74 عاما على إطلاق الكلبة لايكا للفضاء.. ماتت محترقة بسبب الحرارة

قبل 74 عامًا كانت الكلبة "لايكا" تنطلق في رحلتها الأولى والأخيرة للفضاء، والتى استمرت لمدة لم تزد عن 7 ساعات بسبب الحرارة، في واحدة من أشهر عمليات التضحية بالحيوانات في سبيل العلم لم يتم الكشف عنها إلا بعد 45 عامًا.

ولايكا هي كلبة سوفيتية، تم اختيارها من قبل العلماء السوفيت لقياس تأثير الفضاء على الكائنات الثديي، في ظل السباق إلى الفضاء السائد وقتها بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، نظرًا للاعتقاد السائد حينها بأن الإنسان لن يتحمل عملية الإطلاق أو التعايش مع البيئة الفضائية، فتم اقتراح إرسال الحيوانات لتكون مؤشرًا للإنسان، فاختارت الولايات المتحدة إرسال قرود شمبانزي، بينما اختارت روسيا إرسال كلب.

عملية التدريب 

وتم اختيار لايكا مع اثنين من الكلاب الضالة، حيث رأى العلماء أن الكلاب الضالة لديها ذكاء وقدرة على التكيف أكثر من الكلاب ذات السلالات المدللة، ووقع الاختيار على لايكا من بين الكلاب الثلاثة لاجتيازها التدريبات، بالإضافة  لشكلها الجذاب أمام الكاميرات، خاصة وأن السباق بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على أشده، وكان الإعلام أحد الوسائل الهامة لذلك.

قتل رحيم أم تعذيب 

قالت بعض التقارير التى نشرت حول عملية اطلاق "لايكا" إن العلماء الروس خططوا لإخضاع لايكا للقتل الرحيم، بوضع السم في الطعام التى ستقتات عليه الكلبة لايكا في الفضاء، نظرًا لان السرعة التى طلب بها إرسال الحيوان للفضاء قبل الولايات المتحدة لم تكن كافية لوضع خطة لعودة الكلبة إلى الأرض مرة أخرى.

ولمدة عقود أدلى العلماء والمسئولون الروس بتصريحات متضاربة عن وفاة الكلبة لايكا التى تم إطلاقها في المركبة الفضائية سبوتنيك 2، حيث كان يعتقد أنها توفت بعد عدة أيام من إطلاقها، إلا أن عام 1999 قالت مصادر روسية إن الكلبة لايكا توفيت جراء التوتر والإرهاق الحراري في اليوم الرابع من إطلاقها، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير أن المركبة التى تم إطلاقها لم تكن مهيأة لتحمل درجات الحرارة، وأن العلماء استقبلوا صرخات الألم بسبب احتراقها بسبب الحرارة المرتفعة مما يعني أنها أرسلت في مهمة تعذيب.

الحقيقة 

وفي 2002 كشف العالم ديمتري ملاشنكوف، أحد المشاركين في إطلاق المركبة سبوتنيك 2، أن الكلبة لايكا ماتت  بسبب التوتر الزائد وارتفاع درجة حرارة مقصورتها بعد من 5 -7 ساعات من إطلاقها.

وقال ديمتري في ورقة بحثية مؤكدًا أن المركبة لم تكن مهيئة لعزل الحرارة، كما أنه كان من المستحيل أن نصنع آلة فعّآلة يمكنها أن تتحكم بالحرارة خلال الوقت القليل الذي تقيدنا به.