رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فؤاد زويريق: سهير البابلى فرضت نفسها على الساحة ونافست فنانات مخضرمات

سهير البابلي في دور
سهير البابلي في دور بكيزة هانم

نعى الناقد المغربي فؤاد زويريق٬ الفنانة الكبيرة سهير البابلي، والتي غادرت عالمنا أول أمس الأحد، عن عمر ناهز السادسة والثمانين، إثر أزمة صحية.

 

وقال زويريق: إذا أردنا أن نتحدث عن الراحلة سهير البابلي التي غادرت دنيانا، علينا أن نتجاوز بشكل عكسي الحاضر والماضي القريب ونجترّ ماعلق بذاكرتنا مستعملين تقنية الفلاش الباك، نحن الآن في أواسط التسعينات وبالضبط في سنة 1996 بين أحضان آخر فيلم شاركت فيه قبل اعتزالها وهو ''القلب وما يعشق'' الذي وقفت فيه أمام الراحل صلاح قابيل ومحمد فؤاد، وقبله كانت مسرحية ''عطية الإرهابية'' 1992، ومسرحية ''العالمة باشا'' 1991، وقبلهما برزت في مسلسل ''بكيزة وزغلول'' ومسرحية ''مدرسة المشاغبين'' ومسرحية ''ريا وسكينة'' وغيرها من الأعمال الفنية التي تجاوزت 100 بمختلف أجناسها.

 

وتابع أنه بعد سنة 1973 وهي سنة عرض مسرحية "مدرسة المشاغبين"، تحول مسار سهيل البابلي جذريا، فبدأت بالصعود بفضل هذه المسرحية التي حققت جماهريا مالم تحققه غيرها من المسرحيات، الى أن وصلت في وقت من الأوقات الى النجومية الكاملة، ففرضت نفسها على الساحة، اجتهدت، ونافست فنانات مخضرمات حتى أصبحت بريمادونا prima donna المسرح بملامح جسدية وفنية مختلفة عن السائد أنذاك، كانت صاحبة طموح وآمال عريضة، جربت الدراما التلفزيوية والسينما والمسرح، فكانت أكثر حضورا في هذا الأخير، كان التمثيل لعبتها لم تكن تخشاه كما يحدث للكثير من الممثلين، كانت تروضه ولا تتردد في السخرية منه أمام الجمهور، أما الركح فقد كان ملعبها، كان حاضنها الأول، قد تتعثر فيه لكنها لم تتهاوَ على أرضيته أبدا الى آخر عمل لها قبل اعتزالها وهو مسرحية ''عطية الإرهابية'' 1992.

 

وشدد زويريق على أن:  الجمهور أحبَّها لأنها مبدعة أولا ولأنها تشبهه ثانية، فسهير البابلي نموذج ابداعي انساني غير منفصل عن المُشاهد المصري والعربي، يشعر بانتمائها إليه، فهي بعيدة كل البعد عن الممثلة النمطية التي صنعها المنتجون كدمية بجسد وملامح قادرة على دغدغة غريزة الجمهور بغض النظر عن ابداعها وموهبتها. 

 

وذكر أن سهير البابلي تجربة تشخيصية تستحق الدراسة، فرغم اعتزالها قبل سنوات وترجلها عن صهوة الفن مرفوعة الرأس، إلا أن طيفها الفني بقي حاضرا يحوم بين الفينة والأخرى حول الخشبة والشاشة، فالجمهور لم ينساها فقد بقيت حاضرة في ذاكرته الى اليوم وهاهو ينعيها بكلمات مؤثرة ومشاعر دافئة.