إنجازات الرائدات الريفيات ضمن «حياة كريمة»: تراجع ختان الإناث وانخفاض الزواج المبكر

لم تكتف مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطوير القرى الفقيرة على مستوى البنية التحتية وتوفير الخدمات فقط، بل نجحت أيضًا فى بذل مجهودات توعوية لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، والتحذير من ارتكاب جرائم ضد المرأة، مثل الزواج المبكر والختان والحرمان من التعليم.

ويجرى تنظيم حملات لطرق الأبواب، تلتقى خلالها رائدات ريفيات مدربات على أعلى مستوى، بالأسر، لتوعية السيدات بحقوقهن وبالمكتسبات التى حققتها المرأة فى عهد الرئيس السيسى، بهدف التصدى لجميع أشكال العنف ضد المرأة فى القرى.

«الدستور» التقت مجموعة من الرائدات الريفيات لمعرفة تفاصيل حملات طرق الأبواب، والنجاحات التى تحققت فى هذا الملف، والتى تضمنت انخفاض نسبة ختان الإناث فى بعض القرى.

نورا محمد:أتواصل مع نجدة الطفل لإنقاذ القاصرات

قالت نورا محمد، رائدة ريفية بقرية «مية المخلص» فى مركز زفتى بمحافظة الغربية، إنها تعمل على توعية السيدات منذ ١١ عامًا، مضيفة: «كنت أزور نحو ٣٥ سيدة شهريًا، لتعريفهن بالآثار السلبية للزواج المبكر على الفتيات، والآن أتمكن من زيارة ٣٠٠ سيدة شهريًا».

وأوضحت «نورا» أن عملها يتضمن عقد حلقات نقاشية مع سيدات القرية لشرح أضرار زواج القاصرات، إذ تؤدى هذه الظاهرة إلى مشكلات صحية ونفسية كثيرة للفتاة، وقد يصل الأمر إلى فقد الجنين أو الطلاق.

وتابعت: «فى حالة إصرار الأهل على زواج بناتهن دون الوصول لسن ١٨ عامًا، أتواصل فورًا مع خط نجدة الطفل للتدخل وإنقاذ الفتاة، وأطلب من جميع السيدات مساعدتى فى التوعية».

وأشادت الرائدة الريفية بجهود مبادرة «حياة كريمة»، مؤكدة: «زاد عدد حملات طرق الأبواب».

وأضافت: «اقتنع عدد كبير من السيدات بعدم تزويج بناتهن قبل الوصول للسن القانونية، بعد إدراكهن خطورة الأمر».

نجوان شعبان:مشايخ الأزهر يشاركون فى حملات التوعية

نجوان شعبان، رائدة ريفية بقرية «بساط كريم الدين»، فى مركز شربين بمحافظة الدقهلية، قالت إن عملها هو مقابلة السيدات فى منازلهن لمعرفة المشكلات التى تواجههن، وتوجيه نصائح إليهن لحل الأزمات، مؤكدة انخفاض نسبة ختان الإناث فى القرية بفضل التوعية. وأوضحت «نجوان» أن ختان الإناث أبرز المشكلات التى رصدتها أثناء عملها، وحاولت التصدى لها عبر توعية السيدات بخطورة هذه الجريمة على الحالة النفسية والجسدية للبنات، وتأثيرها السلبى على الحياة الزوجية مستقبلًا.

وتابعت: «أحكى لهن عن نماذج لفتيات تعرضن لأضرار جسيمة بسبب الختان، وأوضح عقوبة هذه الجريمة، وأن الدين يؤكد أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بالعفة»، مؤكدة أن الشرف لا يرتبط بالختان، بل بالتربية. وأشارت إلى أن «حياة كريمة» تعقد ندوات، بمشاركة شيوخ من الأزهر الشريف وأطباء متخصصين، لإقناع السيدات بخطورة تلك الظاهرة.

ماجدة هواش: زرت ١٥٠ أسرة لتصحيح العادات

«نقوم بدور المصلح الاجتماعى بين الزوج والزوجة والأهل، ونحاول إيجاد حلول لمشكلاتهم»، بهذا وصفت ماجدة هواش، الرائدة الريفية بقرية شرشابة فى مركز زفتى بمحافظة الغربية منذ ١٨ عامًا، طبيعة عمل الرائدات الريفيات. وعن دورها فى حملة «طرق الأبواب»، التى نظمتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» مؤخرًا، قالت: «زادت أعداد زيارتى للسيدات، وزادت الندوات التى أنظمها.. فى السابق كنت أقصد ٦ سيدات فى اليوم، وحاليًا زرت ١٥٠ سيدة خلال ٣ أيام». 

