رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجل جمال الغيطاني: تعلمت تاريخ مصر من والدي الكاتب المقاتل المحب لمصر وجيشها

جريدة الدستور

قال المستشار محمد جمال الغيطاني نجل المقاتل "بالقلم" والأديب والروائي الراحل جمال الغيطاني إنني تعلمت تاريخ مصر العظيم من الاستاذ الكاتب المقاتل المحب لمصر وجيشها جمال الغيطاني الذي عمل مراسلا على الجبهة في الفترة من 1968 وحتى 1974. 


وأضاف الغيطاني، في كلمته خلال منتدى عقد على هامش الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين بمناسبة احتفال القوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر المجيدة، أن جمال الغيطاني كان محتفظا على مكتبه بقطعة من أول طائرة "فانتوم" أسقطت في 30 يونيو 1970 ، ومحتفظا أيضا بفوارغ طلقات دانات قصف المدفعية على تحصينات العدو بمعارك الاستنزاف. 


وتابع أنه كان يحكي لنا حكايات في ضوء معايشته للجبهة في فترة حرب الاستنزاف، وأكتوبر، وخاصة المجموعة 39 قتال، والذي شارك فيها بالقتال مع الأستاذ عبده مباشر، والعبور في فترة حرب الاستنزاف، وظل محتفظا بشارة العبور واعتبرها أثمن ما يملكه حتى توفاه الله. 


وأشار إلى أنه من حكاياته المؤثرة؛ المشهد الأسطوري لصمود المقدم أركان حرب إبراهيم عبد التواب 134 يوما دون استسلام حتى سقطت آخر طلقة على الموقع، ليستشهد في مشهد يليق بعظمة قيادته.


واستطرد: "من المشاهد التي كان يعتز بها والده جدا والتي تلخص حضارة وعظمة الجيش المصري، مشهد زيارته لقيادة الفرقة الثانية في الفردان يوم 10 أكتوبر، حينما استقبله العميد أركان حرب حسن أبو سعدة، لافتا إلى أنه فوجئ بوجود ضابط اسرائيلي بمركز قيادة الفرقة المتقدم، فاستفسر عن سبب وجوده، فقال له إنه العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع، فسأل ماذا يعمل هنا ؟ قال له إنه فقد صفته كمقاتل وأصبح أسيرا وله الآن حقوق.. معلقا "دي عظمة جيش مصر والتى كان دائما يعتز بها الوالد وكان يلخصها في كلمة "يا ابني احنا دمنا كاكي". 


وقال: "عندما سألت والدي عن المشهد الذي سيظل أمام عينيه قبل ما يغادر الدنيا في مرضه الأخير، قال لي: إنه مشهد العلم المصري المرفوع على الضفة الشرقية لقناة السويس صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973 لأنه رفع بالقتال وبأرواح الرجال". 


وأضاف أن إدراك وحب جمال الغيطاني لجيش مصر ليس فقط للبطولة والقتال، ولكن للدور الحضاري للجيش المصري، الذي حرص على تدوينه كأمانة لمصر وللأجيال الجديدة في كتابه (المصريون والحرب) ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط: الأولى هي أن الجيش المصري ليس كأي جيش في العالم فهو أقدم مؤسسة حضارية عسكرية، الجيش الذي أوجد الدولة المصرية عندما وحد مينا الدولة المصرية، والثانية هى أن هذا الجيش لم يخرج يوما غازيا أو معتديا وإنما ظل دوما مدافعا عن الحضارة في وادي النيل، والثالثة هى أن المنحنى الحضاري لمصر هو انعكاس لقوة الجيش المصري وعندما يقوى جيش مصر تنهض الدولة المصرية.