رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شلل اقتصادي وانهيار منظومة صحية.. «الصراع في تيجراي» يُزلزل إثيوبيا

تيجراي
تيجراي

حذر موقع" ذا كونفيرسشن " الدولي، من تفشي فيروس كورونا في إثيوبيا وقلة اللقاحات المتوفرة وانهيار المنظومة الصحية؛ بسبب الصراع الدائر في تيجراي. 

 ووفقا للموقع الدولي، فإنه من غير المرجح أن يتحقق هدف الدولة بتطعيم 20٪ من سكانها المؤهلين بحلول نهاية عام 2021، حيث ستحتاج البلاد الى أكثر من 35 مليون جرعة، ولكنها الآن، تمتلك أقل من 4 ملايين جرعة، حوالي 11% من جرعات اللقاح المطلوبة.

وأرجع الموقع عدم قدرة إثيوبيا على شراء اللقاحات إلى الأزمة الاقتصادية، كما أن تعهدات اللقاحات من الدول المانحة ليست كافية.

ويتفاقم الوضع بسبب النزاعات المتعددة في دول إقليمية مثل أوروميا أو الحرب الشاملة في تيجراي، حيث  تشرد الحرب السكان وتدمر البنية التحتية للنظام الصحي وتعطل تقديم الخدمات الصحية وتشتت انتباه القيادة السياسية، فضلًا عن أن تكلفة الحرب تأتي على حساب المنظومة الصحية.

وبحسب الموقع، فإن مواجهة تفشي كورونا في إثيوبيا قضية  ليست ذات أولوية بالنسبة لملايين الإثيوبيين المحاصرين في الصراع.

وفي الوقت الحالي، لا ينصب الكثير من اهتمام الحكومة والجمهور في إثيوبيا على  كورونا،  ولكن على الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في تيجراي.

وبدأت الحرب في تيجراي تنتشر إلى أماكن اخرى في إثيوبيا، وتحديدًا منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين حيث نزح حوالي 300 ألف شخص، ويحتاجون إلى مساعدة غذائية.

ولفت الموقع، إلى أن الصراع في تيجراي أصاب الاقتصاد الإثيوبي بالشلل؛ بسبب تكلفته البشرية والمادية المرتفعة، ومن خلال سحب الدعم المالي من الدول المانحة والإقراضية، حيث  يأتي ما يصل إلى 50٪ إلى 60٪ من الميزانية الوطنية لإثيوبيا من الدول المانحة.

وعلاوة على ذلك، يحتاج ما يصل إلى 5.2 مليون شخص (90٪ من السكان) من منطقة تيجراي إلى مساعدات غذائية طارئة، ويواجه 400000 حالة مجاعة، ونزح حوالي 70.000 إلى السودان المجاور، ونزح مليونا شخص داخليًا.

كما تواجه الحكومة الإثيوبية اتهامات تتعلق بعرقلة وصول المساعدات إلى تيجراي، بالإضافة إلى قطع الاتصالات والبنوك والكهرباء والإمدادات التجارية وغيرها من الخدمات الأساسية خلال الأشهر الـ11 الماضية.

كما أن هناك صراعات خطيرة وعدم استقرار في أجزاء أخرى من إثيوبيا أيضًا. وتشمل هذه مناطق أوروميا وبنشنقول جوموز وأمهرة وعفر والصومال، وكل هذه الصراعات  تقوض الحياة اليومية، والصحة، والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية.

وكشف الموقع عن التحديات التي تواجه النظام الصحي الإثيوبي مثل  هذه الموارد المحدودة، وقلة الاستعداد وضعف النظم الصحية، ومحدودية الإمداد بأجهزة التهوية، والكهرباء والأكسجين، والفقر، ولكن التحدي الأكبر في الاستجابة للوباء هو الحرب في تيجراي وانعدام الأمن في أجزاء أخرى من البلاد حيث جعل الصراع جهود الوقاية والتطعيم من كورونا مستحيلة في العديد من المجالات.