رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر بكم أجمل.. كيف ساعدت «حياة كريمة» ذوى الهمم على التدريب والعمل؟

نجحت مبادرة «مصر بكم أجمل» فى دعم عدد كبير من ذوى الإعاقة فى محافظات مختلفة، عبر تدريبهم وتوفير وظائف لهم وتمويل مشروعاتهم، وذلك بعد إطلاق المبادرة عقب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام «٢٠١٨» عامًا لذوى القدرات الخاصة. وأطلق محمد سعفان، وزير القوى العاملة، المبادرة، التابعة لمبادرة «حياة كريمة»، لتوعية ذوى الهمم بأحكام قانون العمل والقوانين ذات الصلة، وحقوقهم وواجباتهم، وأحكام السلامة والصحة المهنية، وتدريبهم على كيفية التغلب على صعوبات العمل، فضلًا عن التدريب على ريادة الأعمال، وكيفية إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر.

«الدستور» حاورت منسقة المبادرة، وعددًا من الشباب المستفيدين من المبادرة، لمعرفة التطورات التى حدثت فى هذا الملف.

منسقة المبادرة:تدريب 1400 شخص.. توفير وظائف وتمويل مشروعات.. وإزالة جميع العقبات

قالت عطيات أبوزيد، منسقة مبادرة «مصر بكم أجمل» بوزارة القوى العاملة، إن المبادرة دربت نحو ١٤٠٠ من ذوى الإعاقة منذ انطلاقها، ووفرت لهم وظائف تناسبهم، مثل: «إدخال البيانات وصيانة الحاسب الآلى ومراقبة الجودة والموارد البشرية ومراقبة الكاميرات والأعمال الإدراية وعامل تعبئة وتغليف وعاملات خياطة وتطريز ومدرسين ومدرسات لغات عربية وإنجليزية ومهندسى كمبيوتر ومهندسى كهرباء ومحاسبين».

وأضافت «عطيات»، لـ«الدستور»، أن المبادرة استهدفت فى المرحلة الأولى منها، التى بدأت فى أوائل ٢٠١٨ واستمرت حتى نهاية ٢٠١٩، الشباب من ذوى الهمم فى ٦ محافظات، هى: «الإسكندرية والدقهلية والشرقية وبنى سويف وأسيوط وأسوان»، وجرى تنفيذ نحو ١٨ برنامجًا تدريبيًا لنحو ١٠٠٠ متدرب من الذكور والإناث، وتوفير نحو ٨٠٠ فرصة عمل لهم، إضافة إلى مساعدة عدد من الشباب فى تنفيذ مشروعاتهم.

وأشارت إلى أن المرحلة الثانية من المبادرة استهدفت باقى محافظات الجمهورية، وبدأت فى مطلع ٢٠٢٠، لكنها توقفت لأشهر قليلة بسبب انتشار فيروس كورونا، ثم جرى استكمالها مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، وجرى العمل فى ٥ محافظات: «دمياط والإسماعيلية وبورسعيد والمنوفية والبحر الأحمر»، وجرى تدريب نحو ٤٠٠ متدرب ومتدربة، وتوفير فرص عمل لهم ومساعدتهم على تنفيذ مشروعاتهم.

ولفتت إلى أن المبادرة ستعمل خلال الأيام المقبلة فى محافظات: «السويس وسوهاج والغربية والبحيرة»، منوهة بأن التدريبات التى يخضع لها المشاركون مجانية، وتتضمن: «التدريب على مواجهة صعوبات الحياة وكيفية الاندماج فى مجتمع العمل والمجتمع المصرى ككل والتدريب على إعداد السيرة الذاتية والتنمية البشرية وتشريعات العمل والتشريعات الوطنية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والتدريب على السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل والتدريب على ريادة الأعمال للتعرف على كيفية قيام الأشخاص بتنفيذ مشروع صغير ومتناهى الصغر وكيفية تنفيذه وتفادى الخسائر فيه». 

وقالت إن المشروعات التى تساعد المبادرة فى تنفيذها تتضمن: «صيانة الكمبيوتر والمحمول ومطبعة ألوان وملابس وتفصيل وخياطة وتطريز وأعمال يدوية ومنتجات ألبان ومحلات أكلات تيك أواى ومكتبة أدوات مدرسية وصناعة المفاتيح».