وعن الحملة نفسها قالت: «المبادرة هدفت إلى تغيير عادات خاطئة منتشرة بشكل كبير فى القرى، مثل ختان الإناث والزواج المبكر».

فاطمة الدياسطى:نصيحة أنقذت مستقبل بناتى

قالت فاطمة الدياسطى، ٤٠ عامًا، من قرية منية المرشد بمركز مطوبس فى محافظة كفرالشيخ، إن ابنتيها التوأم تبلغان من العمر ١٦ عامًا، وكان والدهما يرغب فى عدم تعليمهما، وتزويجهما مبكرًا، مشيرة إلى أنها اقتنعت بنصيحة إحدى الرائدات والتى حذرتها من خطورة ذلك على صحتهما النفسية والجسدية.

وأوضحت «الدياسطى» أنها حاولت إقناع زوجها بشتى الطرق، وتدخلت الرائدة الريفية كى تتمكن من حل هذه المشكلة، لافتة إلى أنه اقتنع أكثر بضرورة إكمال الفتيات تعليمهن الجامعى أولًا بعدما جاءت حملة «طرق الأبواب» التى نظمتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». 

ولفتت السيدة الأربعينية إلى جهود المبادرة فى تغيير المفاهيم المغلوطة لدى الآباء عن ضرورة الزواج المبكر، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على هذه الحملات التى أسهمت فى تأمين مستقبل ابنتيها.

أمينة الرفاعى:رفضت تزويج ابنتى صغيرة السن

قالت أمينة الرفاعى، من قرية ميت المخلص، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، إنها حضرت عدة ندوات نظمتها حملة «طرق الأبواب»، التابعة لمبادرة «حياة كريمة»، بشأن خطورة ختان الإناث وزواج القاصرات، كما تلقت زيارات كثيرة من الرائدات الريفيات لتوعيتها حول كيفية التعامل مع بناتها، خاصة أنها أم لأربع بنات.

وأضافت: «بعد الندوات والزيارات قررت عدم ختان بناتى، وواجهت صعوبات كثيرة فى إقناع أهل زوجى بذلك، لكن حديث الرائدات عن الأضرار النفسية والجسدية على صحة الأطفال لم يترك مخيلتى أبدًا، لذا قررت الاستمرار فى موقفى». وتابعت: «رفضت أيضًا تزويج ابنتى الكبرى، البالغة من العمر ١٥ عامًا، رغم أن كثيرات من صديقاتها فى نفس عمرها متزوجات». ووجهت «أمينة» الشكر للرائدات الريفيات على دورهن فى توعية السيدات بالعادات الخاطئة التى تسبب أذى نفسيًا كبيرًا للفتيات، مطالبة بمزيد من الحملات التى تسلط الضوء على ما يواجهه أهالى الريف من مشكلات وتسعى لحلها.

عطيات شعبان: كشفنا للأهالى العادات الخاطئة

قالت عطيات شعبان، الرائدة الريفية بقرية قلهانة، التابعة لمركز أطسا بمحافظة الفيوم، إن حملة «طرق الأبواب» التى دشنتها مبادرة «حياة كريمة» استهدفت زيارة النساء فى القرى، خاصة غير المتعلمات منهن، اللائى لا يدركن خطورة بعض العادات الخاطئة، وأشادت الرائدة الريفية بجهود مبادرة «حياة كريمة»، وما لها من مردود إيجابى كبير، خاصة فى إقناع كثير من الأهالى بالتخلى عن فكرة زواج القاصرات، مطالبة بمزيد من تلك الحملات للقضاء على الأفكار.

مروة كدوانى: تدريب ٣٦٥ رائدة واستهداف 109 آلاف 

قالت مروة كدوانى، مقرر فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة أسيوط، إن حملة «طرق الأبواب» عقدت ندوات توعوية عديدة فى كل الموضوعات المتعلقة بقضايا المرأة، من بينها مخاطر الزواج المبكر وختان الإناث والتمكين الاقتصادى للمرأة وإتاحة دورات تدريبية لتنفيذ مشروعات صغيرة، فضلًا عن ندوات تحمى الأطفال من التطرف والانحراف السلوكى وغيرها من الفعاليات.

وأوضحت «كدوانى» أنه تم تدريب ٣٦٥ رائدة ريفية على كيفية نقل رسائل الحملة بطريقة سهلة ومبسطة إلى السيدات من خلال التواصل معهن مباشرة، واستهدفت الحملة ١٠٨٧٥٩ سيدة فى ٤٠٣ قرى داخل ١١ مركزًا بالمحافظة.