رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سباق الصواريخ "الأسرع من الصوت" بين الولايات المتحدة والصين.. استعراض أم تهديد؟

صاروخ
صاروخ

يتوسع الصراع بين الولايات المتحدة والصين يوماً بعد يوم، وتُفتح بين القوتين العظمتين جبهات جديدة، بالتزامن مع الحرب الاقتصادية، والتوغل في  آسيا الوسطى، والأزمة في تايوان، بدأت واشنطن وبكين مواجهة جديدة لكنها أكثر خطورة؛ هذه المرة حول "الصواريخ الأسرع من الصوت". والتي من الممكن أن تشعل حرباً نووياً إذا نشب تصعيد غير مقصود، رغم أن الحديث يدور عن  فكرة “الاستعراض العسكري” إلا أن المخاطر والتهديدات قائمة.

تجارب الصين والولايات المتحدة 

قبل أسبوع، كشفت تقارير أمريكية أن الصين أجرت اختبارين على صاروخ بقدرة نووية، وقالت التقارير إن الجيش الصيني أطلق صاروخاً يحمل مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت حلقت في مدار منخفض حول العالم قبل أن تبحر نحو هدفها الذي لم تصبه بحوالي عشرين ميلاً.

نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية قولهم أن "الاختبار أثبت أن الصين حققت تقدمًا مذهلاً في الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكانت أكثر تقدمًا بكثير مما أعتقده المسؤولون الأمريكيون". 

من جانبها، نفت الصين هذه المعلومات مشيرة إلى أن الأمر يتعلق "بتجربة روتينية لمركبة فضائية تهدف إلى اختبار تقنيات مركبات فضائية يعاد استخدامها".

بعد ذلك بأيام، أعلنت الولايات المتحدة الخميس الماضي، أنها اختبرت بنجاح مكونات "نماذج أولية" لصواريخ أسرع من الصوت، وعلق سلاح البحرية الأمريكي في بيان إن ثلاثة اختبارات أجريت "بنجاح" في مركز والوبس التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في ولاية فرجينيا.

سباق الصواريخ يشتعل في العالم

بدأت الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وبدأت كل الأطراف الإعلان عن تجاربها بشكل يمكن وصفه بـ" الاستعراض العسكري".

في استعراض عام 2019، عرضت الصين أسلحة متطورة بما في ذلك صاروخها الأسرع من الصوت والمعروف باسم DF-17. ويمكن لهذا السلاح المتوسط المدى (حوالى ألفي كيلومتر) ويشبه "طائرة شراعية"، حمل رؤوس حربية نووية.

أدخلت روسيا منذ نهاية 2019 الصواريخ الخارقة لجدار الصوت "أفانجارد" ذات القدرات النووية. في الخدمة العملياتية، وتقول موسكو إن صاروخ "أفانجارد" يمكن أن يبلغ سرعة 27 ماخ ويغير مساره وارتفاعه.

في عهد كيم، طورت كوريا الشمالية سلسلة من الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب والمصممة للطيران على ارتفاع منخفض للغاية بحيث لا يمكن اعتراضها بواسطة نظام مضاد للصواريخ تديره الولايات المتحدة يُعرف باسم دفاع منطقة الارتفاعات العالية الطرفية، أوثاد.

سباق محفوف بالمخاطر 

تسليح الفضاء بهذا الشكل، يعد أمراً محفوفاً بالمخاطر، ويزعزع الاستقرار إذا ما سعت أي دولة إلى ذلك، فهو  يثير مخاطر التصعيد غير المقصود الذي قد يؤدي إلى حرب نووية، بحسب تحليل لصحيفة واشنطن بوست.

من جانبه، علق السكرتير الصحفي للبنتاجون جون كيربي إن جهود بكين للتقدم في جيشها أظهرت سبب اعتبار الولايات المتحدة الصين بأنها "رقم 1" في اهتمامات واشنطن، وقال كيربي: "لقد أوضحنا مخاوفنا بشأن القدرات العسكرية التي تواصل الصين السعي وراءها، وهي القدرات التي لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة وخارجها". 

الاختبار الصيني في أغسطس، كان أحد التحركات العديدة التي اتخذتها بكين مؤخرًا والتي تهدف إلى التغلب على المزايا الأمريكية في كل من مخزونات الرؤوس الحربية والدروع الصاروخية وإقامة توازن أكثر ملاءمة للقوة.

من ناحية أخرى تأتي الاختبارات في منتصف مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، والتي من المقرر نشرها في أوائل عام 2022، وهو ما يمكن فهمه بأنه يفرض واقعاً جديداً حتى في ظل التوصل لاتفاق مع إيران.

ما هو غير واضح، في هذه المرحلة، هو ما إذا كانت الولايات المتحدة والصين لديهما فهم مشترك للقوى التي يحتاجها كل جانب لضمان الاستقرار النووي، وإلا ستجد القوتان صعوبة في التوصل إلى أي أرضية مشتركة.

من المحتمل أن يؤدي بناء المزيد من الأسلحة الجديدة دون وسيلة لنزع فتيل التوترات إلى علاقة أكثر توتراً بين الولايات المتحدة والصين في السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن التوتر – القائم بالفعل- بين واشنطن وبكين سيدخل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.