رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فاينانشيال تايمز»: مطار كابول مهدد من جديد

 مطار كابول
مطار كابول

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية, في عددها الصادر اليوم الأحد، أن التحذير الأخير الذي صدر ليلة أمس عن السفارة الأمريكية لدى أفغانستان بشأن حث رعاياها على مغادرة المنطقة المحيطة بمطار كابول على الفور بسبب "تهديد محدد وموثوق به" يسلط الضوء على الوضع الأمني المتوتر في العاصمة الأفغانية؛ لاسيما مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب الولايات المتحدة من البلاد.

وأوضحت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) أن تحذير السفارة جاء بعد ساعات من تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن هجومًا إرهابيًا آخر في المنطقة "مرجحًا للغاية" قبل الموعد النهائي للانسحاب في 31 أغسطس الجاري، أي بعد يومين من الآن.

وأضافت الصحيفة أن القوات الأمريكية تمضي في إجلاء آلاف الأشخاص من البلاد، لتُسدل الستار عن تواجدها في أفغانستان في بعد غد الثلاثاء، فيما غادرت الرحلة الأخيرة التي تقل عسكريين بريطانيين كابول في وقت سابق من صباح اليوم.

وأسفر تفجير انتحاري, وقع يوم الخميس الماضي, خارج بوابات المطار عن مقتل العشرات من الأفغان و13 جنديًا أمريكيًا، فيما تتزايد المخاوف من هجوم إرهابي جديد في أعقاب غارة أمريكية بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل عضوين بارزين في فرع تنظيم داعش الإرهابي في خراس، حسب مسئولين عسكريين.

وقال بايدن، في بيان أصدره يوم أمس السبت، إن الوضع "خطير للغاية والتهديد بشن هجمات إرهابية على المطار لا يزال مرتفعا.. أبلغني قادتنا أنه من المحتمل جدًا وقوع هجوم خلال الـ24-36 ساعة القادمة.. لقد وجهتهم لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لإعطاء الأولوية لحماية قواتنا، وتأكدت من أن لديهم جميع السلطات والموارد والخطط لحماية رجالنا ونسائنا على الأرض".

وفي وقت سابق من اليوم، قال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن أعضاء داعش الذين قتلوا في غارة جوية أمريكية بطائرة دون طيار، ليلة أمس الأول، في مقاطعة نناجرهار كانوا "يستعدون" لشن هجمات إرهابية، فيما أعلن تنظيم داعش خراسان مسئوليته عن قصف يوم الخميس ضد القوات الأمريكية والأفغان الذين يحاولون الفرار من البلاد.

ورغم ذلك، بقي آلاف الأشخاص على أرض المطار في انتظار الإجلاء على مدار يوم أمس، على الرغم من أن آمالهم في الخروج تتلاشى مع قيام الدول برحلات الإجلاء الأخيرة، ورفض مقاتلو طالبان من يحق لهم إجلاؤهم .

وتقول منظمات إنسانية دولية، حسبما أبرزت "فاينانشيال تايمز" في تقريرها، إن العديد من أولئك الذين عملوا مع أو كانوا مرتبطين بقوات أو منظمات أجنبية معرضون لخطر وشيك من الانتقام على يد طالبان إذا تُركوا بمفردهم.

وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أكدت، يوم أمس، أن آخر الرحلات الجوية البريطانية لإجلاء المدنيين والعسكريين غادرت كابول، ومع ذلك، قال نيك كارتر، رئيس أركان الدفاع البريطاني، إنه لم يتم إجلاء الجميع، وأضاف: "لم نتمكن من إخراج الجميع، لقد كان ذلك مفجعًا وكانت هناك بعض الأحكام الصعبة للغاية التي كان لا بد من إصدارها على أرض الواقع".

وقالت الحكومة البريطانية إن ما يصل إلى 1100 أفغاني مؤهلون للسفر من المرجح أن يتخلفوا عن الركب، على الرغم من أن نواب المعارضة قالوا إن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير وقد أنهت دول أخرى من بينها إيطاليا وكندا وهولندا بالفعل عمليات الإجلاء.