رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد البدء فيها

«قدم صحيح».. كيف تحمي الدولة أصحاب القدم السكري من البتر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

واحدة من أهم المبادرات الصحية التي انطلقت فعالياتها مؤخرًا لحماية مرضى السكر من مصير قاسي، تحديدًا ممن يصابون منهم بالقدم السكري، وتدهورها يؤدي إلى بتر في القدم أغلب الأحيان في محاولة لمنع وصول حالاتهم إلى تلك المرحلة الصعبة، إنها «قدم صحيح» التي انطلقت في أغلب القرى والمحافظات ضمن مبادرة «حياة كريمة»، وتوفر الكشف المجاني للحالات من المرضى بجانب توفير مستلزمات الغيار على الجروح.

«الدستور» في التقرير التالي تحدثت مع عدد من المستفيدين والمسؤولين.

إعلان ضمن مبادرة قدم صحيح على موقع فيسبوك ظهر أمام على إمبابي وهو يتفحص الصفحة العامة للموقع، فكانت بداية لتغيير حالته الصحية والنفسية.

رأي الرجل الخمسيني الإعلان ولم ينتظر كثيرًا حتى تواصل مع الأرقام التي دشنتها المبادرة للتواصل مع المواطنين والخاصة بتوجيه المصابين بالقدم السكري إلى أقرب مستشفى والاستفادة من خدمات المبادرة الطبية.

بعد الاتصال بأرقام المبادرة والاستماع إلى حالته الصحية التي توضح إصابته بالقدم السكري منذ عدة سنوات، والتي أدت إلى إصابته بارتخاء في القدمين، تم توجيه إلى أقرب مؤسسة صحية وهي مستشفى سيد جلال في منطقة باب الشعرية بالقاهرة.

وصل إمبابي إلى المستشفى المخصصة لحالته ليصبح رسميًا أحد المستفيدين من مبادرة «قدم صحيح»، وبعد فحص الأطباء لحالته طلبوا منه ارتداء حذاء طبي معين مخصص لحالات القدم السكري، وقدموا له العلاج المناسب الذي سيساهم في تحسن حالته ومنه تدهورها إلى الأسوأ.

يشدد الأطباء في المبادرة على المستفيدين منها أن يعودوا مرة أخرى للمتابعة لأن مرض الارتخاء في القدمين هو أحد مضاعفات القدم السكري، ويجب متابعته بعناية حتى لا تتدهور حالة المريض، ويفقد قدميه دون رجعة.

ارتخاء القدمين أو «شاركوت» هو حالة مرضية تصيب العظام والمفاصل والأنسجة في القدمين، ويستمر في الانتشار ولا يشعر به المريض في البداية، ثم يلاحظ وجود تغيير في شكل قدمه مع ظهور ألم شديد بمرور الوقت، وهذه الحالة هي إحدى مضاعفات مرض السكري.

ومع تطور حالة ارتخاء القدمين نتيجة اعتلال الأعصاب يفقد المريض الشعور بقدميه نهائيًا وحتى لا يشعر بالألم في المنطقة المصابة من قدمه، وبسبب خطورة الحالة تقدم مبادرة قدم صحيح خدمة المتابعة الدورية مع المستفيدين منها للتأكد أنهم لن يصلوا إلى هذه الدرجة من الخطورة.

تحمي مبادرة قدم صحيح إمبابي وغيره من المستفيدين من المضاعفات الخطيرة للقدم السكري ومن بينها كسر القدم المتكرر بسبب هشاشة المنطقة المصابة، ومع مرور الوقت تتغير شكل القدم بسبب تغيير موقع المفاصل.

أحمد صلاح، المدير التنفيذي لمبادرة «قدم صحيح» لعلاج مرضى القدم السكري لغير القادرين، قال إن هناك فيه 9 مليون مواطن مصاب بالسكر، من بينهم مليون مواطن مصاب القدم السكري، موضحًا أن الإهمال في تلك الحالة يؤدي إلى البتر في النهاية، والمريض    لا يعرف ذلك ولا يشعر به إلا بعد الكشف.

وأوضح أن المبادرة بدأت بالتعاون مع دكاترة المستشفيات الجامعية، داخل عيادات جراحة الأوعية الدموية تم تجهيز غرف للكشف عن القدم السكري وأصبحت مخصصة للمبادرة، من أجل الاستقبال اليوم لحالات المرضى والكشف عليهم.

تابع: "مريض القدم السكري يحتاج إلى علاج بحوالي ألفين جنيهًا في الشهر الواحد، إلى جانب المستلزمات الطبية الشهرية التي يحتاجها من أجل التغيير على جروحه بشكل يومي، وأيضًا يتم توفير متابعة لحالته ومدى تقدمها، ومن المقرر أن يتماثل للشفاء خلال 4 – 6 أسابيع فقط".

وأشار إلى أن تلك العيادات تستهدف علاج 100 ألف حالة سنوية لمدة 5 سنين يشمل العلاج شاملة العلاج والغيار والتوعية منهم 500 ألف مريض خارج منظومة التأمين الصحي، موضحًا أن المبادرة بدأت في أغسطس الماضي بتجهيز 11 مستشفى جامعي داخل الجامعات ومن المقرر أن يصبحوا 28 مستشفى في آخر العام الحالي.

أضاف: «إلى الآن تم علاج 780 حالة بشكل تجريبي، منذ انطلاق المبادرة ولكن الانطلاق الرسمي سيكون يوم السبت القادم، وتم خلالها صرف العلاج للمرضى، حيث أن الكشف يكون له يوم محدد، ثم يتم عمل بحث اجتماعي للتأكد من أن الحالة تستحق الدعم المادي».

استطرد: «خلال ثلاث أيام يتم الاتصال بالمريض من أجل إعطاؤه العلاج، ويتم تعليمه كيفية التغيير على الجرح واستخدام الأدوية، وبعد شهر يتم الاتصال بالمريض من أجل المتابعة الشهرية معه».

وأضاف: «المرضى استقبلوا المبادرة بالفرحة، لأن هناك تعاون مع الجمعيات الأهلية من أجل التوعية للمريض بأهمية متابعة حالته، والمريض الذي لا يستطيع الحركة نقوم بالتواصل معه ونذهب إليه، وهناك بروتوكول تعاون مع جامعة الأزهر والمنوفية وإشراف من مجلس الوزراء وزارة التضامن والمجلس الأعلى للجامعات».