رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب محمد الحديني: الترجمة من اللغة الأم إلى لغة أخرى أكثر صعوبة

الكاتب محمد الحديني
الكاتب محمد الحديني

تصدر قريبا عن دار أكوان للنشر والتوزيع، “الترجمة الإنجليزية” والتي أنجزها الكاتب القاص محمد الحديني، للمجموعة القصصية "المتجول في الأحلام"، للكاتب محمد عبد المنعم زهران، تحت عنوان
The Wanderer in Dreams.

وحول تجربته في الترجمة، قال محمد الحديني لــ"الدستور": “أثناء دراستي في مرحلة الدراسات العليا منذ 20 عاما تقريبا، مثلت الترجمة عبئا على كاهلي لما تتطلبه من جلسات قد تستغرق ساعات طويلة وهو أمر كان يصعب تحقيقه مع شخص ملول كثير الحركة مثلي. ولكن الأمر اختلف بشكل كبير مع تقدمي في العمر ومع دخولي المجال الأدبي حتى وإن كان على استحياء”.

وأوضح: “ويحدث من حين لآخر أن أترجم بعضا من اجتهاداتي سواء كانت قصائد أو قصصا قصيرة جدا إلى الإنجليزية وأرسلها إلى صحيفة أو منصة إلكترونية بغرض النشر، أو أن أشارك ببعض من قصائدي في محفل شعري كما حدث منذ أشهر قليلة في مهرجاني الشعر العالمي وكريتيا الدولي أو أن أشارك في أنطولوچيا شعرية كما حدث في The Mediterranean Waves وهي أنطولوچيا لشعراء البحر المتوسط والتي صدرت بالفعل منذ أشهر قليلة عن سلاسل طريق الحرير، وكذلك في The African Anthology وهي أنطولوچيا لشعراء أفريقيا لم تصدر بعد”.

وتابع: “قد حدث وترجمت إلى العربية قصائد لشعراء وشاعرات منهم لويز جلوك صاحبة نوبل وتم نشرها في الملحق الأدبي لجريدة الأهرام، وكذلك قصائد للفنان النرويجي العظيم إدڤارد مونك وتم نشرها في صفحة مرايا الإبداع بجريدة الدستور”.

243698058_914409749492578_9219084091783399850_n

وأضاف "الحديني": “استمر الأمر على هذا المنوال حتى طُلب مني ترجمة مختارات قصصية للصديق المبدع محمد عبد المنعم زهران، والأمر كان محيرا في الحقيقة فرغم أنها ليست أولى تجاربي في الترجمة لغيري من العربية إلى الإنجليزية حيث سبق لي أن ترجمت أشعارا وملخصات لأعمال تخص أصدقاء وصديقات ولكنها في النهاية كانت نصوصا مفردة لم ترق إلى كتاب كامل. فالترجمة من اللغة الأم إلى لغة أخرى أكثر صعوبة كما أنها مسؤولية في الأول والأخير. وبناء عليه، فقد ترددت طويلا في قبول الأمر في البداية للاعتبارين السابقين وزاد على ذلك ضيق الوقت وظروف خاصة كنت أمر بها ولكنني تريثت ولم أعتذر وقررت أن أقرأ نصوص المجموعة وحقيقة انبهرت بها وبتجربة الصديق محمد عبد المنعم زهران القصصية الذي يمزج في قصصه ببراعة بين الشعر والسرد والواقعية والفنتازيا وهو أمر كان كفيلا بتحفيزي على المضي قدما في ترجمة نصوص المجموعة الستة”.

وعن سبب اختياره لمجموعة "المتجول في الأحلام" لترجمتها للإنجليزية قال: "قصص محمد عبد المنعم زهران تمثل في مجملها رحلة معرفية في النفس البشرية بكل تعقيداتها وآمالها وطموحاتها وهذيانها وانكساراتها وإنجازاتها أيضا، فالإنسان عند زهران هو الكائن الناقص المحدود القدرات الذي يتوجب عليه أن يكابد الحياة بكل قسوتها وتبدل أحوالها، كما يتوجب عليه أيضا أن يتواءم مع المحيطين به بكل الطرق الممكنة حتى يتسنى له تحقيق ذاته وهي غاية وأسمى قيم الوجود الإنساني بحسب هرم "ماسلو"، ولكنه أحيانا ونظرا لضعف قدراته يفشل في ذلك فيضطر في النهاية لأن يخلق عالما موازيا مكتملا في خياله يستطيع من خلاله أن يكون فاعلا أكثر منه مفعولا به، وأن يجد فيه الخلاص والسلوان كمكان سري يحقق فيه ذاته ويطلق لها العنان".

وقد وظّف زهران لغة شعرية رفيعة غلبت عليها الجمل القصيرة والتعبيرات المختزلة مكنته من تجنب السقوط في شرك الإسهاب والمبالغة في وصف الأشخاص والأماكن، فالنص القصصي عند زهران هو معادلة كيميائية دقيقة وموزونة المكونات. وقد تبنت الجمل الحوارية النسق نفسه، فجاءت قصيرة ومقتضبة ورغم ذلك كانت دالة وذات أهمية كبرى في سياق النص.

وأكد: "المجموعة القصصية The Wanderer in Dreams "المتجول في الأحلام"  والتي ستصدر قريبا عن دار أكوان للنشر والتوزيع عمل أدبي مهم، أتمنى أن أكون قد وُفقت في ترجمته إلى الإنجليزية".

وكان الكاتب القاص محمد الحديني، قد فاز عن مجموعته القصصية القصيرة "لا أحد هناك" بجائزة الدولة التشجيعية 2019.