رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار «البرىء»: اسمه الأول «بيت إبليس»

فيلم البرىء
فيلم البرىء

يظل فيلم «البرىء» واحدًا من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، فيه كل العناصر الفنية التى تجعله «أيقونة» تزداد أهمية كلما مر عليها الزمن، بداية من القصة حتى التصوير والتمثيل والموسيقى والأغانى المصاحبة لأحداثه.

النجم أحمد زكى بدأ التدريب على شخصية «أحمد سبع الليل»، بطل الفيلم، قبل عامين من بدء التصوير، وتحديدًا منذ حكى له السيناريست وحيد حامد قصة «سبع الليل» الحقيقى، الذى قابله قبل ٩ سنوات من تصوير العمل، فى مظاهرات ١٨ يناير ١٩٧٧، المعروفة شعبيًا باسم «انتفاضة الخبز».

يومها تلقى «وحيد» ضربة عنيفة من الخلف بعصا غليظة، من أحد عساكر الأمن المركزى، وحين رفع عينيه ليحاول أن يمسك العصا وجد أمامه شابًا من أبناء قريته «بنى قريش» التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.

يسرد الكاتب الصحفى محمد توفيق فى كتابه «أحمد زكى ٨٦»، الصادر عن دار «ريشة»، تفاصيل ما جرى فى تلك اللحظة، فيقول إن «وحيد» لم يصدق ما رأى، بينما تعجب الشاب الفقير الذى لا يستطيع القراءة والكتابة من وجوده بين المتظاهرين، فسأله: «هو إنت من أعداء الوطن يا أستاذ وحيد؟!».

جلس وحيد حامد على نيل القاهرة فى فندق «جراند حياة» كعادته اليومية، وأمامه فنجان من القهوة، يفكر فى قصة فيلمه الجديد، وقفزت تلك الحكاية إلى ذهنه، وبدأ يكتب لمدة عام كامل، دون أن يستقر على اسم السيناريو.

كان الاسم الأول الذى استقر على أوراق السيناريو هو «بيت إبليس»، وفى الصفحة التالية إهداء إلى «عشاق الحرية والعدالة فى كل زمان ومكان».

وبحسب «توفيق»، تقدم وحيد حامد إلى الرقابة، فى يناير ١٩٨٤، للحصول على موافقتها على سيناريو الفيلم، مشيرًا إلى أن فكرته الأساسية هى قضية «الحرية والعدالة».

وكان مدهشًا له ولجميع من خبروا القصة، أن الرقابة وافقت دون إبداء أى ملاحظات أو طلب حذف أى مشهد، ربما لأن أحداث الفيلم تدور فى عصر آخر، خلاف العصر الذى يعيشون فيه، فالفيلم لم يحدد أى عصر من الأساس، لكن أغلب الأفلام التى تناقش الفكرة ذاتها كانت تدور فى الستينيات، فاعتبر الرقيب «بيت إبليس» يدور فى العصر نفسه، وأحداثه من الماضى. 

عرض وحيد حامد على أحمد زكى إنتاج الفيلم والقيام ببطولته، وافق مبدئيًا ثم عاد رافضًا الإنتاج مع الموافقة على البطولة، التى قرر أن يسحبها منه، ويذهب إلى نور الشريف، الذى قرأ السيناريو، وقال: «الفيلم ده ميعملوش غير أحمد زكى».