رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الطعام الجمالي».. كتاب يوثق رحلة أقدم المطاعم في العالم وعلاقتها بالفن

الطعام الجمالي
الطعام الجمالي

"الفن والطهي" عالمان مرتبطان، فأن تتناول وجبتك داخل أحد المطاعم المزخرفة والمزينة باللوحات الفنية يُضفى على وجبتك جوًا مختلفًا عن تناولها فى أى مكان تقليدي.  

فلاشك أنك عندما تذهب لتناول وجبتك المفضلة، تريد أيضًا أن تستمع برؤية شئ مميز، لهذا أرادت الكاتبة “كريستينا ماكريس” أن تُلقي الضوء على الطهاة الذين يريدون أن ينظر إليهم.

ومن هنا نشرت كتابًا أطلق عليه "الطعام الجمالي"، يضم أهم أماكن الطعام فى العالم والتي تجمع العديد من الأعمال الفنية للتأثير على الزائر الذي يتناول الطعام فتعرض فنًا بجودة المتاحف، وكان الجمال بدايته من قاهرة المعز، فهى الدولة الأولى فى العالم التى اهتمت بهذا النوع الفريد والمميز، ومنها انتقل إلى باقي دول العالم.

ويبدأ الكتاب بتاريخ الطهي بالقاهرة فى فترة القرون الوسطى: "كان هناك طباخ فقير يُدعى أبو السيد، حظيت مهاراته في فن الطهي باهتمام السلطان، وكان دائمًا مايهتم بعرض اللوحات الفنية النادرة أمامه وهو يتناول طعامه.

ومن ثم تم إنشاء مطعم راقي في حي الزمالك يحمل اسمه من قبل طاهي محترف يدعى “رؤوف السيد”، والذي كان يقدم طعامًا محليًا أصيلًا يتضمن مزيج من غرف الطعام المزينة على الطراز الشرقي والغربي والتى تثير العاطفة والشوق إلى الماضي، ومنها أعمال فنية للمصري الأرمني أفيديسيان التي تنقل العشاء إلى زمان ومكان مختلفين، فكان يصور مشاهير الثقافة الشعبية في مصر في الخمسينيات من القرن الماضي.

وكان هناك رسم للراقصة الشهيرة تحية كاريوكا ورأسها مرفوع للخلف وتبتسم، وكانت هناك رسوم ترفيهية لمطربات مثل “أم كلثوم وصباح وليلى مراد”. 

وتناول الكتاب قصة "بطلة شعبية أخرى تقطن بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت من أوائل المؤيدين النشطين لحركة الحقوق المدنية، وتمتلك مطعم دوكي تشيس وهي ليا تشيس والتي قدمت غرفا خلفية في مطعمها للاجتماعات وكان ذلك غير قانوني وخطير، لكنها استطاعت أن تلعب دورًا في التاريخ الثقافي والاجتماعي لذلك البلد.

وبدأت “ليا” في عرض الأعمال الفنية لفنانين سود في وقت كان الفصل العنصري لا يزال قائمًا في جنوب الولايات المتحدة ولم يتمكن الفنانون الملونون أبدًا من الظهورعلى الساحة، هؤلاء هم الآن أكبر الفنانين الأمريكيين من أصل أفريقي مثل جاكوب لورانس، وإليزابيث كاتليت، وجون بيجرز.

وتقول ماكريس التي سافرت القارات وزارت أكثر من 100 مدينة:" إن العديد من الفنانين الذين تمت مقابلتهم من أجل الكتاب كانوا متفقين على العلاقة الوثيقة بين الذوق والمذاق، حيث أخبرها الفنان البريطاني “جاري هيوم” أن تناول الطعام تحت أعماله الفنية في مطعم سكو، الذي يعتبر أقدم مطعم في لندن يشبه وجود مساحة صغيرة في الاستوديو الخاص به، حيث يتم إعداد الطعام خصيصا لك".