رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرجس شكرى يكتشف ذاته ومعالم الدهشة فى «كل المدن أحلام»

الشاعر جرجس شكرى
الشاعر جرجس شكرى

فى رداء جديد، يطل الشاعر جرجس شكرى، أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، من خلال كتابه «كل المدن أحلام»، الذى صدر مؤخرًا عن دار «آفاق» للنشر والتوزيع، ويصنف ضمن أدب الرحلات، ويروى فيه مشاهداته فى أوروبا وغيرها أثناء رحلاته إلى عدة دول.

بين سطور «كل المدن أحلام»، لم ينس جرجس شكرى حسه الشعرى الذى ظهر بقوة من خلال كتابة تتمتع بالرهافة الشعرية والروح المبدعة الواثقة، والغوص فى مشاعر وأفكار متعددة، فضلًا عن حضور نقدى، لناقد مسرحى متميز بمجلة «الإذاعة والتليفزيون». 

ويعد كتاب «كل المدن أحلام» محاولة لتفسير الدهشة بما شاهده جرجس شكرى فى أوروبا، باعتبارها عالمًا آخر مختلفًا، إذ كان الكاتب يراقب الحياة بكل تفاصيلها فى المدن التى زارها، فضلًا عن مراقبته لنفسه فى كل الأحيان، مبررًا ذلك بأن الإنسان حين يسافر إلى مكان آخر يرى نفسه بشكل مختلف، فيصبح المشهد أكثر عمقًا، والحقيقة أنه شعر بأنه يسافر ليس فقط إلى هذه المدن، ولكن حين يسافر يقترب إلى الذات أكثر، فتبدو الرحلة إلى الماضى والحاضر والمستقبل.

ورصد «شكرى» رحلاته لتلك المدن دون تسلسل زمنى تاريخى، مفضلًا أن تكون زيارته لكل مدينة على حدة، ومدونًا مشاهداته المختلفة، أثناء رحلاته الأدبية والشعرية. 

عبر صفحات الكتاب، غاص «شكرى» فى أعماق نفسه، لا يعرف فرحًا أو خوفًا أو هربًا، لذا دوّن على الغلاف الخارجى لكتابه: «أسافر إلى طفولتى وشبابى، تتجسد أمامى تفاصيل مشاهد لم تخطر لى ببال من قبل، أتذكر طفولتى وسنوات الدراسة والبيت وأصدقائى، أتذكر الموتى والجنازات التى مشيت خلف أصحابها حتى مثواهم الأخير، أتذكر الأحياء، أمشى فى الشوارع وأنام فى الغرف، فأعود إلى حياتى فى الطفولة، تتراكم أمامى سنوات وشهور وأسابيع وأيام، أسافر بعيدًا وكأن الطائرة تتوجه إلى الماضى تسافر بى عبر الزمن قبل أن تعبر المكان».