رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالمركز المصرى توضح أسباب سقوط الإخوان فى المغرب

الباحثة نرمين سعيد
الباحثة نرمين سعيد كامل

أعلنت السلطات المغربية المشرفة على تنظيم الانتخابات هناك، النتائج النهائية للانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، ولم يرد أي تغيير في ترتيب الأحزاب السياسية التي تنافست على 3 انتخابات في يوم انتخابي واحد، حيث جاء حزب التجمع الوطني للأحرار في المرتبة الأولى برلمانيا، وفاز بمائة ومقعدين اثنين، أما حزب العدالة والتنمية، والذي تعرض لهزيمة قاسية، بحلوله ثامنا في ترتيب الأحزاب السياسية المغربية فقد حصل على 13 مقعدًا.

وبحصول حزب التجمع الوطني للأحرار على غالبية المقاعد ببرلمان المغرب، بواقع 102 مقعد، فإنه يستعد لتشكيل الحكومة المقبلة.

ولقيت نتائج الانتخابات في المغرب ردود فعل إيجابية في الشارع، بعد فوز حزب التجمع الوطني للأحرار، وهزيمة حزب العدالة والتنمية الإخواني بشكل غير مسبوق.

13 مقعدا من أصل 396 مقعدا هي الحصيلة التي توصل إليها حزب العدالة التنمية في الانتخابات التشريعية المغربية هي النتيجة التي مثلت صدمة ليس فقط لأوساط الإسلاميين في المغرب، ولكن لتيار الإسلام السياسي بشكل عام.

وقدم أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، استقالة جماعية، وذلك في أول تداعيات الهزيمة الانتخابية التاريخية التي مني بها الحزب في الانتخابات.

ومن المتوقع أن يعين الملك محمد السادس خلال الأيام المقبلة رئيس وزراء من حزب يكلّف بتشكيل فريق حكومي جديد لخمسة أعوام، خلفاً لسعد الدين العثماني.

 

نتيجة منطقية لفشل الإخوان في إدارة شئون البلاد

وفى هذا السياق، قالت الباحثة نرمين سعيد كامل بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وضع الكثير من علامات الاستفهام على نتيجة الصندوق أن العدالة والتنمية الذراع السياسي لجماعة الإخوان في المغرب، كان قد حصل على إجمالي 126 مقعدا في انتخابات 2016 مما يجعل الهوة كبيرة بين نتائج آخر انتخابات والانتخابات التي جرت في 2016 خصوصًا أن حزب التجمع الوطني الحر المحسوب على المعسكر الليبرالي تصدر السباق الانتخابي بـ102 مقعد؛ مما يعطي مؤشرًا عن اختلاف توجهات الناخب المغربي بشكل كلي.

وأضافت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تيار الإسلام السياسي كان قد ثبت دعائمه في المغرب بعد أحداث الربيع العربي عن طريق اللعب على وتر الدين الذي يمتلك أكبر قدر من التأثير على الشعوب العربية ولعبت وسائل الإعلام دورا كبيرا في ذلك، ولكن ما نجح فيه التنظيم العالمي للإخوان في دول أخرى فشل في المغرب بسبب تطبيق ما عرف بـ استراتيجية الاحتواء التي تتضمن عدم المواجهة المباشرة أو العنيفة مع عناصر التيار، حيث حاول العدالة والتنمية بشكل متكرر أن ينفرد ببعض الملفات مثل القضية الفلسطينية والمتاجرة بها، حيث تم توظيف الملف لكسب التعاطف الشعبي وتحريك الشارع وهو ما كان النظام على وعي به.

وتابعت: "فضلًا عما ينفرد به النظام السياسي في المغرب من أن البيعة تكون للملك، ومن ثم فقد حدث نوع من التناقض بين ما أراده الإخوان وبين ما يحكم الشارع المغربي، وهو ما انتهى إلى الهزيمة الساحقة التي مني بها الإسلام السياسي هناك وسط تراجع وانهيار لدولة في عدد من الدول العربية".

وأوضحت أن التجربة التي خاضها الشعب المغربي منذ عام 2016 كانت كافية لتثبت زيف الشعارات التي رفعها تيار الإسلام السياسي، وأنه غير قادر على تحقيق ما أطلقه من وعود وشعارات وبالتالي كانت النتيجة الحالية تعبير عن سوء إدارة العدالة والتنمية الإخواني في السنوات الماضية، وضياع استحقاقات الشعب فيما يتعلق بقضايا حيوية مثل الصحة والتعليم وهو ما جعل لفظ الشارع المغربي للإسلام السياسي منطقيًا.

 

أجواء احتفالية بالمغرب لهزيمة الإخوان

وحول ردود الفعل الشعبية فقد سادت أجواء احتفالية على صعيد الشارع المغربي، وهو ما انعكس على التفاعلات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أمضى المغاربة ليلة طويلة وحافلة وهم يتابعون السقوط الحر لحزب العدالة والتنمية لا سيما في معاقله القديمة مثل مدينة طنجة.

 وأكد المغاربة أن حزب العدالة والتنمية قد تم تحجيمه وعاد إلى وضعه الطبيعي، وأن ما حدث كان إجراء عقابي من الشارع المغربي تمثل في التصويت الساخط ضد العدالة والتنمية بسبب إضرار الحزب بحياة الشعب المغربي في عدد من القطاعات الحيوية، في الوقت الذي أبدت فيه العديد من التدوينات سخرية من غياب الذراع الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية عن المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي.