رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يتقرب المؤمن من الجنة ويبعد عن النار؟ ...على جمعة يجيب

على جمعة
على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية: ما زلنا في حديث معاذ الذي سئل فيه عما يقربه للجنة ويبعده عن النار، وتكلمنا في إجابة النبي ﷺ: «لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه،  تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت». 

 

وتابع " جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: نتكلم عن الجزء الثاني من إجابة السؤال، أو ما زاده النبي ﷺ من أبواب الخير لإرشاد السائل، حيث قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال ثم قرأ: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع.... حتى بلغ يعملون، ومن عظيم رحمة النبي ﷺ بالسائل أنه لا يكتفي بإجابته عما سئل، وإنما يزيد له في الإرشاد الدلالة على الخير، وعلى ما يحتاجه في الدين والدنيا، فعندما سئل ﷺ لم عن ماء البحر هل يتوضأ منه، فقال ﷺ: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» [رواه الترمذي ، والحاكم في المستدرك] والسؤال كان عن الماء، إلا أن النبي ﷺ أخبر عن حكم ميتة البحر لحاجتهم إليها، وإن لم تكن في السؤال.

 

وأضاف: على هذا المنهج يجيب النبي ﷺ سيدنا معاذ رضي الله عنه، فبعد أن أخبره بأركان الإسلام التي إذا التزم بها دخل الجنة، أراد أن يخبره عن أبواب الخير، فقال ﷺ: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة»، ونحن تكلمنا عن في صوم رمضان عن أحكام الصوم الفقهية، ولكن في هذا الجزء من الإجابة يتكلم النبي ﷺ عن الصوم وآثاره الإيمانية، كما أنه يتكلم عنه باعتبار النوافل كذلك وليس قاصرًا على شهر رمضان.

وتابع: قال ﷺ: «الصوم جنة» أي وقاية، يقي المسلم من الوقوع في الآثام، فيحقق التقوى، ولذا قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة :183]، ومن معاني التقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، والصوم من الأعمال التي تحدث تلك الوقاية، والبعد عن عذاب الله، قال رسول الله ﷺ: «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله تعالى؛ إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا» [رواه البخاري ومسلم]، وبعد الوجه عن النار كناية عن بعد العبد من عذاب الله، وقال ﷺ: «الصيام جنه يستجن بها العبد من النار» [رواه أحمد].

وأضاف أن الصوم جنة، أي وقاية، ففي الصوم إضعاف للشهوة، والعبد لا يقوى على معاصي الله في حالة تركه للطعام والشراب، والصوم له من المعاني والأسرار ما يحقق البعد عن معاصي الله، فمثلًا يتأمل العبد في الصوم فيجده ترك للطعام والشراب وشهوة الزواج، وهذه الأشياء في غير الصوم حلال، وحرمت للصوم، فيلوم نفسه على أنه لم تصم عن المعاصي التي حرمها الله في الصوم وغيره، فيقوى بهذا الفهم على ترك المعاصي والخوف من الله مما يحدث التقوى والوقاية.