رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالمركز المصري تكشف سيناريوهات مفاوضات سد النهضة المقبلة

الباحثة شيماء البكش
الباحثة شيماء البكش

قالت شيماء البكش باحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه بعد جلسة استثنائية عقدها مجلس الأمن في منتصف يوليو الماضي، لمناقشة قضية سد النهضة، بناءًا على طلب تقدمت به السودان، مدعومًا بالرؤية المصرية السودانية، جاء بيان المجلس أخيرًا، في منتصف سبتمبر الجاري، والذي أحال قضية السد مرة أخرى إلى الاتحاد الإفريقي. 


وتابعت البكش في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه كما كان متوقعًا من خلال المناقشات التي دارت خلال الجلسة، لم يتخذ المجلس موقفًا حاسمًا من القضية، خشية ألا يترتب على ذلك انخراط مستقبلي في قضايا وأزمات المياه، وهو ما يتخوف منه الدول الأعضاء بمجلس الأمن". 


واستدركت البكش تصريحاتها قائلة “خرج بيان دبلوماسي يدعو الدول الأطراف الثلاثة للعودة مرة أخرى للتفاوض في إطار الاتحاد، في وقت معقول، وأشار البيان كذلك إلى اتفاق المبادئ، باعتباره المرجعية القانونية التي يمكن الاستناد لها، وعلى الرغم من محدودية الدور الذي قام به الاتحاد العام الماضي، حينما أحال إليه المجلس رعاية المفاوضات، بناءًا على شكاوى تقدمت بها دولتي المصب، وقام الاتحاد حينها برعاية المفاوضات على مدار، في ظل رئاسة دولة جنوب إفريقيا، واستكملتها الكونغو الديمقراطية، إلا أن تعنت الموقف الإثيوبي، جعل المفاوضات في النهاية غير مجدية”.


فخلال رعاية الاتحاد للمفاوضات، أعلنت إثيوبيا في يوليو من العام الماضي عن الملء الأول للسدّ، مما أحبط الأطراف من التصرفات الأحادية، وعدم الالتزام بالمسار التفاوضي. وبعد أن أعلنت الكونغو الديمقراطية عن فشل المفاوضات في إبريل الماضي، اجتمعت الدول الثلاث بمجلس الأمن في يوليو الماضي. 


وتابعت البكش بعد بيان المجلس، من المفترض أن تعود الأطراف الثلاثة للاتحاد الإفريقي مرة أخرى. وبالفعل، حدثت بعد التحركات الدبلوماسية التمهيدية للعمل على استئناف التفاوض مرة أخرى، فقبل بيان مجلس الأمن بيوم، أجرى رئيس الكونغو، فليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي اتصالًا هاتفيًا بالرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وأكدّ الرئيسان على أهمية دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.


واختتمت البكش تصريحاتها قائلة "رغم الجدية التي تبديها الكونغو، إلا أن الالتزام بعنصر الوقت وكذلك الالتزام بعدم المضيّ قدمًا في أية تصرفات أحادية على الأرض، يعد حجر الزاوية في أية مساعي لحلحة الأزمة، ولكن الجانب الإثيوبي، اليوم، عبر وكالة الأنباء الإثيوبية، يطرح المزيد من الشكوك والتساؤلات حول مستقبل المفاوضات. 


فعبّر البيان على لسان عضو الفريق التفاوضي الإثيوبي، إبراهيم إدريس، عن عدم توقيع إثيوبيا لاتفاق مع مصر والسودان إلا في حالة واحدة فقط، ألا وهي تأمين مصالح إثيوبيا الوطنية والتنموية المستقبلية، من خلال الاستفادة من مصادرها المستقبلية. 


وتابعت البكش أن هذا البيان يكشف عن السلوك الإثيوبي المتوقع خلال جولة المفاوضات المقبلة، التي من المنتظر أن يعلن عنها الكونغو، الرئيس الحالي للاتحاد، وهو الأمر الذي يفرض على صناع القرار في دولتي المصب البحث في الخيارات البديلة، حال الوصول إلى طريق مسدود مع الجانب الإثيوبي.