رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عفيفي: «إبراهيم باشا» بطل روايتي الجديدة

مناقشة رواية يعقوب
مناقشة رواية يعقوب بمكتبة القاهرة الكبري

كشف الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للثقافة، عن قرب انتهائه من تجربته السردية الثانية، وهي رواية تاريخية عن إبراهيم باشا، تناوله كإنسان، وليس شخصية تاريخية كما تناولتها كتب رسمية، جاء ذلك خلال، مناقشة روايته "يعقوب"، في مكتبة القاهرة الكبري بالزمالك. 

وقال "عفيفي": ما كنت أريده من خلال تجربتي الروائية الأولي "يعقوب"، هو طرح الاسئلة، وممارسة لعبة مع القارئ، وهل نقدم علي خطوة تحطيم التابوهات الآن أو يمكن تأجيلها؟.

وعن خطوة كتابة الرواية التاريخية، قال “عفيفي”: منذ أكثر من خمسة وعشرين عام، بدأ اهتمامي بالأدب والسينما فأحببت التاريخ ودراسته، وكنت أرغب في الاتجاه إلي الأدب أو السينما لكن دراسة التاريخ هي التي تغلبت علي. أما كتابة الرواية فقد كانت أمنية مؤجلة، لم تتحقق إلا الآن.

من يكتب الأدب يسلطوا أضواء علي التاريخ من زوايا إنسانية، خاصة وأن معني "التاريخ" و"الأدب"، هو أصل واحد، وهي الحكاية والحكي. وهناك حركة ظهرت في أوساط  المؤرخين ودارسي التاريخ والمشتغلين فيه، تنحو وتدعو إلي مراجعة التاريخ من خلال الأدب. فالتاريخ لا يقول كل الحقيقة، والتاريخ لا يقول الحقيقة، فهناك الكثير من الخبايا والزوايا التي لا يذكرها التاريخ، لكن الأدب يمكنه ذلك، بإلقاء الضوء عليها، وأنسنة هذه الزوايا والشخصيات والأحداث التاريخية، من خلال الرواية.

مناقشة رواية يعقوب بمكتبة القاهرة الكبري

وتابع "عفيفي": بعد الدراسات التاريخية والتاريخ بصفة عامة عن الأدب، أفقده الكثير من جمهوره، وأفقده الكثير من الحبكة السردية، وكثير من المؤرخين بدأوا في الاتجاه إلي كتابة التاريخ من خلال الروايات التاريخية والأفلام الوثائقية. فهذه الأعمال سواء كانت روايات تاريخية أو أفلام وثائقية تكسر حدة الأكاديمية والنخبوية في الكتابة التاريخية، من هذا المنطلق بدأت في كتابة رواية "يعقوب"، وهو النهج الذي أكمله في الرواية الجديدة عن إبراهيم باشا، وتناوله سرديا بالشكل الإنساني، فما نعرفه عنه إنه كان قائدا عسكريا، لكن ماذا عنه كإنسان، وهو ما أحاول تجسيده في الرواية الجديدة.

وحول ما يشاع عن أن إبراهيم باشا لم يكن ابن الوالي محمد علي، إنما كان ابن زوجته، أكد محمد عفيفي لــ"الدستور": هذه معلومة خاطئة جملة وتفصيلا، وشائعة أطلقها "طوسون باشا"، وهو ما تكشفه أيضا الرواية الجديدة، التي ستصدر بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة 2022.

3e21e159-672a-4998-8aa6-9ffad6e51b60
مناقشة رواية يعقوب بمكتبة القاهرة الكبري

وعن شخصية "يعقوب"، والجدل الذي مازالت تثيره حتي الآن، أوضح: فضلت أن يكون عنوان الرواية مجردا "يعقوب"، فلم أشأ مثلا أن تكون "المعلم يعقوب"، حاولت في هذه اللعبة السردية، من خلال شبه السيرة الذاتية المجردة، فيمكن لقارئ في العراق أو السودان أو البحرين أو غيرها أن يقرأ رواية "يعقوب"، دون أن يكون ملما بشخصية المعلم يعقوب التي نعرفها نحن في مصر، وكأن في كل بلد "يعقوب"، لو قرأت بعيدا عن مصر سيجدها القارئ والمتلقي، تتناول وتعكس قضية أوسع وأشمل، وجزء من اللعبة السردية، فالرواية ليس من مهمتها أن تقدم معلومات تاريخية، وليست الرواية أيضا بكتاب تاريخ، إنما الرواية التاريخية تستدرج متلقيها وتفتح له نوافذ علي أحداث وشخصيات تاريخية، فتوسع من دائرة الثقافة التاريخية.  

de5843a0-2aaf-445e-8c51-57431373e0c1
مناقشة رواية يعقوب بمكتبة القاهرة الكبري

محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب - جامعة القاهرة، رئيس قسم التاريخ السابق بكلية الآداب ، فاز بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية للعام 2021.

حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2004، جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية عام 2009، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2021، له مؤلفات عديدة باللغتيْن العربية والفرنسية؛ منها: عرب وعثمانيون، رؤى مغايرة، شبرا: إسكندرية صغيرة في القاهرة، ونوافذ جديدة "تاريخ آخر لمصر".