رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كسر الصورة النمطية».. مذيعة بريطانية ولاعبة كورة نيوزليندية تكشفان إصابتهما بالتوحد

عدم الاتصال البصري
عدم الاتصال البصري لمرضى التوحد

يقلق الكثيرون مع إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض التوحد، خوفا من عدم قدرته على مواصلة حياته نتيجة عدم التركيز والأعراض النمطية المعروفة عن التوحد autism، ليكسر إعلان شخصيات مشهورة مؤخرا أن المرض ليس متعلق بمواصلة الحياة بشكل طبيعي الصورة النمطية عنه.

فقد كشفت المذيعة البريطانية الشهيرة ميلاني سايكس، عن إصابتها بالتوحد واكتشافها المتأخر لهذه الإصابة، بعدما أعلنت عارضة الأزياء الإنجليزية كريستين ماكغينيس، عن إصابة توأمها بمرض التوحد، ولكن لم تكن تلك المفاجأة، بل جاء إعلان لاعبة كورة القدم النيوزيلندية سارة جيبس.

وفي مقال للاعبة كورة القدم النيوزيلندية سارة جيبس نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم السبت، أشارت إلى أنها عشات طيلة عمرها تعاني من وصفها بأنها شخص ضعيف وكسول وصعب الإرضاء، لتكتشف لاحقا أنها جميعا أعراض للاصابة بـ"التوحد" أو "طيف الوحد".

وأشارت جيبس إلى أن إعلان كلا من سايكس وماكجينيس عن حالة اطفالهما كان مفاجئ للكثير، كونه يكسر الصورة النمطية المعتادة لنجوم المجتمع واصحاب المهن البراقة، في إخفاء تلك الأمراض.

مشاعر متداخلة

سارة روت ما تعرضت له طوال حياتها من أعراض كانت تعتبر إنها تجعل منها شخص فريد، أو ربما مشوشاً، قائلة: "الثلاثين من عمري، كان رد فعلي غير واضح ومباشر، لقد عانيت طوال حياتي من أشياء لا تعد ولا تحصى وجدها معظم الناس بسيطة، من المدخلات الحسية إلى التواصل الاجتماعي. كل مجال من مجالات الحياة يمثل مشاكل لا أستطيع أن أشرحها لنفسي".

تابعت: "تعلمت إخفاء تحدياتي لتجنب الحكم، لقد تعاملت مع كل وظيفة جديدة أو صداقة أو علاقة بتفاؤل - هذه البداية الجديدة ستكون مختلفة، وهذه المرة سأحاول بجد أكبر وأكون قادرًا على الاندماج"، لافتة إلى أن الأشخاص المصابون بالتوحد خارج الصورة النمطية المعتادة أو كما يطلق عليه "كلاسيك اوتيزم" يبررون افعالهم أنهم لديهم قناع اخر يخفوه عن العالم، أو ان لديهم نوع من الخجل وعدم قدرة على التعبير عن مشاعرهم".

أضافت أنها لم تكن لتعرف أنها مصابة حتى أشار عليها ابن عمها إنها من الممكن أن تكون مريضة بالتوحد، لافتة إلى أنها تعاملت مع حديثه بسخرية.

كسر الصورة النمطية عن التوحد

قالت سارة في مقالها:" كان فهمي للتوحد في ذلك الوقت ، حسنًا ، رجل المطر. كيف يمكن لأي شخص أن يعتقد أن شخص مثلي لديه مشاعر وحياة، يمكن أن أعاني من التوحد؟ كان المصابون بالتوحد آليين وعديمي الشعور، أليس كذلك؟ لقد أصبت أيضا بجروح طفيفة، لقد كنت أعمل بجد للتغطية على الصعوبات الاجتماعية التي أعانيها".

فيما لفتت إلى أن ما تعاني منه يصفه البعض "طيف التوحد" أو سمات التوحد، وهي ليست الصورة النطية او الكلاسيكية المعروفة، قائلة: "أصر دومينيك بلطف على شرح أن ما كنت أصفه حول رجل المطر، حالة مفرطة التشخيص كتبها ويتصرف بها أشخاص غير مصابين بالتوحد والتي لا تحمل سوى تشابه عابر مع الشيء الحقيقي".

نساء التوحد

أضافت أن بجانب ذلك في أن صعوبة تصنيف الكثير من النساء حتى بلوغهم سن كبير، يرتبط بالافتراضات الطبيعة للنساء والتي تجعل المجتمع يرى أن السبب في تصرفهم بشيء من الغرابة يرتبط "بتقلبات هرومنية".

تابعت: "في اليوم التالي، أثناء تصفح الروابط المتعلقة بالأوصاف السريرية للفتيات والنساء المصابات بالتوحد، تساءلت عما إذا كان شخص ما يتابعني بمفكرة، كانت السمات الموصوفة واسعة وشاملة للغاية ولكنها محددة بشكل غريب، طوال حياتي، كنت أعتقد أنني كنت فريدة جدًا لدرجة أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شخص مثلي، فجأة ، تم فتح باب لعالم مخفي سابقًا من الأشخاص ذوي التفكير المماثل".

تشخيص التوحد في سن كبير

يذكر أن التوحد (Autism) هو مجموعة من الاضطرابات العصبية والسلوكيات التي تؤثر على الأفراد بدرجات متفاوتة وبشكل مختلف من شخص لاخر، ويسبب التوحد تحديات اجتماعية وسلوكية عند الأفراد.

وبحسب موقع "Web md"، يبحث الآباء والأمهات فى الأطفال الصغار عن الأعراض الكلاسيكية للتوحد مثل: قلة الاتصال بالعين والحركات المتكررة ويتم فحص جميع الأطفال بحثًا عن هذه العلامات في زياراتهم لأطباء الأطفال ويتم تشخيص معظم حالات اضطراب طيف التوحد في عمر الثانية، فى أحيان أخرى يتم تشخيصه على أنه صعوبات فى التعلم، وقد يستمر الأمر بدون اكتشاف حتى سن الشباب أو في العشرينيات من العمر .

فيما ذكر موقع additudemag أن اضطراب طيف التوحد (ASD) عادة ما يكون حالة مرضية مدى الحياة، على الرغم من أن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا، لافتا إلى أن الأعراض الشائعة لمرض التوحد عند البالغين تشمل الآتي:

- صعوبة في تفسير ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به.

- مشكلة في تفسير تعبيرات الوجه أو لغة الجسد.

- صعوبة تنظيم المشاعر.

- مشكلة في متابعة الحديث.

- ميل لعمل السلوكيات المتكررة أو الروتينية.

- الاتساق الصارم مع الروتين اليومي.

- معرفة عميقة بموضوع معين، مثل فرع معين من العلوم أو الصناعة.

- يمكن للبالغين أيضًا أن يظهروا سلوكيات متكررة ولديهم اهتمام محدد وموضوعي بموضوع معين مثل الفرق الرياضية أو مجال التاريخ.