رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جلوبال فاينانس» الأمريكية: مصر نجحت في جذب انتباه المستثمرين الدوليين

التكنولوجيا المالية
التكنولوجيا المالية

أشادت مجلة "جلوبال فاينانس"، إحدى أكبر المجلات المالية المتخصصة في العالم، والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، بالتطور الذي حققته مصر في مجال التكنولوجيا المالية، مشيرة إلى انها نجحت في جذب انتباه المستثمرين الدوليين بفضل التغييرات الأخيرة في اللوائح التنظيمية التي أقرتها القاهرة لتعزيز رأس مال الاستثماري. 

وقالت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أمس الخميس، إن "مصر تحقق نموا سريعا في عالم استثمارات التكنولوجيا المالية، حتى في وقت الوباء، تمكنت العديد من شركات التكنولوجيا المالية المصرية من تأمين صفقات بملايين الدولارات مع مستثمرين أجانب قادمين من الدول العربية، وكذلك من أوروبا والصين والولايات المتحدة".

ولفتت المجلة، المتخصصة في مجال التمويل العالمي، إلى ان التغييرات في اللوائح التنظيمية التي أقرتها القاهرة في مجال التكنولوجيا المالية، أعطت دفعة قوية للشركات الناشئة ما مكنها من توسيع نشاطها بشكل كبير في مجال الاستثمار، مضيفة: "يجذب الوافدون الجدد الكثير من اهتمام الجهات الفاعلة في مجال الخدمات المالية التقليدية الذين يسعون للوصول إلى عملاء جدد وزيادة حصتهم في السوق".

شراكات إيجابية

ونقلت المجلة عن وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لمنصة المؤسسات المالية غير المصرفية (NBFI) في المجموعة المالية هيرميس، البنك الاستثماري الرائد في مصر، قوله "إن شركات التكنولوجيا المالية مكملة للسوق، ففي حالتنا، يمكننا إنشاء شراكات إيجابية للغاية مع هؤلاء الأشخاص".

واستعرضت المجلة أبرز الشركات المصرية الناشئة التي حققت نجاحا ملحوظا في الفترة الأخيرة وتمكنت من جذب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، وفي مقدمتها شركة Telda، الشركة المصرية الناشئة بمجال التكنولوجيا المالية والدفع الالكتروني، التي تصدّرت عناوين الأخبار في مايو الماضي، بعدما أعلنت شركة ماستركارد عن شراكتها معها لإصدار بطاقات مدفوعة مسبقا لعملائها وتسهيل المعاملات من خلال بوابة ماستركارد، ما ساهم في جمع  5 ملايين دولار، مشيرة إلى أن تلك الصفقة تمثل أكبر جولة تمويل أولية للتكنولوجيا المالية في إفريقيا.

ونقلت المجلة عن علي توفيق، رئيس قسم النمو في شركة Telda، قوله: "تنمو التكنولوجيا المالية بسرعة كبيرة في مصر. الكل يريد المشاركة، وهذه مجرد البداية"، مضيفا "هناك إمكانات هائلة في البلاد ونتوقع ازدهار الكثير من المنتجات والشركات المصرية الجديدة في السنوات القليلة المقبلة".

شركات الاتصالات المصرية

ولفتت المجلة العالمية إلى أن شركات الاتصالات في مصر تحقق أيضا تطورا ملحوظا لجذب حاضنات جديدة وأموال رأس المال الاستثماري لدعم النظام البيئي، ففي أبريل، رفعت Algebra Ventures وSawari Venturesومقرها القاهرة حجم أموال بدء التشغيل إلى 90 مليار دولار و 70 مليون دولار، على التوالي، بمساعدة داعمين دوليين، فيما أطلق المؤسس المشارك لـ Fawry، أول شركة يونيكورن في مصر، صندوقًا للتكنولوجيا المالية بقيمة 25 مليون دولار.

ونقلت عن منير نخلة، الشريك المؤسس لشركة MNT Halan للتمويل الأصغر والمدفوعات والتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية ومقرها القاهرة، وتخدم حاليًا أكثر من 4 ملايين عميل في مصر وجمعوا حوالي 120 مليون دولار من مستثمرين إقليميين وعالميين في أوائل سبتمبر، قوله: "مصر تشهد تغييرا كبيرا". 

وأوضحت أن مع وجود أكثر من 100 مليون مشترك في مصر في خدمة الهواتف المحمولة، حققت مصر نسبة انتشار للهاتف المحمول بنسبة 98٪ اعتبارًا من أبريل 2021، لافتة إلى أن الحكومة وضعت سياسات الشمول المالي كأولوية قصوى، ويدفع صانعو السياسات لخلق الظروف المناسبة فقط للبلاد للاستفادة من التقنيات الجديدة لإطلاق العنان لإمكانات نموها الكامل. 

إصلاحات هيكيلية بارزة

ونوهت المجلة إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، تضمنت الإصلاحات الهيكلية البارزة التي بدأها البنك المركزي تعويم الجنيه المصري، وقانون استثمار جديد، وتعزيز المدفوعات عبر الهاتف المحمول والائتمان الأصغر عبر الإنترنت، ففي عام 2019، وضع البنك المركزي المصري خارطة طريق لمستقبل الخدمات المصرفية الرقمية - حيث تحول مقره التاريخي في وسط القاهرة إلى مركز للتكنولوجيا المالية مع صندوق حماية تنظيمي وصندوق بقيمة مليار جنيه مصري (64 مليون دولار).

ويضيف نخلة: “البيئة التنظيمية العامة حاليًا مواتية للغاية في مصر، نحن بلد يعتمد في الغالب على النقد، وهناك اتجاه واضح للغاية لإزالة السيولة من الاقتصاد”، مشيرا إلى أن الوباء وعمليات الإغلاق المتكررة أدت ألى تسريع الحاجة إلى التحول الرقمي.

ونقلت المجلة أيضا عن وزير المالية، محمد معيط، لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، قوله: "لقد أدى الوباء إلى تجديد الاعتماد على المدفوعات الرقمية، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه بعد الأزمة الصحية وسيصاحب زيادة طفيفة في النمو الاقتصادي في عام 2021".