بالأرقام.. كيف أصبحت مبادرة «حياة كريمة» الأكبر على مستوى العالم؟

شهدت السنوات السبع الماضية العديد من الخطة التي نفذتها القيادة السياسية بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، أساسها الأول والأخير هو الإرتقاء بالحياة وتقديم الخدمات والمشروعات التي يسعى لها المواطنين من هذا المنطلق جاءت مبادرة «حياة كريمة»، التي أطلقها الرئيس السيسي في 2 يناير عام 2019، والتي تهدف لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة، كما تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة في القرى.

ومن خلال الخدمات التي نفذتها المبادرة منذ إطلاقها وحتى هذا الوقت يمكن القول أنها أصبحت أكبر مبادرة تنموية على مستوى العالم من حيث حجم المستهدف من الخدمات والمستفيدين والنطاق الجغرافي للتنفيذ على مستوى قرى مصر، كما صرحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال فعالية عقدتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية وصندوق الأمم المتحدة للسكان «UNFPA»، لإطلاق 27 تقريرًا لتوطين أهداف التنمية المستدامة.

يد واحدة لحياة كريمة 

جاءت هذه المبادرة لتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة بأكملها، من أجل توفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا والوقوف بجانب الفئات الأكثر احتياجًا في كل المجالات كالصحة والتعليم والسكن، من أجل هذه الأهداف خصصت الحكومة 103 مليار جنيه للمبادرة لغير القادرين وتطوير القرى وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية. 

الأرقام المستفيدة من المبادرة حتى الآن 

ومنذ انطلقت المبادرة أصبحت تعمل على 28000 تابع و4584 قرية ضمن 175 مركزًا في 20 محافظة حيث يستفيد منها 58000000 مواطن، كانت معايير اختيار القرى الأكثر احتياجًا تتم بناء على عدة محاور بداية من ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، وانخفاض نسبة التعليم، وارتفاع كثافة فصول المدارس، والاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد إحتياجات الرعاية الصحية، وسوء أحوال شبكات الطرق، وارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.

مراحل المبادرة 

تم تقسيم القرى الأكثر احتياجًا المستهدفة إلى مراحل ليتم تنفيذ مبادرة حياة كريمة فيها كانت المرحلة الأولى من المبادرة تشمل القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما أكثر حيث شملت عدد 377 قرية هم الأكثر احتياجًا والأكثر تعرضًا للتطرف والإرهاب الفكري، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة، والمرحلة الثانية من المبادرة كانت تخص القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70%، أما المرحلة الثالثة فكانت للقرى ذات نسب الفقر الأقل من 50%. 

من خلال هذه المراحل عملت المبادرة على عدة محاور كانت البداية من  توفير سكن كريم لأهل هذه القرى ورفع كفاءة المنازل، وبناء الأسقف إلى جانب بناء مجمعات سكنية جديدة، وكذلك مد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل، إلى جانب ذلك عملت المبادرة على توفير الخدمات التعليمية لهذه القرى من خلال رفع كفاءة المدارس القديمة والمتهالكة وبناء المدارس الجديدة والفصول لاستيعاب أكبر قدر من الطلاب وتقليل حجم كثافة الطلاب داخل الفصول، إلى جانب بناء الحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية وإنشاء فصول محو الأمية.

واستهدفت المبادرة توفير الخدمات الطبية  من خلال بناء المستشفيات والوحدات الصحية وتجهيزها بأحدث المعدات وتشغيلها بالكوادر الطبية المؤهلة، وإطلاق قوافل طبية وتقديم الخدمات الصحية من أجهزة تعويضية وسماعات ونظارات وكراسي متحركة وعكازات.

مدارس جديدة ومحولات كهرباء لقرية كومير بالأقصر 

من قرية كومير إحدى قرى مركز إسنا بمحافظة الأقصر أوضح صالح غانم، رئيس الوحدة المحلية للقرية، في تصريحات لـ«الدستور»، الإنجازات التي يتم تنفيذها من خلال مبادرة حياة كريمة داخل القرى والتوابع المسؤول عنها، والتي منها صب الأعمدة لمدرسة ساحل الدقيرة الابتدائية الجديدة التي يتم بناءها، لتستوعب أطفال أهل القرية ولم تك هذه هي المدرسة الوحيدة بل تم بناء الكثير غيرها وتطوير أخرى، حسب قوله. 

وقال «غانم» إن التعليمات تأتي بشكل مستمر من المحافظ والقائمين على المبادرة بضرورة المرور اليومي المستمر على الهيئات الحكومية والوحدات الصحية داخل القرى التابعة له، للتأكد من سير العمل في وحدات طب الأسرة ومدى انتظامه في جميع الأقسام، والتأكد بانتظام العمل في منظومة التأمين الصحي الشامل. 

وأضاف، أنه تم العمل لبناء وحدة إسعاف في منطقة العضايمة، كما تم تركيب 4 محولات كهرباء بناحية حاجر كومير في المنطقة المحرومة من الكهرباء، ومتابعة أعمال الرصف بطريق الكوباني وجبانة المسلمين لأهالي ترعة ناصر. 

إنجازات المرحلة الأولى 

وعن إنجازات المرحلة الأولى التي تم تنفيذها في العام الأول للمبادرة 2019/2020 والتي تكلفت 13 مليار جنيه واستهدفت 4.5 مليون مستفيد داخل 143 تجمعًا ريفيًا في 11 محافظة، حيث بلغ عدد المشروعات خلالها لأكثر من 626، بينها 88 مياه شرب، و365 طرق وتحسين بيئة وكهرباء وطب بيطري ومراكز شباب، و74 مدرسة، و466 مشروعات صرف صحي، و51 وحدة صحية، ورفع كفاءة 7269 منزلا في 143 قرية، عبر تركيب 8385 سقفا، و2638 وصلة مياه، و812 وصلة صرف، و2877 طرنش صرف، فضلا عن تطوير 44 حضانة، وصيانة 18 وحدة صحية.

وتوجيه 284 قافلة طبية، و126 قافلة بيطرية، وإجراء 2277 عملية جراحية، و9257 عملية عيون، و17801 نظارة طبية، و1207 أجهزة تعويضية.

بداية المرحلة الثانية 

أما المرحلة الثانية من المبادرة انطلقت في سبتمبر الماضي  باستثمارات 9.6 مليار جنيه تستهدف 1500 قرية ريفية، في 14 محافظة، معظمها في وسط وجنوب صعيد مصر، تتضمن خطة المرحلة عدة إجراءات، جار تنفيذ 1592 مشروعًا بهذه المرحلة  في عدد كبير من القطاعات التي تهم المواطنين، في مقدمتها مياه الشرب والصرف الصحي والتعليم والصحة وخلق فرص العمل.