رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمام السيدة زينب: الأوقاف تمنح دورات فى الإفتاء وفقًا لظروف الزمان والمكان

محمد السيد أبو هاشم
محمد السيد أبو هاشم

قال الشيخ محمد السيد أبو هاشم، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، إن وزارة الأوقاف تعمل على إتاحة فرص للأئمة الذين يتطلعون إلى مزيد من التدريب والتأهيل وزيادة آفاقهم العلمية والفكرية والمعرفية.

وقال «أبوهاشم» في تصريح لـ«الدستور»، إن ذلك يأتى استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإحداث ثورة تجديدية فى الخطاب الدينى، بهدف إعادة صناعة وعى دينى ووطنى وإنسانى مدرك للواقع بكل تعقيداته وملابساته وإشكالياته،وقادر على الخوض فيه ومواجهته بنجاح، مع محاصرة وتفنيد ومواجهة الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

وأضاف أنه لتحقيق هذه الأهداف، نظمت وزارة الأوقاف مجموعة من الدورات العلمية المتخصصة، لتدريب وتأهيل الأئمة والواعظات فى مختلف المجالات الثقافية والفكرية والدينية، بما يعمل على صقل مهاراتهم وزيادة خبراتهم ومداركهم، ويساعدهم على تشكيل رأى دينى عام يخدم الأوطان ويحقق مقاصد الأديان.

وأوضح أن من هذه الدورات دورة تنمية المهارات الإعلامية، التى كشفت عن أن التطورات التقنية الهائلة وتكنولوجيا الاتصالات فتحت آفاقًا جديدة للدعوة الإسلامية، وبينت أهمية الإعلام المقروء والمسموع والمرئى فى نشر هذه الدعوة، بما يتطلب من الداعية دراسة وسائل الإعلام والاستفادة منها فى نشر التسامح والمحبة والوسطية وتفنيد الأفكار المغلوطة التى تُلصق بهذا الدين العظيم.

وأشار إلى حصوله على هذه الدورة التدريبية، التى ركزت على زيادة وعى الداعية بوسائل الإعلام، وكيفية إجراء الحوار الصحفى أو التليفزيونى وتقديم البرامج واللقاءات، واستخدام لغة الجسد والعين والصوتيات، من خلال دراسة علمية دقيقة، بالإضافة إلى التطبيق العملى.

وإلى جانب هذه الدورة-  يُنظم للأئمة دورات علمية فى مجال الثقافة الإسلامية، التى تجمع بين علوم الشريعة، وعلوم الآلة والغاية والمكملات، بما يعمل على بناء عقلية دينية واعية لها رؤية واضحة ومركزة وشاملة لقضايا الدين والدنيا، وتستنفر الهمة والطاقة لحسن النظر فى النصوص الشرعية ومراعاة الفتوى لظروف الزمان والمكان والواقع المعيش.

وأوضح أن هذه الدورات تتداخل وتتشابك لتكون ركيزة أساسية فى خدمة قضايا الدين الكبرى، وهى توحيد الرحمن وزيادة الإيمان وبناء الإنسان وحفظ الأوطان وصناعة الحضارة والعمران، وتتماشى مع حث الإسلام لأتباعه على اكتساب المهارات واقتناص الفرص والتعامل مع الأدوات واستغلال المتاح من الإمكانات، بما يفرض دائمًا التجديد ومتابعة الجديد، انطلاقًا من الأمر الإلهى بزيادة العلم والتعليم فى قوله تعالى: «وقل رب زدنى علما». 

واعتبر أن السبيل إلى ذلك هو التعلم والعمل الجاد الممنهج الذى يتسم بالجدية والإيجابية والمجتمعية، ويغلف هذا كله إيمان بالله الأحد، لأن خيرية هذه الأمة ليست من قبيل النياشين والقلائد التى تُمنح دونما استحقاق أو بلا رصيد تقدمى ومعرفى، وإنما خيريتها فى أن تكون منتجة لا مستهلكة، ومصدرة لا مستوردة، ومتبوعة لا تابعة، وهذا يشمل جميع المجالات العلمية والعملية والمادية والمعرفية، ولن يتم إلا بزيادة الخبرات والمهارات عن طريق التدريب والتأهيل وغيرها من المجالات الأخرى.