وذكرت أن الخطة التدريبية للمبادرة تضمنت أربعة محاور، هى: «التدريب والتأهيل وتوفير فرص عمل لائقة وتعزيز تنفيذ ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتقييم ومتابعة المتدربين فى أماكن عملهم بشكل دائم ومتابعة من نفذوا مشروعات خاصة ومحاولة إيجاد حلول لمن يواجه مشكلات منهم». كما استهدفت المبادرة العمل على تذليل الصعوبات للشخص ذى الإعاقة وتغيير ثقافته وتشجيعه والتركيز على تغيير نظرة الأسرة للشخص ذى الإعاقة، خاصة فى الصعيد، وتغيير فكر أصحاب الأعمال حول قدرات ذوى الإعاقة.

وقالت: «هذه الجهود أثمرت بالفعل، وأصبح أصحاب الأعمال يطلبون ذوى الإعاقة للعمل معهم»، مشيرة إلى أنه يجرى الترويج للمبادرة عن طريق القنوات المتخصصة بوسائل الإعلام، والمركز الإعلامى بكل محافظة من خلال مديريات القوى العاملة، وموقع وزارة القوى العاملة، كما يجرى نشر إعلانات فى مكاتب العمل.

عبدالكريم:تسلمت عملى فى فندق بسوهاج

قال عبدالكريم إمام، ٢٤ سنة، حاصل على دبلوم، من محافظة سوهاج، ولديه إعاقة سمع، إنه عرف بأمر المبادرة عن طريق «فيسبوك»، وسافر إلى الغردقة للاشتراك فيها.

وأضاف: «كل المسئولين فى المبادرة هناك رحبوا بى، وبعد انتهاء الدورات التدريبية، سلمنى وزير القوى العاملة عقد عمل بأحد فنادق المدينة». 

وتابع: «حاولت أدور على فرصة عمل تتناسب مع طبيعة إعاقتى من قبل، ولكن دون جدوى، والموجود كان برواتب ضعيفة جدًا».

عيد:أصبح لى «ضهر» وعلمت كل حقوقى القانونية

ذكر أحمد عيد، صاحب الـ٣٧ عامًا والحاصل على دبلوم صنايع تبريد وتكييف، أنه كان يعمل فرد أمن فى فندق ببورسعيد ولكن دون عقد، مشيرًا إلى أنه حصل على الوظيفة عن طريق مكتب العمل بمديرية القوى العاملة ثم التحق بالمبادرة بعد أن عرف جميع التفاصيل عنها عن طريق الموارد البشرية بالفندق.

وقال: «قبل مشاركتى فى المباردة لم أكن أعلم حقوقى التى يكفلها لى القانون، وشعرت بأن لى (ضهر) بعد إبرام العقد مع الفندق، وإذا حدثت أى مشكلة أتواصل فورًا بمسئولى المبادرة ويتدخلوا فورًا لحلها».

فاتن:لم أعُد عبئًا على أسرتى وصرت منتجة

أشادت فاتن فوزى، ٢٨ سنة، من محافظة دمياط، بمبادرة مبادرة «مصر بكم أجمل» لتأهيل وتشغيل ذوى الهمم وما وفرته من فرص عمل ومساعدات لكثيرين من أجل بدء مشروعاتهم الخاصة.

وقالت: «كنت أتمنى أن أجد فرصة عمل تناسب مؤهلى، بعدما حصلت على ليسانس الحقوق، وماجستير فى العلوم الجنائية، لكن ظروف إعاقتى حالت دون ذلك».

وأضافت فاتن: «فور تواصلى مع مكتب العمل بدمياط الجديدة للحصول على وظيفة تتناسب مع حجم إعاقتى، تم إرشادى إلى مبادرة (مصر بكم أجمل)، وتوجهت بالفعل إلى مديرية القوى العاملة، واشتركت فى المبادرة وحصلت على دورات تدريبية وندوات ثقافية وقانونية وفى مجال ريادة الأعمال».

وواصلت: «كان أجمل ما فى الدورات هو حرص الجميع على دعم ثقتنا بأنفسنا، لدمجنا فى المجتمع، ودعم تنفيذ مشروعات خاصة بنا، مع تعريفنا بكل حقوقنا القانونية، وتوفير وجبات يومية ومواصلات طوال فترة التدريبات، وفى نهاية الدورات تم توفير فرص عمل للبعض، ومساعدة البعض الآخر على تنفيذ مشروعاته الخاصة». وأكملت فاتن: «حالفنى الحظ لأننى كنت من الذين تم توفير ماكينات خياطة لهن، وبدأت مشروعى الخاص من منزلى، وهو ما يتناسب مع حجم إعاقتى، خاصة أننى أمتلك موهبة الرسم، وبعدها اشتركت فى كورسات متخصصة فى الخياطة، وتمكنت من إتقانها، ومثّل ذلك حافزًا جيدًا لبدء مشروعى الخاص، والاستفادة منه ماديًا، لأتحول بعدها من عبء على أسرتى إلى فرد منتج».

