رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي يشيد بخطة تنمية سيناء: تعزز اقتصاد مصر وأمنها القومى

المشروعات التنموية
المشروعات التنموية في سيناء

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن الحكومة المصرية تعمل على خطة لجذب المواطنين للاستقرار في شبه جزيرة سيناء من خلال تنفيذ مشروعات تنموية وتوفير فرص عمل، مشيرا إلى ان الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة تنفق مليارات الجنيهات على مشروعات التنمية والبناءهناك . 

وأوضح الموقع أن تنمية سيناء تأتي على رأس قائمة الأولويات للدولة المصرية، حيث يجري وضع خطة حكومية شاملة لتطوير وتعمير سيناء عبر توفير خدمات متكاملة وإنشاء  شبكة طرق جديدة ومدها بشرايين الحياة عبر بناء الجسور والأنفاق، مضيفا إن الخطة من شأنها أن تعزز اقتصاد البلاد وتحافظ على الأمن القومي.

ولفت إلى أن اللواء أركان حرب إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال افتتاح مشاريع الأنفاق لقناة السويس ومشاريع التنمية والرعاية الصحية بمحافظة السويس، الذي عقد  في 21 سبتمبر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أنه تم تكليف الهيئة، في 30 يونيو 2014، لتنفيذ 418 مشروعا بتكلفة 486 مليار جنيه (حوالي 31 مليار دولار)، مشيرا إلى خطة لإنشاء شبكة طرق جديدة من شأنها أن تكون بمثابة أساس لمزيد من التطوير. 

ونقل "المونيتور" عن “الفار” قوله: "أن الدولة في سباق مع الزمن لتنفيذ عدة مشروعات تنموية عملاقة في سيناء في زمن قياسي، وتشمل هذه الخطة مشاريع الطرق والجسور والأنفاق التي ستسهم في خطة التنمية لمحور قناة السويس. "

خطة لتوطين ملايين المصريين

أشار الموقع إلى أن الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لرئاسة الجمهورية، كانت كشفت في مايو الماضي عن خطط حكومية لتوطين ملايين المصريين في شبه جزيرة سيناء خلال المرحلة المقبلة، عبر توفير خدمات متكاملة لهم، وتوفير كل وسائل "الحياة المُريحة" لإقامتهم فيها.

وأضاف: بحسب هيئة الاستعلامات، سيتم أيضاً إنشاء تجمعات عمرانية مبنية على قواعد اقتصادية سواء زراعية أو سياحية أو صناعية، مع إنشاء مدارس وجامعات ومراكز بحثية ومستشفيات ومشروعات بنية تحتية، وتأهيل وتدريب المجتمع المحلي، وتوفير كل وسائل الحياة المريحة، بالأضافة إلى تنفيذ شبكات مرافق وطرق ومواصلات بمعايير عالمية، إضافة إلى إنشاء 17 تجمعا بدويا بشمال وجنوب سيناء، وفقا للخطة المعلن عنها. 

وبين الموقع إنه وفقا إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يعيش في شمال سيناء 450 ألف و528 ألف مواطن، وفي جنوب سيناء 111 ألف و108 ألف، وتضم "أرض الفيروز" أيضاً امتدادات لمحافظات مدن القناة بعمق 5 كيلو متر مربع بداخلها لكل من محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس ويعيش فيها آلاف المواطنين.

خبراء يشددون على أهمية تنمية سيناء

اتفق مراقبون لخبراء في تصريحات لـ "المونيتور" على أهمية مشاريع التنمية وإعادة إعمار سيناء لمعالجة النقص السكاني، معتبرين أن الخطة الحكومية هي أفضل وسيلة لجذب السكان للعيش هناك ، مما سيكون له تأثير إيجابي على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

ويقول رشاد عبده ، مدير المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ، إنه من الضروري التركيز على تنمية وإعادة إعمار سيناء ، سواء على المستوى السياسي أو الأمني ​​أو الاقتصادي، مشيرا إلى أن الإنفاق المخصص لهذه الخطة هي خطوة على المسار الصحيح لتحويل شبه جزيرة سيناء من أرض خصبة وخطيرة للمشاكل والأزمات إلى منطقة رفاهية ونمو وازدهار وشعبية".

