رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأهرام» تبرز حرص مصر على الوقوف سندًا للأشقاء الليبيين فى البناء

الأهرام
الأهرام

أبرزت صحيفة "الأهرام" حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي - في آخر كلمته في مؤتمر باريس حول ليبيا - على التوجه بحديثه إلى الأشقاء الليبيين، مخاطبًا إياهم: "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني".

وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين تحت عنوان "رسالة مصرية للأشقاء الليبيين" - أن حرص الرئيس على ذكر اسم عمر المختار كان لتذكير الليبيين بأنهم رمز نضالي وحدوي وطني في تاريخهم الحديث، وتذكرة بقيمة الوحدة واستقلال القرار الوطني، وتشجيعًا على نسيان الخلافات والانقسامات التي تبدو مضخّمة وقت الأزمات، بينما تعود لتظهر صغيرة وفي حجمها الطبيعي حينما تزول الغشاوات، ويقف الجميع أمام محكمة التاريخ.
وذكرت الصحيفة أن أحد أهم مستجدات الخطاب المصري في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يتمثل في عدم الحرج من مخاطبة الشعوب العربية الأخرى، والاهتمام بشئونها، ليس من منطلق مصلحي أو براجماتي أو سياسي، أو كخطاب قومي يتجاوز حقيقة الأوطان ويتدخل في شئونها، وإنما من منطلق الحرص على تحقيق الخير العام لها كبلاد عربية، انطلاقًا من عقيدة مصرية تأكدت بعد ثورة 2013، تتلخص في أن قوة أي بلد عربي هي قوة لمصر وليس خصمًا منها، وأن استعادة أمن ووحدة أي بلد عربي هي دعامة إضافية للقوة المصرية؛ ذلك ما تأكد من الخطاب المصري بشأن ليبيا والعراق وتونس ولبنان والسودان.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تشير الأسس المبدئية في العلاقات الدولية إلى أن المصالح -وليس مبادئ الخير- هي أساس تلك العلاقات، فإن مصر تدمج المصلحة بالخير؛ والمصلحة بالنسبة لمصر تعني سلامة الشقيق العربي؛ وما ساعد مصر على الاستقرار على هذه العقيدة أن سياستها لا تتأسس على إرث استعماري، فضلًا عن التجربة الخاصة للرئيس السيسي، التي جعلته يستوعب بعمق وهدوء الدروس والأخطاء الرئيسية في التجربة العربية.

ونوَّهت الصحيفة بأنه لذلك، حرص الرئيس السيسي على أن يُذَكِّر الليبيين بعمر المختار، ويناشدهم قائلًا: (الخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة.. وفي هذا، ستجدون في مصر سندًا لكم وقوة متى احتجتموها)؛ وهو ما يعني أن مصر تقف سندًا للأشقاء في البناء فقط، وليس على نحو ما ينتهج الآخرون.