رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسئولية قوة

قدامك طريقين، يا تعيش دور الضحية وتعلق كل مشاكلك على أى سبب إلا نفسك، يا إما تقرر إنك تتحمل مسئولية نفسك مسئولية كاملة وتبقى عارف إنك لو قررت تغير حياتك كلها هتقدر تغيرها ومفيش حد يقدر يوقفك.
كل الناس بتقع، بتفشل، بترتكب أخطاء كبيرة أو صغيرة بيندموا على أفعال ماكنش المفروض يعملوها، بيخذلها الناس اللى حواليهم، بترتكب ضدهم جرائم، بتحصلهم مشاكل، لكن الفرق بين كل الناس دى هو تصرفك تجاه المواقف دى. 
غالبًا الشخص الفاشل هتلاقيه دايمًا عنده مبررات، وبيرمى اللوم على غيره أو على الظروف، أو اللى غلط غلطة، أو حتى غلطات كتير بيستسلم لنظرة الناس عنه، وإن حياته خلصت على كده، وإنه يدفن نفسه بالحيا بقية عمره مستخبى من الناس والمجتمع أو يكمل على غلطاته، بحجة ما أنا خلاص مشيت فى طريق مفيهوش رجعة.

تعالوا نبتدى من الأول خالص، عارفين مين الشخص عديم المسئولية؟
اللى أهله بدون قصد، وعن حب قرروا إنهم يلبوا له كل طلباته، يعملوا له كل حاجة، يخلوه دايمًا شخصية اتكالية، أهله اللى بيختاروله، بيحضروله حتى أبسط مهامه، دايمًا بيصلحوا وراه، بيخافوا يعلموه يعمل أى حاجة بنفسه، ولما يكبر ويغلط بيدور على أى حد يلم وراه، ودايما عنده جمل بيقولها لنفسه «أنا مش هقدر.. أنا خايف، أنا ضعيف، أنا محتاج حد يساعدنى»، وده اللى غرسوه أهله فيه من صغره، وهأكد إن ده فى الأغلب بيحصل عن حب، بس للأسف نتيجته بتبقى زى ما احنا شايفين.

فأنا بكتب ده دلوقتى لغرضين:
الأول إنى أشجع الأهالى إنهم يقروا كويس عن أساليب غرس المسئولية لأطفالهم، ويقدّروا أهمية ده كويس، زى تعليم المشى والكلام، وممكن يعملوا ده فى صورة مهام يومية يعملوها بنفسهم، زى ترتيب أوضتهم، المساعدة فى ترتيب السفرة، لو وقعوا حاجة ينضفوها بنفسهم حتى لو غلطوا مرة فى مرة هيتعلموا يعملوا ده لوحدهم. 
وفى سن المدرسة يتعودوا يحضروا شنطتهم بنفسهم، يعملوا الواجبات اللى عليهم، يحافظوا على حاجتهم، ومش كل ما يضيعوا حاجة يلاقوها تانى يوم معاهم بسهولة.
وصدقونى الحاجات البسيطة دى هتفرق بعد كده فى كل حاجة فى شخصيتهم. 
تانى حاجة كبرنا، واللى حصل حصل، لازم نعرف إن كل يوم فى حياتنا هو فرصة جديدة تمامًا، مش مهم اللى حصل زمان، وعلى رأى القرد العجوز الحكيم فى كارتون الأسد الملك واللى جسد صوته الراحل مؤمن البرديسى.
الماضى بيوجع .. لكن يا تهرب منه يا تتعلم منه.
لما كان بيوجه سيمبا ابن الملك إنه يواجه ماضيه ومشاكله ويتحمل المسئولية، ولما ده حصل كل حاجة فى حياته اتغيرت.
وده مش بس فى فيلم كارتون، لكن ده حقيقى اللى بيحصل فى الواقع، لو جينا نقرأ قصص نجاحات كل العظماء، وحتى الأنبياء هنلاقى إن مفيش حاجة بتتغير إلا بقرار تحمل المسئولية ومواجهة كل الظروف المحيطة وده اللى بيدينا قوة فى حياتنا. 
اسأل نفسك سؤال «شايف نفسك أحسن إصدار منك؟» ولا شايف إن ممكن يكون فى أحسن؟
اسعى دايمًا إنك تكون أحسن نسخة منك، غيّر عيوبك، غيّر ظروفك، حياتك ممكن تكون أفضل بإيديك أنت بمجهودك.
محدش هيخاف عليك ويحلم بمستقبلك غيرك، غير العالم حواليك، ولو وقعت متستسلمش قوم علطول وكمل طريقك. 
الطريقة الوحيدة لمسح أى غلطات قديمة هى استبدالها بإنجازات جديدة.
ميزة تحمل المسئولية الشخصية إنها بتدينا سيطرة كبيرة على مصايرنا.
من تعريف المسئولية: مسئول عن شىء ما فى نطاق سلطة الفرد أو سيطرته أو إدارته. نحن لسنا مسئولين عن أشياء خارجة عن سيطرتنا. نحن مسئولون عن تلك الأشياء التى تقع فى نطاق سيطرتنا أو سلطتنا أو إدارتنا.
فالتركيز على اللى ما تقدرش تتحكم فيه مش هيوصلك لحاجة غير الإحباط والعجز، فطبعًا أوقات الأشخاص التانية أو الظروف تتدخل فى تحقيق هدفك، لكن كمان لسه معاك أدوات تقدر تتحكم بيها بالظروف اللى بره إرادتك.
بتحكمك فى طريقة استجابتك، ورد فعلك، والتفكير فيه، واختيارك والتصرف تجاه الظروف والأفكار.
تانى، القوة اللى جوه كل واحد فينا حقيقية، تقدر تخلى حياتك أحسن، من إيمانك إنك تملك كل الأدوات.
النجاح، الفشل، التحديات، قدمت إيه فى الأوقات الصعبة، اللى معملتوش وكان ممكن تعمله، إزاى فكرت وتفاعلت.
لما تؤمن إنك مسئول عن إنجاز حاجة عندك. تبتدى تعرف إيه اللى المفروض تعمله واتعلم من كل تجاربك وتجارب الآخرين.
ساعتها هتشوف القوة جواك
امتلك حياتك ومتستسلمش!