وأشاد بالمشروعات التنموية وخطة توطين المصريين في سيناء ووصفها بأنها جيدة وإيجابية وواعدة، مشددا على ضرورة تعاون القطاع الخاص مع الدولة لإقامة المزيد من المشاريع التنموية في وقت أسرع.

وتابع: "من الضروري أيضًا الاستفادة من القدرات البشرية الهائلة في المنطقة، وسيكون للأنفاق التي تم افتتاحها تحت قناة السويس دورا في ربط سيناء بالوطن الأم وتسهيل الاستثمار والتجارة فيها، لافتا  إلى هذا من شأنه أن يجذب رجال الأعمال للاستثمار وبالتالي خلق فرص عمل.

من جهته، أشاد عبد المنعم سعيد ، عضو مجلس الأعيان المصري والمدير السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، بتنفيذ ما وصفه بـ "مشاريع وطنية وتنموية عملاقة غير مسبوقة لدعم الاقتصاد القومي وتوفير حياة كريمة"، وقال لـ “المونيتور”: حجم الإنفاق في شبه جزيرة سيناء يعكس الإرادة السياسية للإسراع في إنشاء مجتمعات متطورة تجذب المزيد من السكان للاستفادة من فرص العمل والاستثمارات الضخمة.

 القضاء على الإرهاب

وأضاف إنه "من المرجح أن تجتذب المنطقة المزيد من السكان بعد نجاح القوات المسلحة في إنهاء الإرهاب وفرض سيطرتها الكاملة بالتعاون مع القبائل في سيناء ". 

وأشار سعيد إلى أن هناك تغييرًا في الطبيعة الجغرافية لمصر ، خاصة في سيناء ، الأمر الذي يتطلب تغييرًا ديموغرافيًا متناسبًا، قائلا: "النقص السكاني في سيناء خطير. على المراكز البحثية والجامعات وقطاع الإعلام - بدعم من الدولة - رفع مستوى الوعي لدى الجماهير بأهمية الانتقال إلى مدن جديدة ، للاستفادة من فرص العمل والاستثمارات الأفضل التي تولدها المشاريع القومية العملاقة ، خاصة في سيناء، وهذا سيوفر لهم ظروف معيشية أفضل على جميع المستويات ، بعيدًا عن المناطق المزدحمة في القاهرة والدلتا ".

من جانبه، حذر اللواء يحيى الكدواني عضو لجنة الدفاع والأمن الوطني بالبرلمان من أن النقص السكاني في سيناء يهدد الأمن القومي لمصر مما سيسمح بانتشار الجماعات المتطرفة، مضيفا "هناك إرادة سياسية واضحة لتنمية شبه جزيرة سيناء من خلال المشاريع العملاقة التي تم افتتاحها،  وسيشجع ذلك المواطنين على الانتقال إلى شبه الجزيرة للاستفادة من التنمية وتحسين مستوى معيشتهم."منطقة جاذبة للاستثمارات

وتابع الكدواني: "سيناء منطقة جاذبة للاستثمارات، تربط القارات الثلاث في إفريقيا وآسيا وأوروبا، ولديها  فرص واعدة سواء في الصناعة أو التعدين أو السياحة أو الزراعة وغيرها من المجالات التي تدعم الاقتصاد المصري. أصبحت المنطقة جاهزة لجذب الاستثمارات الأجنبية بعد نجاح القوات المسلحة في فرض الأمن فيها وتخليصها من التنظيمات المتطرفة التي سعت لنشر الفوضى وعدم الاستقرار في مصر.

ويرى الخبير الأمني أن حجم الإنفاق في سيناء غير مسبوق في تاريخ مصر، مشيرا إلى ات هذا الإنفاق لن يتوقف في المستقبل ، الأمر الذي ينذر بنهضة تنموية في سيناء. واختتم حديثه قائلاً: "سيكون لهذا أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني للبلاد".