واختتمت بقولها: «أتمنى تكاتف جميع الوزارات لمساعدة ذوى الهمم وتوفير فرص عمل لهم، ومساعدتهم ماديًا ومعنويًا لتنفيذ مشروعاتهم الخاصة، بالإضافة إلى مساعدة من يحتاج منهم فى رحلتهم العلاجية».

أحمد: وفرت لى وظيفة.. ورفضت معاشًا دون عمل

ذكر أحمد عبدالكريم، ٣١ عامًا، من محافظة دمياط، أنه عرف بشأن مبادرة «مصر بكم أجمل» من إعلان منشور بديوان عام المحافظة، ما دفعه للتوجه إلى مديرية القوى العاملة للاشتراك فيها.

وقال: «حصلت على دبلوم فنى وعملت بعدها فى مجال النجارة لحين إصابتى أثناء عملى فى عام ٢٠١٨، ومنذ ذلك الوقت وجدت اهتمامًا كبيرًا من الدولة بذوى الاحتياجات الخاصة، لكنى كنت أرفض دائمًا الحصول على معاش دون عمل، لذا حرصت على المشاركة فى هذه المبادرة».

وتابع أحمد: «وجدت اهتمامًا كبيرًا من المسئولين عن مبادرة (مصر بكم أجمل)، واستفدت كثيرًا من الدورات والندوات التى حضرتها، وفى النهاية وفرت لى المبادرة فرصت عمل براتب مجزٍ فى إحدى الشركات الخاصة تناسب إعاقتى ومجال تخصصى».

منتصر:اشتغلت بعد سنين من التعب والبحث عن فرصة

قال منتصر محمد ناجى من محافظة المنيا، ٤٢ عامًا، حاصل على دبلوم تجارة، إن أصحاب الهمم كانوا يعانون قديمًا من التهميش، لكن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبحوا يحظون بكل الاهتمام.

وأوضح: «إحنا كنا مهمشين خلال السنوات الماضية، وقدمت على شغل كتير فى جميع الجهات الحكومية ولكن دون فائدة، ولكن فى عهد الرئيس السيسى الموضوع اختلف تمامًا، خاصة بعد صدور قانون الأشخاص ذوى الإعاقة رقم ١٠، وبدأت الجهات المسئولة تتخذ عقوبات رادعة على الشركات والمؤسسات التى لم تطبق نسبة الـ٥٪». وأشار «منتصر» إلى أنه منذ أشهر قليلة تواصل مع رئيس اتحاد المعاقين بالمحافظة، ودلّه على المبادرة وكيفية التقديم فيها، متابعًا: «بالفعل توجهت للغردقة وشاركت فى المباردة هناك بحضور وزير القوى العاملة، وحضرت كل الندوات والمحاضرات، ثم تم تسليمى عقد عملى بأحد فنادق المدينة». واختتم: «مبسوط إنى اشتغلت فى السن ده، بعد سنين تعب وبحث عن عمل، والأجمل هو متابعة مسئولى المبادرة لنا بعد التوظيف لتذليل أى عقبات تواجهنا».

علاء:التحقت بشركة للخدمات البترولية

إبراهيم علاء، ٢٤ سنة، حاصل على دبلوم صنايع من محافظة الإسكندرية، تقدم للمبادرة بعدما أخبرته الموارد البشرية بالشركة التى يعمل بها بكل التفاصيل.

وقال إنه حضر العديد من الندوات والمحاضرات وتعلم الكثير عن حقوقه ومنها حقه فى التعيين فى أى شركة فى حدود الـ٥٪ التى حددها القانون.

وأضاف: «حاليًا تم تعيينى فى إحدى شركات الخدمات البترولية، وأتمنى من أصحاب الشركات أن تنظر لذوى الاحتياجات الخاصة بشكل أفضل وتوفير فرص عمل مناسبة لهم».

والدة حسين:الدولة تراعى مصابى الصم والبكم

قالت والدة الشاب حسين محمد مرعى، البالغ من العمر ٢٣ سنة، الحاصل على دبلوم فنى صناعى ويعيش بمحافظة الجيزة، إنه يعانى من «الصم والبكم»، لافتة إلى أنه ذهب إلى الكثير من الأماكن بحثًا عن فرصة عمل دون نتيجة. وأضافت: «الدولة تراعى مصابى الصم والبكم لذا شارك فى المبادرة فور الإعلان عنها وحاليًا تم تعيينه فى أحد فنادق البحر الأحمر». وتابعت: «كل فرص العمل التى أتيحت له من قبل لم تكن مناسبة بسبب الإعاقة، وكانت الرواتب ضعيفة جدًا، كما أن العمل كان يتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا».