رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبيل عبدالفتاح: أرى المقاهى بمنظور ثقافى.. و«ريش» مقهى الصفوة

صورة من الفعالية
صورة من الفعالية

قال الدكتور نبيل عبدالفتاح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "أنا من رواد المقاهي، وعندما كنت في باريس أنظر  إلى المقهى ليس من منظور جمالي فقط بل من منظور ثقافي، ومقهى ريش كان يلتقي فيه صفوة الصفوة من النخبة المصرية.

وأضاف عبدالفتاح خلال فعاليات إطلاق كتاب "مقهى ريش.. عين على مصر" تأليف ميسون صقر: "الكتاب جمع بين سلطة التوثيق وسلطة السرد، وهو يمثل جزءًا من انفتاح المجال العام في العواصم الكبرى ويعد جزءًا من التاريخ إلى جانب جزء من السرديات".

واستكمل عبدالفتاح: "هناك نمط للمقاهي الفرنسية، وريش  يمثل جزءًا من هذا النمط، وهو يشكل أول عمل تاريخي عن المقهى ومكانه ووظائفه أيضًا للمأكل وأجادت الكاتبة ميسون صقر في مقاربتها للتراث المادي والمعماري للقاهرة الخديوية". 

ولفت نبيل عبدالفتاح إلى أن المقاهي لعبت دورًا رئيسيًا في تجمع الحركات الفكرية على مستوى العالم.

وأشار  نبيل عبدالفتاح إلى  دور مقهى ريش كمركز من المراكز الثقافية الأبرز في المشهد الثقافي المصري  عبر تجمعات كبار المثقفين بها، وذلك في فترة الستينيات حتى اللحظة الراهنة ودورها الذي ما زال يشكل مزاجًا مختلفًا لصهر ثقافات مختلفة.

يذكر أنه من المنتظر أن يتحدث في الاحتفال أيضًا كل من: الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور صابر عرب وزير الثقافة المصري السابق.

يتضمن الكتاب سردية فريدة لرحلة القاهرة مع التحديث  المعماري، طوال قرن كامل، ويظهر الأدوار التي لعبتها المقاهي في تاريخ المدينة خلال العصر الحديث.

a79a17a6-5f19-4a4d-89eb-6965b0255095
صورة من الفعالية

يركز الكتاب على مقهى "ريش" كإحدى  نقاط السحر في وسط المدينة ، منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليوناني المغامر محب الفن والثقافة، هذا المسار، وصولًا لعائلة عبدالملاك التي لا تزال تديره وتحافظ عليه كإرث ثقافي يتجاوز الخاص إلى العام.

ويكشف الكتاب  كذلك عن الدور الذي لعبه في إنتاج الأفكار وبلورة صيغ  فريدة للحوار اقترنت بمحطات التحول الرئيسية وبصورة جعلته أحد المعالم الثقافية الرئيسية في عمارة المدينة التي تقاطعت مع الشأن العام.

تعاملت المؤلفة  مع متنوعة تضمنت الصور والمكاتبات الرسمية والمراسلات التي قدمها فاعلون في تاريخ مصر، فضلًا عن الطوابع البريدية والإعلانات التي كشفت عن الدور الحيوي الذي لعبته المقاهي في الحياة الفنية سواء في المسرح أو عالم الموسيقى والغناء، كما وثق الكتاب لقصص الحب التي نمت في فضاء "ريش" وأشهرها تجربة الشاعر أمل دنقل مع الناقدة عبلة الرويني وعبدالرحمن الأبنودي وزوجته الأولى المخرجة عطيات الأبنودي.

4505bcab-0b2d-47fd-8fbe-0b1868a97f7b
صورة من الفعالية

يعطي الكتاب تفاصيل جديدة عن الصالونات الثقافية التي تبناها المقهى وأشهرها ندوة الكاتب نجيب محفوظ وجلسات يحيى حقي ويوسف إدريس وسليمان فياض وإبراهيم منصور صراعات المثقفين داخل المقهى الذي شهد أيضًا ميلاد العديد من المجلات الطليعية وأشهرها مجلة الكاتب التي أصدرها عميد الأدب العربي طه حسين و"جاليري 68 "التي دشنت ميلاد ظاهرة أدب جيل الستينيات.

يقاوم الكتاب ذاكرة المحو ويواجه بالحكاية انزواء المقاهي ويعتني بالتفاصيل ويستند إلى الهامش ويعيد الاعتبار للتاريخ المهجور من السرد العام.