رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل نشأة العلاقات بين جماعة الإخوان وأمريكا فى دراسة لـ«المركز المصرى»

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

أجري صلاح وهبه، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة عبر «المرصد المصري»، التابع للمركز، تحت عنوان «نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة»، ناقش خلالها نشاط الجماعة الإرهابية في الولايات الأمريكية من عدة زوايا تُبرز أدوات ووسائل الإخوان في إختراق المجتمع الأمريكي والغربي، وبداية العلاقة بين الطرفين.

 

وتطرق الباحث في مطلع دراسته إلى دور سعيد رمضان، كما وصفه بـ«مهندس العلاقات»، مع الخارج، مؤكدا أن سعيد رمضان المؤسس الأول لعلاقات جماعة الإخوان في الخارج وذلك لنشاطه المؤثر منذ التحاقه بالجماعة، حيث ولد “سعيد رمضان” في عام 1926 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية وتعرف على “حسن البنا” عام 1940 ومن ثم التحق بالجماعة وتزوج “وفاء حسن البنا” ليصبح صهرًا لمؤسس الجماعة، وفي أكتوبر 1945 فتح “رمضان” أول مكتب للإخوان في فلسطين وبحلول عام 1947 كان للإخوان 25 فرعًا في فلسطين تضم ما بين 12-20 ألف عضو، وفي عام 1946 أصبح السكرتير الخاص للبنا وذراعه اليمني، وأصبح مدير تحرير صحيفة “الشباب” الأسبوعية التي تصدرها الجماعة في عام 1947، وفي عام 1948 تولى قيادة قوة المتطوعين العرب التي حاربت ضد إسرائيل في حرب 1948.

 

 

وتابعت الدراسة أنه بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 في مصر بدأ الاهتمام الأمريكي بالأفكار القومية الناشئة في الإقليم العربي، وبدأ الاهتمام يتجه إلى “سعيد رمضان” الذي كان يتنقل بين المملكة العربية السعودية وباكستان والذي أصبح بمثابة وزير خارجية الجماعة نتيجة تمركز “حسن البنا” داخل مصر، واحتضنت الولايات المتحدة أنشطة جماعة الإخوان لمواجهة أنشطة الاتحاد السوفيتي والتغيرات التي حدثت بعد ثورة يوليو.

 

وأكد أنه في عام 1953 التقى “سعيد رمضان” بالرئيس الأمريكي “دوايت إيزنهاور” بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، على هامش منتدى عن الثقافة الإسلامية وكان حينها يبلغ من العمر 27 عامًا، وأقيم المنتدى في قاعدة ناسو التابعة لجامعة برينستون بالإضافة إلى القيام برحلة لواشنطن، واشتركت مكتبة الكونجرس مع الجامعة في تصميم جدول الزيارة التي استمرت 9 أيام، ونظم “بايرد دودج” الرئيس السابق للجامعة الأمريكية في بيروت المنتدى، وذلك بحضور عدد من الباحثين والشيوخ من الهند وسوريا واليمن وشمال أفريقيا والولايات المتحدة، وكان هذا المنتدى من تنظيم الحكومة الأمريكية واستدعت المشاركين لأنها ترى أنهم يمكن أن يكونوا متعاونين معها على نحو يعود بالفائدة عليها، وبالتالي لم يكن الحضور يأتون اعتباطًا.

 

 

ولفت «وهبة» في دراسته إلي إدارة المعلومات الدولية التابعة للخارجية الأمريكية، والتي كانت ملحقة بوكالة المخابرات المركزية منذ عام 1952 من بين الممولين للمؤتمر، إذ كان من بين مهامها الإشراف على التبادلات الثقافية الأمريكية الرسمية، وقد أشارت في وثيقة رسمية سرية لها عن أن المؤتمر يهدف إلى جمع شخصيات لها نفوذ كبير في تشكيل الرأي العام الإسلامي في عدة مجالات لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، وبالتالي يتضح من هنا العلاقة بين دعوة “سعيد رمضان” ورغبة واشنطن في مواجهة أنشطة السوفييت وعبد الناصر من خلال التيار الإسلامي وفي مقدمته جماعة الإخوان المسلمين.

 

وأكد أنه انطلاقًا من هذا التاريخ دعمت الولايات المتحدة عدة أنشطة لجماعة الإخوان في أوروبا وعُهدت إدارتها إلى “سعيد رمضان”، خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان على رأسها المركز الإسلامي في جنيف ومسجد ميونيخ، وقام سعيد رمضان خلال تلك السنوات بعدد من الزيارات الدولية من أجل الحصول على دعم وتأييد عدد من الدول العربية والإسلامية لمشروعات الإخوان في الخارج تحت ستار نصرة الدين.