رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بناء العقول.. «حياة كريمة» تُطلق «يلا نقرأ»: كتب فى جميع التخصصات

بناء العقول
بناء العقول

 

ضمن أعمال المشروع القومى لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة»، انطلقت مبادرة جديدة لزيادة الوعى ورفع مستويات التثقيف، تحت اسم «يلا نقرأ»، بهدف التشجيع على القراءة ونشر المعرفة فى المناطق المحرومة من الفعاليات الثقافية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة.

وتستهدف المبادرة تشجيع أهالى القرى على اكتساب مهارة القراءة ونشر الثقافة، من خلال تنظيم معارض «كتاب فى المدارس» ومراكز الشباب بها آلاف الإصدارات الأدبية والعلمية وفى كل المجالات، ومن خلال إرسال سيارات متنقلة تتجول بالقرى وتصل للمواطنين حتى باب منازلهم، وتوزع عليهم مطبوعات هيئة قصور الثقافة مقابل أسعار رمزية لا تتعدى ٥ جنيهات للكتاب الواحد. 

واستمعت «الدستور» إلى مجموعة من أهالى القرى المستفيدين من مبادرة «يلا نقرأ»، الذين أشادوا جميعًا بجهود الدولة فى مساعدة أبناء الريف وتحقيق العدالة الثقافية لهم والمساواة بينهم وأبناء المدن، من خلال توسيع مداركهم وتنوير عقولهم.

عاطف أحمد: الأسعار فى متناول الجميع

قال عاطف أحمد، ٤٣ عامًا، من إحدى قرى محافظة أسيوط، إنه سمع عن مبادرة «يلا نقرأ» من خلال منشور على صفحته بـ«فيسبوك» ضمن مبادرة «حياة كريمة»، كما زار معرضًا يشجع على القراءة فى أحد مراكز الشباب بالقرية.

وذكر أن منشور «فيسبوك» استوقفه كثيرًا، وآثار دهشته وجود معرض كتاب بالقرية، مضيفًا: «لذا توجهت فورًا برفقة أبنائى الأربعة إلى مركز الشباب، لأجد مكتبة بها آلاف الكتب والمجلات فى تخصصات مختلفة، وصفوفًا من أهالى القرية تتفحص تلك الكتب وتشتريها».

وأشار إلى أن الأسعار منخفضة تبدأ من ٢ إلى ٥ جنيهات وهذا جعلها فى متناول الجميع، لافتًا إلى أن الفرحة لم تسعه عند رؤيته نوعيات متباينة من الكتب تلائم مختلف المراحل العمرية، إذ ضم المعرض روايات وقصصًا مخصصة للأطفال وأخرى من أجل الكبار.

وقال: «هذه المرة الأولى التى يقام فيها معرض داخل قريتنا نشترى منه الكتب.. كنا سابقًا نقصد منافذ البيع فى المحافظة، ويُكلفنا ذلك عناء ومشقة؛ لكون قريتنا منعزلة وتبعد كثيرًا عن المدينة».

ملك عصام:  اشتريت كل ما أرغب فيه 

«لم أتخيل أبدًا أن أكون قادرة على إشباع رغبتى فى القراءة دون أن أخرج من قريتى وأتكبد عناء الانتقال إلى المدينة، ولم أتصور أننى سأشترى كل الكتب التى أرغب فى قراءتها بمبالغ مالية بسيطة».. بتلك الكلمات عبرت ملك عصام، ١٢ عامًا، عن مدى استفادتها من المبادرة. 

وأضافت: «أحببت قراءة القصص المصورة منذ نعومة أظافرى، بسبب حبى الشديد للحكايات التى كانت ترويها أمى، وفور دخولى المدرسة عشقت قراءة الكتب العلمية فى الرياضيات والعلوم، واعتدت على قراءة العديد من الكتب وتلخيصها والدخول بها فى مسابقات بالمدرسة، وكنت أحصل على المركز الأول بصفة دائمة». وتابعت: «رغبت فى قراءة المزيد من الكتب العلمية، لكنها لم تتوافر فى مكتبة المدرسة، ووجدت صعوبة فى الذهاب إلى المدينة لشرائها». وأكملت: «حصلت على عدة كتب دائمًا ما تمنيت اقتناءها، مثل (أنا والخيال العلمى)، و(اقرأ واتعلم عن حركة الأرض)، و(إمبراطور الرياضيات)، و(معرفة أوزان الأجسام باستخدام الموازين)»، مشيرة إلى أن الأسعار المنخفضة مكنتها من الحصول على ٤ كتب.

محمود عبدالرازق: المبادرة رسمت البسمة

عبر محمود عبدالرازق، من محافظة أسيوط، عن سعادته البالغة بإطلاق مبادرة «يلا نقرأ» فى قريته، مشيرًا إلى أهميتها فى تشجيع الأطفال على القراءة، وخلق جيل واعٍ قادرٍ على المناقشة والفهم الجيد للموضوعات، وعدم الانسياق وراء الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تستغل جهل أبناء القرى، وتجعلهم يسلكون طرقًا غير مشروعة ضد مصلحة الدولة. 

وكشف عن أنه عرف عن المبادرة من خلال صفحة «فيسبوك»، وقصد مركز الشباب بصفته مقر المعرض، واصطحب معه أطفاله، ليروا بأعينهم كيفية اهتمام الدولة بهم وبث الانتماء بداخلهم، فضلًا عن رغبته فى حثهم على القراءة.

