رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للإنفاق على أسرتها..

«فاطمة» تقود تروسيكل بالصعيد: أحلم بتجهيز شقيقاتي للزواج والعودة للتعليم

فاطمة تقود التروسيكل
فاطمة تقود التروسيكل

وسط شوارع قرى ونجوع مدينة فرشوط شمال محافظة قنا، تتجول فتاة في العقد الثاني من العمر، تقود دراجة نارية «تروسيكل»، غير عابئة بالعادات والتقاليد، لأ يشغل بالها أحاديث الآخرون، لا تفكر سوي في كسب لقمة العيش من أجل الإنفاق على أسرتها. 

فاطمة حسين بهنسي، تبلغ من العمر 15 عامًا، مقيمة بقرية الحاج سلام بمركز فرشوط، تبدو صلبة في عزيمتها كالرجال، وغلب على ملامحها الهادئة شقاء ما يقرب من 3 أعوام من الكفاح والعمل، بعدما تحملت على عاتقها مسؤولية رعاية والإنفاق على شقيقها و3 من شقيقاتها الآخرين.
 

تبدأ «فاطمة» يومها منذ بزوغ شمس النهار، حيث تتناول وجبة الإفطار مع والدها ووالدتها وأشقائها، ثم تخرج في رحلة البحث عن رزقها وقوت يومها، لتستقل «تروسكيل» تقوده في الشوارع المجاورة لقريتها والقرى المختلفة بمركز فرشوط، أملًا في البحث عن لقمة العيش الحلال من خلال البحث عن «نقلة» تقلها على دراجتها، من أجل كسب المال للإنفاق على أسرتها.

تقول فتاة فرشوط، إنها تستيقظ في الصباح الباكر وتواصل العمل لمدة 12 ساعة يوميًا في الشوارع، للبحث عن «نقلة» من أجل الإنفاق على والدها ووالدتها والأشقاء الأربعة، حيث يعتبر «التروسكيل» هو مصدر رزقها ورزق أسرتها الوحيد، قائلًة: «الحمدلله ده مصدر رزقي ورزق أخواتي وأسرتي ومبتكسفش الحمدلله».

وتابعت «فاطمة»، التي يبدو على ملامحها الحزن والشقاء، قائلةً:« أنا خرجت من المدرسة في الصف الرابع الإبتدائي، عشان أساعد أبويا في المعيشة والإنفاق على أسرتنا وبيتنا، وتجهيز اخواتي البنات الأكبر مني سنًا، وانا اللى طلبت من أبويا أنه يعلمني قيادة التوك توك وكان رافض في الأول لكني تمكنت من إقناعه».

وأشارت «فاطمة» إلى أنها حينما خرجت للشارع لأول مرة، وبدأت في قيادة «التروسكيل» تعرضت للعديد من الإنتقادات والسخرية بسبب كونها فتاة صغيرة تعمل في تلك المهن التي خصصت للرجال، لكنها لم تنتبه لتلك الأقاويل، قائلًة: «كنت بسمع الكلام ده وابص في الأرض وأمشي وأسكت».

تحلم فتاة مدينة فرشوط بمحافظة قنا، بالعودة للتعليم مرًة أخري بعدما خرجت من مدرستها بالمرحلة الإبتدائية، حيث أنها تأمل بالحياة مثل باقي الفتيات الأخريات، قائلًة: «نفسي اعيش زي كل البنات اللي في سني، لكن ما باليد حيلة لازم أخرج واشتغل عشان أصرف على أهلي وأخواتي وأجهز البنات اللى عاوزة تتجوز».

وأكدت بهنسي في سياق حديثها لـ"الدستور" أن العمل ليس عيبًا أو ضد الشريعة الدينية، إنما مد اليدين هو العيب، لافتًة أن أحلامها تكمن في تجهيز شقيقاتها للزواج، والعودة للتعليم من جديد، بعد أن تطمئن لحياة أسرتها بصورة طيبة.