رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال حسان: العمل الأدبى تجربة فنية تتشكل مثل الصلصال

الكاتبة جمال حسان
الكاتبة جمال حسان

نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟.ز وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.

 

وفي هذا الصدد قالت الكاتبة جمال حسان: العمل الأدبي سواء قصة أو رواية هو تجربة فنية تتشكل مثل الصلصال بيد كاتبها وفقًا لرؤية وفكرة مسبقة تتبلور في الخيال فينسج حولها أحداثًا وشخوصًا بلغته الخاصة وحبكة معينة.. في أي كتابة نجد شيئًا من التجريب لجس نبض القارئ وإثارة شغفه بتقصي المعنى الخبئ في النص فربما يعيد قراءته لإكتشاف ماإلتبس عليه في عجالة القراءة الأولى".

 

وتابعت صاحبة روابة "نساء الهلباوي": "لا أظن أنه توجد وصفة محددة ومعروفة للكتابة لكن نوع النص ذاته والتنويعات مابين خيال علمى وواقعية سحرية وأدب رحلات وتاريخي إلخ قد يستلزم تقنية فنية وأسلوبية في السرد.. كما أن لكل كاتب طريقته فمثلا هناك من يفضل الكتابة بالفصحى أو العامية ملتزمًا بخطة أرساها من بداية النص لنهايته بكل التفاصيل والتفريعات الجانبية والنهاية".

 

وأضافت:  "بالنسبة لي أفضل المرونة أو الخطة المفتوحة حيث يكون  النص مجرد خطوط رئيسية وإطارقابل للبناء التدريجي والإضافة في أي مرحلة من إنجازه . كل رواية أو مجموعة قصصية هي جرعة وصل ومعايشة وكشف لأحداث وشخصيات وظواهرسلوكية وظروف تحيط بالناس في زمن ما فأشتبك معها فى معالجة درامية ونفسية تضيف وتعزز ما فى  النص".

 

واستكملت: "تعودت مع الوقت ألا أشعربالإحباط عندما أكتب خطة لنص رواية ولا يكتمل وحدث ذلك كثيرا أو أعيد صياغة ما كتبت وأميل للتأني في المراجعة مرات عدة قبل التواصل مع الناشر".

 

واختتمت: "أذكر أنني عرضت مجموعتي القصصية (سندس والملك) على الناقد الكبير إبراهيم فتحى قبل النشر فأعجبته وكتب مقدمة أعتز بها كثيرا. كان له إقتراح بأن أغيرالعنوان الأصلي (سندس والرئيس) وقال ما معناه لاداعي لتوريط نفسك لأن بداخل القصة الرئيسية مايكفى من إسقاطات سياسية قد تعرضك للمشاكل. قلت لنفسى ضرورى أراجع النص مرة آخرى بهدوء . أخذت إجازة لمدة أسبوع من العمل وحزمت كل مايلزمنى من طعام معلب وجاهز وجهاز كاسيت كبيروكل مايضبط مزاجي من شرائط للست وعبد الوهاب وموسيقى وأدوات شخصية في سيارتي واستأجرت غرفة بسيطة في طرف مزرعة في الجنوب البريطاني. جلست أنا والنص والأغاني ثلاث ليال  لا أخرج بسبب المطر والبرد. في اليوم الرابع جاءت صاحبة المزرعة وزوجها للإطمنان أنني بخير. وضعت نفسي مكانها وضحكت . تركت الغرفة عدة ساعات وذهبت لسوق قرية غير بعيدة ورجعت أكثرحيوية لمراجعة النص من جديد".