وعن الكتب المتاحة بالمعرض، قال: «وجدت أعدادًا ضخمة من الكتب فى جميع المجالات، واقتنيت ٤ قصص بـ١٥ جنيهًا، وجاء السعر ملائمًا لظروفى المعيشية». 

وعن شعور أطفاله، أوضح: «بمجرد دخولهم المعرض شعروا بفرحة عارمة؛ لأنهم اقتنوا كتبًا وقصصًا عن بعض الشخصيات الكرتونية التى يشاهدونها فى التلفاز، وأخرى تحمل قِيمًا تدعو إلى المواطنة والانتماء والعمل»، لافتًا إلى أنهم طلبوا منه زيارة المعرض مرة أخرى، ولكن لم يسعه الوقت لذلك. 

 

آدم توفيق: الإقبال كبير من الأطفال والشباب

شدد آدم توفيق، مسئول بمبادرة «يلا نقرأ» بمحافظة أسيوط رئيس قسم المكتبات بفرع الثقافة بالمحافظة، على أن مبادرة «حياة كريمة» تحرص على نشر الثقافة فى القرى عبر تشجيع الشباب على القراءة، من خلال إتاحة منافذ لبيع الكتب بأسعار رمزية، موضحًا: «عرضنا الكتب فى ٢٥ قرية.. والإقبال كان كبيرًا».

وأضاف «آدم»: «يضم المعرض كتبًا سياسية وتاريخية ومجموعات قصصية وروايات ومسرحيات»، وواصل: «نعرض الكتب بطريقتين، الأولى عن طريق المكتبات، والثانية عن طريق سيارات تتجول فى القرى». 

وأشار إلى أن القرى المستهدفة جميعها فى مركز ساحل سليم، وأن المعرض كان مليئًا بالأطفال والشباب، وقال: «نبدأ العمل فى الخامسة عصرًا وحتى العاشرة مساءً، ونبلغ الأهالى بوجودنا عن طريق ميكروفونات المساجد، ويساعدنا متطوعون».

أحمد عاطف: الرئيس حريص على الوعى

أحمد عاطف، ١٥ عامًا، أحد المستفيدين من المبادرة، قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحرص على تثقيف الشباب من خلال إطلاق مبادرات توفر الكتب لسكان القرى بأسعار رمزية.

وأضاف «عاطف»: «أحب كتب الخيال العلمى والأساطير، وأجد متعة كبيرة حينما أقرأ كتابًا، وكنت أواجه صعوبة فى الحصول على الكتب؛ لعدم توافر منافذ لبيعها داخل قريتى».

وواصل: «أبى أخبرنى بأن مبادرة (حياة كريمة) أطلقت مبادرة (يلا نقرأ)، ووفرت الكتب والمجلات فى مركز شباب القرية، فشعرت بسعادة كبيرة وذهبت إلى هناك، وعثرت على كتاب (مغامرات السندباد)، الذى حلمت بأن أقرأه لكنه لم يكن متاحًا فى مكتبة المدرسة، ولم أكن أملك أموالًا تكفى لشراء الكتاب، وأخيرًا وفرته لى المبادرة بسعر رمزى، لا يزيد على ٥ جنيهات».

وتابع: «شعرت بانبهار كبير حينما كنت أتجول فى المعرض، الذى يضم مجموعات قصصية وروايات ومجلات وكتبًا فى جميع المجالات»، متمنيًا أن تنظم الدولة معارض كثيرة فى القرى.

وأشار إلى أن الأنشطة والفعاليات الثقافية لم تعد متاحة لأبناء المدن فقط: وقال: «أصبحنا نشعر بأننا متساوون مع شباب المدن، وأشكر الرئيس السيسى وجميع القائمين على المبادرة الرئاسية».

عمرو محمد: الثقافة وصلتنا حتى البيت

ذكر عمرو محمد، ٤٨ عامًا، أنه يحب القراءة منذ أن كان طفلًا، وقرأ نحو ٤٠٠ كتاب، وكان يواجه صعوبة فى الحصول على كتب جديدة؛ لأنه من سكان القرى.

وقال: «المبادرة حملت لنا الكتب حتى أبواب البيوت.. والثقافة قادرة على تصحيح الأفكار المغلوطة».

وأشار «عمرو» إلى أنه كان يحصل على الكتب من قصور الثقافة والمكتبات العامة فقط، وحينما علم بأمر المبادرة ذهب إلى المعرض واشترى ٨ كتب، منها «رسائل الزعماء والسياسيين فى نصف قرن، والآباء والبنون»، وتراوحت الأسعار ما بين ٨ و٢٠ جنيهًا.

ولفت إلى أنه أراد شراء المزيد من الكتب، فذهب إلى معرض الكتب بالقرية المجاورة له، منوهًا بأن الأهالى توافدوا بأعداد كبيرة على المعرض لشراء الكتب. وقال: «هذه المبادرة مهمة جدًا، لأنه تقدم مجموعة قيمة من الكتب العربية والمترجمة بأسعار رمزية فى مختلف القرى، ما يسهم فى تشجيع الفئات المختلفة على اقتناء تلك الكتب خاصة فئة الشباب». 

ووجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، لحرصه على تثقيف أهالى القرى، وتقديم جميع الخدمات لهم، مطالبًا بأن يتكرر المعرض شهريًا.