رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في كتابها الأول..

أكاذيب «هوما عابدين».. كيف تحاول مساعدة «كلينتون» التنصل من علاقاتها بـ«الإخوان»؟

بنفس طريقة كل عناصر جماعة الإخوان، تحاول «هوما عابدين» المساعدة السابقة لـ«هيلاري كلينتون»، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، والمرشحة للانتخابات الرئاسية لعام 2016، في كتابها الأول، استخدام كارت «الإسلاموفوبيا» لنفض أي صلة لها بالجماعة، وكيف عملت كوسيط بينها وبين البيت الأبيض قبل سنوات مما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي».

الكتاب الذي يحمل عنوان «كلاهما / و: الحياة في العديد من العوالم» - «Both/And: A Life in Many Worlds»، ويصدر عن دار «سكريبنر» الأمريكية في 2 نوفمبر الجارى، حاولت «عابدين» من خلاله، التنصل من التقارير التي لاحقتها طوال مدة عملها مع هيلاري كلينتون، فضلًا عن دعوات التحقيق التي طالب بها عددًا من نواب الكونجرس الأمريكي والمنظمات الأمريكية المختلفة مثل «Judicial Watch».

وُضعت «عابدين» في دائرة الضوء عندما كتب خمسة أعضاء جمهوريين في الكونجرس، بمن فيهم المرشحة الرئاسية السابقة ميشيل باخمان، رسائل هي وأربعة من أعضاء لجنة المخابرات الدائمة واللجنة القضائية بمجلس النواب، وبعثوا بها إلى المفتشين العامين بوزارة الدفاع، يقولون فيها إنه يجب التحقيق معها لأنها تمثل احتمال «تسلل» إرهابي إلى وزارة الخارجية، مضيفين أن «عابدين لديها ثلاثة أفراد من العائلة - والدها الراحل ووالدتها وشقيقها - على صلة بعناصر ومنظمات «الإخوان».

وعلى ذكر تلك الرسائل، حاولت «عابدين» في كتابها الذي يتكون من 544 صفحة، أن تحولها إلى حلقة من حلقات تصاعد «الإسلاموفوبيا» في الولايات المتحدة، وأن النائبة ميشيل باخمان، كانت من فتحت المجال لذلك.

ولا تزال «عابدين» مثيرة للجدل، حتى أن السياسيين الأمريكيين وبعض المسؤولين الغربيين الآن يشككون في ولائها، فـ«هوما عابدين»، كبير مساعدي هيلاري كلينتون، تلاحقها التقارير حول علاقات عائلتها بـ«الإخوان» ودورها في فضيحة البريد الإلكتروني لكلينتون.

وكان هناك تحقيقًا مفصلًا حول عمل «عابدين» في مجلة شؤون الأقليات المسلمة من عام 1995 حتى عام 2008، وهي مجلة تابعة لـ«الإخوان» والتي كانت رئيسة تحريرها «صالحة عابدين» والدة هوما، فهذا ليس ارتباطًا عرضيًا، فقد تم إدراج هوما، لسنوات عديدة، كمحرر مشارك في المطبوعة التي تتخذ من لندن مقرًا لها، وكتبت للمجلة أثناء عملها كمتدربة في البيت الأبيض كلينتون في منتصف التسعينيات.

والدتها صالحة عابدين، كانت أيضًا عضوة في مجلس أركان رئاسة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وهي جماعة يرأسها الزعيم الروحي لجماعة «الإخوان» الشيخ يوسف القرضاوي.

وقامت «كلينتون»، بجهود كبيرة للتقليل من مغزى مشاركة «هوما عابدين» في المجلة و«الإخوان»، رغم أن النائبة ميشيل باخمان، عرضت الدليل في مذكرة من 16 صفحة، لم يدحضها أحد أو وسائل الإعلام الأمريكية المرتبطة بهم.

وحذرت وزارة العدل ووزارة الأمن الداخلي ومكتب مدير المخابرات الوطنية، من تسلل «الإخوان» إلى حكومة الولايات المتحدة خلال سنوات تواجد «هوما عابدين» وآخرون في البيت الأبيض.

كل تلك الأدلة ولا تزال «هوما عابدين»، تتنصل من علاقتها بـ«الإخوان»، وكيف فتحت أبواب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية على مصراعيها للجماعة، وسمحت بوضع السجادة الحمراء تحت أرجلهم وبتأشيرات لدخول الولايات المتحد متى أرادوا، وبتبرعات مالية تصل لملايين الدولارات لدعمهم خلال ثورات الربيع العربي.

ولكنها لن تستطيع لمجرد كتابة مذكراتها، أن تنفي كيف عملت على تقديم الشعوب العربية وجبة سهلة لـ«الإخوان»، وتدمير الدول التي وصلوا لسدة الحكم وقتها آنذاك، ولا تزال تدفع الشعوب الثمن باهظًا، من أمنهم واستقرارهم واقتصادهم المستنزف.