رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساهمت فى تهريب الشيخ إمام وفؤاد نجم للحرم الجامعى.. صفحات من مذكرات حسن حنفى

المفكر حسن حنفي
المفكر حسن حنفي

في كتابه ذكريات 1935 /2018، والذي نشر عام 2018 عن مؤسسة هنداوي ذكر الدكتور والمفكر حسن حنفي قصته مع الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤا نجم.

 

يقول حنفي:" وكان الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم ظاهرةً تَنتقِد الأوضاع السياسية، وتدعو إلى المقاومة لِمَا بعد الهزيمة. استمعتُ إليه لأَوَّل مرة في كلية الحقوق خاصة «جيفارا مات» التي كان يُنهي بها الغِناء. وكانوا ثلاثةً بعد أن انضم إليهم محمد علي الطبال، كانوا فقراء لأنه لا وظيفة لهم، وكانوا يسكنون في حوش آدم بشارع المعز لدين الله حيث نشأ نجيب محفوظ بالجمالية، وحيث نَشَأتُ أنا بباب الشعرية بجوار باب الفتوح.

 

ويضيف:" كان الشيخ إمام يُحيِّي الطلبة والعمال مثل لجنة الطلبة والعمال التي تكونت في عام ١٩٤٦م ضد الإنجليز والقصر، والمناداة بالاستقلال التام أو الموت الزؤام. وكان أمن الجامعة يود القبض على هذا الثلاثي الثائر وعلى حشد الطلاب، ولكن لم يكن قادرًا؛ إذ كان يختبئ في عَربَة دخول الجامعة وفي الخروج منها، فكتَبتُ لأول مرة عن هذه الظاهرة مقالًا في «الكواكب»، المجلة الأسبوعية التي كان يرأسها رجاء النقاش، وكان المقال بعنوان «الشيخ إمام المُثقَّفِين»، ولكن رئيس التحرير غَيَّر العنوان إلى «الشيخ إمام والمُثقَّفون»، وكأنه قد استكثر عليه أن يكون إمامًا، وكان أَوَّل مقالٍ أكتبه، وكان مثل الشيخ سيد درويش في ثورة ١٩١٩م. وكلاهما له لقب الشيخ، وكانت أَلحانه يُغنِّيها الطلاب معه أو بدونه مثل «يا بهية»، وانضَمَّ إليه زين العابدِين فؤاد بأشعاره الثورية مثل:

اتجمَّعوا العشَّاق في الزنزانة اتجمَّعوا العشَّاق في بابِ الخَلقْ

والشمس من الزنازين طالعة والغنوة طالعة من الحلق

اتجمعوا العشَّاق في زنزانة مهما يطول القهر مهما يطول الفقر

مهما يطول القهر بالسجانة مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر؟

 

يكمل:" وكنت أشارك في تهريبه وإحضاره إلى كلية الآداب في إحدى المدرَّجَين الكبيرَين ٧٤ أو ٧٨. وكان العميد لا يستطيع أن يفعل شيئًا أمام حَشدِ الطلاب وشُعورهم بالهزيمة والقهر والفقر.

 

ويكمل:" وكان هناك نظام الأُسَر الطلابية ومنها أُسْرة مصر التي كان يغلب عليها الطابع الشيوعي. وكان لابد لكل أسرة من عضو هيئة تدريس يكون مسئولا عن نشاطها، وكان رضوان الكاشف هو رئيس أسرة مصر، ولا تجد رائدًا لها حتى تُصبح شرعية، فتطَوَّعتُ لذلك. وكان نشاطها يتعلق بتحرير مصر واستقلالها كما كانت الحركة الوطنية في الأربعينيات. وكان رضوان الكاشف قد اختار عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية موضوعًا للماجستير وأنا المُشرف عليه. وكانت الخطَّة في صياغتها وأُسلوبها مثل خُطَب النديم، فطلَبتُ منه أن يحول الخَطابة إلى برهان، ويبدو أن الطلب كان صعبًا، فتَوجَّه إلى معهد السينما، وتخرَّج منه، وأَصبَح مُخرجًا ناجحًا، له عدة أعمال يُشار إليها بالبنان مثل «عرق البلح».