رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسبوع القاهرة للمياه

 

تحت عنوان «المياه والسكان والتغيرات العالمية.. التحديات والفرص»، تبدأ اليوم، الأحد، فعاليات «أسبوع القاهرة الرابع للمياه»، التى يشارك فيها عدد كبير من المسئولين والخبراء والمتخصصين من دول العالم المختلفة: ١٠٠٠ مشارك فعلى، و٨٠٠ مشارك افتراضى، و٥٠ منظمة دولية وإقليمية. وعلى هامش الأسبوع، تشارك ٣٤ شركة محلية ودولية فى معرض لتكنولوجيا الرى الحديث والرى الذكى وأساليب إعادة استخدام المياه وتقنيات معالجتها. 

منصة دولية وإقليمية للحوار وزيادة الوعى، تم وضع دورتيها، الحالية والمقبلة، على مسار العقد الدولى «الأممى» للعمل من أجل الماء، «٢٠١٨- ٢٠٢٨»، الذى يهدف إلى النهوض بالإدارة المتكاملة للموارد المائية، لتحقيق الأهداف المتفق عليها دوليًا، وأبرزها أهداف خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ومقاصدها. وبوضع «أسبوع القاهرة للمياه» على هذا المسار، تسعى مصر إلى دفع الجهود الدولية الرامية لمواجهة التحديات المائية، وتعزيز التعاون العابر للحدود؛ لتحقيق الاستقرار الإقليمى على أسس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة. 

«المياه هى شريان الحياة لكوكب الأرض، سواء كانت مجمدة، أو فى شكل أمطار، أو سحب، أو فى الأنهار والبحيرات والمحيطات».

بهذه الكلمات، أطلقت الطفلة أوتوم بيلتييه، ١٣ سنة، العقد الأممى، فى ٢٢ مارس ٢٠١٨، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمى للمياه. وفى دورتها الثالثة عشرة، التى انعقدت فى يونيو ٢٠١٩، دعت لجنة الموارد المائية، التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا «الإسكوا»، الدول الأعضاء إلى العمل فى إطار «العقد الدولى للعمل من أجل الماء»، وحثتها على المشاركة فى «أسبوع القاهرة للمياه»، ولو عدت إلى تقرير اللجنة عن تلك الدورة، ستجد إشارة، إلى أن مصر ألزمت جميع المدن على الساحل بتحلية مياه البحر، وتوصلت إلى معالجة ٦٠٪ من مياه الصرف الصحى وتعمل على اعتماد نظم الرى الحديثة بهدف ترشيد استخدام المياه فى الزراعة.

تأسيسًا على ذلك، تنعقد اليوم، جلسة عامة رفيعة المستوى حول «مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة الشاملة لعقد المياه ٢٠٢٣»، يفتتحها المهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ويشارك فيها عدد من ممثلى المنظمات الدولية، من بينهم رئيس لجنة الإسكوا ورئيس هيئة الأمم المتحدة للمياه ورئيس الصندوق الدولى للتنمية الزراعية، ورئيس المجلس العالمى للمياه، إضافة إلى عدد من وزراء المياه، الحاليين والسابقين، وكبار المسئولين من مصر ومختلف دول العالم.

جلسة الإعداد للمؤتمر الأممى، الذى سيقام فى مارس ٢٠٢٣، ستتبعها أربع جلسات متخصصة رفيعة المستوى عن «حالة المياه فى المناطق القاحلة»، «التعاون فى مجالات المياه والمناخ من حيث أفضل الممارسات وقصص النجاح»، «التمويل- التحديات والفرص»، «الابتكار من أجل تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية»، إضافة إلى اجتماع مشترك لوزراء المياه والزراعة العرب، وعدد من الأحداث الجانبية، أبرزها المنتدى الرابع للشباب الأفارقة المتخصصين فى المياه، ومنتدى حوكمة المياه، و... و... وتعزيزًا لدور البحث العلمى، وتشجيعًا لمشاركة الشباب، سيتم عرض رسائل الماجستير والدكتوراه، وإقامة مسابقة لأفضل مشروع تخرج، كما تقام المسابقة القومية لترشيد استخدام المياه «حافظ عليها تلاقيها». وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، يتسابق «شباب المبتكرين فى مجال المياه» من طلاب مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا «STEM» تحت رعاية بنك الاستثمار الأوروبى.

اليوم، أيضًا، تنعقد جلسة فنية بعنوان «التعاون على المستويين الإقليمى والقطاعى لتحقيق الأمن المائى»، يتم استعراض بحث حول العلاقة بين التغذية والثقافة العامة والصحة وطبيعة التعامل مع الأنهار الدولية. وغدًا سيتم عقد جلستين فنيتين، الأولى عن «التطورات الحديثة فى إدارة الموارد المائية»، والثانية تتعلق بـ«إدارة الفيضانات والسيول كمصدر غير تقليدى للمياه العذبة». وسيتم خلال الجلسات الفنية، عرض بحثين، أحدهما عن استخدامات الذكاء الصناعى فى الحفاظ على المياه، والثانى عن الاستخدام الفعال لمياه الصرف من المزارع السمكية، فى تحسين جودة المحاصيل وزيادة إنتاجية المياه فى أنظمة الاستزراع المائى المتكاملة. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن تعزيز العمل والتعاون، الإقليمى والدولى، بشأن القضايا المتعلقة بالمياه، على أسس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، سيقلل من التوترات بين الدول، التى قد تنتهى بحروب لن تُبقى ولن تذر.