجاءت الرحلات النيلية فى المرتبة الثالثة، وذلك على طول نهر النيل، الذى يمتد لمسافة ٦٦٥٠ كم، ويعد مصدرًا مهمًا لحياة المصريين، تليها معابد أبى سمبل فى أسوان، التى تم إنشاؤها من قبل الملك رمسيس الثانى لعبادة الإله «آمون رع»، وتعرض التماثيل الأربعة الشهيرة لرمسيس الثانى، فضلًا عن «وادى الملوك» فى الأقصر، الذى كان يُستخدم كمدفن لبعض الملوك المصريين، ويكشف كيف أعد المصريون القدماء وملأوا مقابر ملوكهم المتوفين بممتلكات مثل: الذهب والملابس والأثاث والأسلحة وقطع المجوهرات والأعمال الفنية، وضمت قائمة ترشيحات الموقع الأمريكى، أيضًا، المنتجعات المصرية على البحر الأحمر، واصفة إياها بأنها «تستحق الزيارة»، إلى جانب الصحراء البيضاء فى واحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، التى تعد موقعًا فريدًا من نوعه للتشكيلات الصخرية الطباشيرية البيضاء الضخمة، والصخور الكريستالية.

ولم تغفل قائمة «ذا ترافل» واحة سيوة، التى تقع على بعد ٣٥٠ ميلًا من القاهرة، وتكسوها أشجار النخيل والزيتون، وتتميز بأكثر من ١٠٠ عين للمياه الكبريتية، إلى جانب إمكانية زيارة بعض المواقع التاريخية، مثل قلعة «شالى» القديمة وجبل «الدكرور».

واشتملت كذلك على عدد من المواقع الدينية، بداية من جبل «الطور» فى سيناء، بما لديه من مكانة كبيرة نظرًا لكونه المكان الذى شهد تجلى الله للنبى موسى، وتعد أفضل طريقة لاستكشافه هى تسلقه، بطوله البالغ ٢٢٨٥ مترًا، وفق الموقع الأمريكى إلى جانب دير سانت كاترين، الذى يعد من أقدم الأديرة فى العالم.