رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيقات ألمانية تكشف تفاصيل استغلال الإخوان للعمل الخيري وتبرعات كورونا لتمويل أنشطتها الإرهابية

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

دأبت جماعة الإخوان على استغلال الأزمات لتعزيز مواردها المالية والمساعدة في نشر أفكارها المتطرفة، كما سعت باستمرار إلى استخدام العمل الخيري كستار لأنشطتها المتطرفة في العديد من دول العالم، ولعل أبرز عملية استغلال قامت بها الجماعة الإرهابية في الفترة الأخيرة هو استغلال جائحة فيروس كورونا،  وأموال الإغاثة التي يتم تجميعها، عبر المساجد والمؤسسات الخيرية والثقافية المختلفة، للمساعدة في مواجهة الوباء.

 القبض على إخواني في ألمانيا لسرقة أموال تبرعات كورونا 

و كشفت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، أن المدعي العام في ألمانيا يحقق مع جمعيات وأشخاص بتهمة اختلاس أموال وتلقى مساعدات غير مبررة لأزمة كورونا باسمهم أو باسم الجمعيات التي يمثلونها، مشيرا إلى أن أحد المشتبه بهم على صلات مباشرة بجماعة الإخوان الإرهابية. 


ووفقا للصحيفة، فقد أجرت السلطات الأمنية في برلين، أمس الخميس، عمليات مداهمة وتفتيش لمقر جمعيات ومجموعة مكاتب عمل في مناطق مختلفة من العاصمة الألمانية، بعد الاشتباه في حدوث تزوير للحصول على دعم حكومي تدفعه الحكومة الألمانية للمؤسسات الخيرية لتخطي تداعيات أزمة كورونا الاقتصادية، وكان أحد المشتبه بهم الرئيسيين في تلك مداهمات رجل يعمل لصالح جماعة الإخوان. 


وذكرت الصحيفة أن المداهمات استهدفت مكاتب جمعية إسلامية تعمل في مجال التبادل الثقافي، حيث اشتبهت السلطات في أن أموال المساعدات التي دفعتها الحكومة إلى هذه الجمعية جرى تحويلها من حساب الأخيرة إلى حساب خاص لأحد المتهمين المرتبطين بجماعة الإخوان، كاشفة أن الجمعية مبلغ يقدر بـ14 ألف يورو إلى حساب هذا الشخص.


ولفتت إلى أن هذا الشخص، الذي استقبل الأموال في حسابه الخاص، يعمل في جمعية أخرى تضعها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" تحت رقابتها بسبب ارتباطها بالإخوان الإرهابية وتبنيها أنشطة متطرفة.

- الجمعيات التي تعرضت للتفتيش 

وتابعت ان من بين الجمعيات التي تعرضت للتفتيش من قبل السلطات: جمعية إسلامية تدير مسجدا في منطقة جيسوندبرونين ببرلين، والتي منحتها الحكومة المساعدات على خلفية وجود شركة تملكها الجمعية وتكبدت خسائر نتيجة كورونا، لكن اتضح فيما بعد أن الجمعية ألغت تسجيل الشركة القانوني قبل أشهر من الحصول على المساعدات.


وأضافت أنه على إثر تلك المداهمات، يجري الادعاء العام في الوقت الحالي تحقيقا مع ثلاثة مشتبه بهم، على خلفية تلقي مساعدات غير مبررة لمواجهة أزمة كورونا تبلغ قيمتها الإجمالية 47 ألف يورو، على الرغم من أنهم لم يتكبدوا أي خسائر مالية نتيجة الجائحة. 


- تقارير تكشف استغلال الإخوان لأموال التبرعات

و كانت قد كشفت عدة تقارير سابقة عن استغلال الجماعة الإرهابية لفيروس كورونا في الحصول على تبرعات تستغلها في تمويل أنشطتها، كان أبرزها دراسة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بعنوان "خطر جماعة الإخوان في أوروبا: استراتيجية التغلغل، وأدوات التمويل، وإجراءات المواجهة"، كشفت فيها عن قيام العديد من المواقع الرسمية لمنظمات الإخوان في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلي الدعوة إلى التبرع، عبر وسائل الدفع الإلكتروني، لتمكين المؤسسة مـن مواجهة فيـروس كورونا، في حين كانت تذهب التبرعات في الواقع إلى جيوب أعضائها وليس إلى المتضررين. 


وقالت الدراسة إن "جماعـة الإخوان تعتمد علـى الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تلقـي التبرعـات، وقـد سـعت إلي توظيـف جائحة كورونا لجمـع أكـبر قـدر مـن التبرعـات؛ بحجـة إنفاقهـا على مسـتلزمات الوقايـة مـن الفيـروس أو دعم مخيمات اللاجئين٬ وغيرها من الدعايـة التـي تقدمهـا الصفحات الإعلامية  للمؤسسـات الخيريـة، حيـث قـام العديـد مـن المواقـع الرسـمية  لمنظمات الإخوان في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية٬ بوضع اسـتمارة أوليـة قبـل البـدء في التصفـح، تدعـو إلي التبرع لتمكين المؤسسة  مـن مواجهة فيـروس كورونـا، كما توضع فيها القيم المعتبرة للتبرع عـن طريـق وسـائل الدفع الإلكتروني."


وأشارت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان تعتمد في تمويل أنشطتها بأوروبا على عدد من المصادر، بعضها قانوني وبعضها الآخر غير قانوني كغسيل الأموال والاتجار في العملات، مؤكدة أن الجماعة تعتمد بدرجـة كبيرة علي الجمعيـات والمؤسسـات الخيريـة التابعـة لهـا في العديـد مـن دول العـالم في الحصـول عـى التمويـل، وذلـك مـن خلال تلقـي التبرعـات المالية وإرسالها إليها. 


- العمل الخيري غطاء أنشطة الإخوان

وفي أغسطس من العام الماضي، كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن اعتزام مجلس أمناء منظمة "الإغاثة الإسلامية" الاستقالة بسبب أدلة منذ فترة عن استغلال المنظمة للعمل الخيري كغطاء لأنشطة الإخوان.


وكشفت السلطات الألمانية وجود علاقات مؤسسية وشخصية وثيقة بين منظمة الإغاثة الإسلامية والإخوان، واستغلال المنظمة لأموال التبرعات لتمويل أنشطة ومؤتمرات الجماعة الإرهابية.


وترتبط منظمة الإغاثة الإسلامية بالمنظمة الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي، وتعد منظمة الإغاثة الممول الأساسي لأنشطة هذه المنظمة.