رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف خطة تكوين جيل من «الدعاة المستنيرين»

جريدة الدستور

 

لم يكن اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس الأول، لقاءً عاديًا، بل حلقة فى سلسلة طويلة من اهتمام الرئيس بتجديد الخطاب الدينى، وصناعة أئمة ودعاة مستنيرين، فى إطار تعزيز استراتيجية الدولة لنشر الفكر الوسطى الرشيد ومبادئ صحيح الدين.

فخلال هذا الاجتماع، اطلع الرئيس السيسى على الموقف التنفيذى لخطة وزارة الأوقاف بشأن تدريب الأئمة، ووجه بتعزيز جهود دعم الأحوال المالية لهم، وتكثيف البرامج التدريبية العلمية والثقافية عالية المستوى الموجهة لتلك الفئة، سواء فى أكاديمية الأوقاف الدولية، أو بالتعاون مع المؤسسات المعنية بصناعة الوعى وبناء الشخصية.

وشدد الرئيس على أن هذا يأتى تعزيزًا لاستراتيجية الدولة لنشر الفكر الوسطى الرشيد ومبادئ صحيح الدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، من خلال تكوين جيل متميز من الأئمة والدعاة المستنيرين، الذين يستطيعون صياغة رأى عام دينى منضبط، على نحو يراعى المستجدات وينتهج فقه الواقع، دون الإخلال بالحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف.

«الدستور» تستعرض فى السطور التالية تفاصيل استراتيجية وزارة الأوقاف لتنفيذ هذه التوجيهات الرئاسية، وتلتقى عددًا من الأئمة لمعرفة ما يتلقونه من برامج تدريبية فى هذا الإطار.

 

وزير الأوقاف:  برامج تدريبية للانتقال من «الإمام الناقل» إلى «المفكر»

وزير الأوقاف

تشمل خطة وزارة الأوقاف لتدريب وتأهيل الأئمة تنفيذ البرنامج التدريبى الأول والأقوى من نوعه: «الإمام المفكر»، بهدف الارتقاء بالفكر الدعوى والبحثى للأئمة، وصنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين.

ووفقًا للبرنامج، الذى يأتى تطبيقًا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى وتوجيهاته بالعمل على إعداد إمام صاحب فكر مستنير- سيدرس الأئمة علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، إلى جانب علوم الدين واللغة.

ويتضمن البرنامج أيضًا تنمية الجوانب العلمية والمهارية اللازمة للرقى بالأئمة إلى المستوى الذى تنشده الوزارة فى العالم المفكر المستنير، والانتقال بالإمام من مرحلة «الإمام الناقل للثقافة» إلى مرحلة «الإمام المفكر»، على أن يمر المرشحون لتلقى البرنامج بعدد من المقابلات والاختبارات التى تُسهم فى اختيار أفضل العناصر المؤهلة، ما يجعل منهم عوامل مهمة تُسهم بقوة فى عمارة الكون.

من جهته، وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، لاهتمامه الدائم بتحسين الأحوال العلمية والمالية للأئمة، مشددًا على أن الوزارة تعمل بكل قوة على تنفيذ توجيهات الرئيس بالتحسين المستمر لأحوال الأئمة علميًّا وماديًّا.

وقال «جمعة»، إن جميع قيادات الوزارة المسئولين عن برامج إعداد وتأهيل الأئمة يضاعفون جهودهم ويبذلون أقصى طاقاتهم، من أجل تحقيق توجيهات الرئيس السيسى، مضيفًا: «اهتمام وتوجيهات ورعاية الرئيس لهذه البرامج هى خير داعم لنا وللأئمة ولجميع العاملين بالأوقاف».

وواصل: «نعاهد الله عز وجل والرئيس أن نبذل أقصى ما فى وسعنا لخدمة ديننا ووطننا، خاصة فى مجال نشر الفكر الوسطى وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتفكيك الفكر المتطرف، ونعلن أن بناء الوعى والإنسان المصرى والاجتهاد فى طلب العلم والانضباط فى العمل هو شعار الأوقاف فى المرحلة الراهنة».

وشدد على أن مصر لديها نخبة من الأئمة شديدى التميز المؤهلين لحمل الراية والأمانة فى المجال الدعوى بكفاءة واقتدار، وسط سعى الوزارة إلى إعداد جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين، الذين يدرسون علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، إلى جانب علوم الدين واللغة.

وكشف عن أن «الأوقاف» لديها برامج تدريبية على مستوى عالٍ فى هذا المجال، بالتعاون مع شراكات وطنية واسعة، بهدف إنشاء جيل من الأئمة تكون لهم الغلبة فى قيادة الرأى الدينى، والإسهام فى صناعة الرأى والفهم الصحيح للدين.

وأوضح أن هذه البرامج تتضمن تنمية الجوانب العلمية والمهارية اللازمة للرقى بالأئمة إلى المستوى الذى ننشده فى العالم المفكر المستنير، والانتقال بالإمام من مرحلة «الإمام الناقل للثقافة» إلى مرحلة «الإمام المفكر».

وشدد على أن رؤى وخطط وزارة الأوقاف ليست معدة للاجتماعات أو الصدى الإعلامى، بل يتم تنفيذها على أكمل وجه وتتحقق على أرض الواقع، بشهادة الأئمة الذين حظوا بالحصول على دورات تدريبية فى أكاديمية الأوقاف الدولية، واعدًا بألا تبخل «الأوقاف» بجهد أو مالٍ على هذه البرامج، مع بذل أقصى طاقتها لتحقيق أهدافها.

عبدالله النجار: صناعة «المُجدد» بدورات فى اللغة العربية وعلمى النفس والاجتماعد

الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية 

رأى الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية المحاضر فى أكاديمية الأوقاف الدولية، أن وزارة الأوقاف شهدت طفرة فى مجال تدريب وتثقيف الأئمة، خلال السنوات القليلة الماضية.

وقال «النجار» إن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عمل على العودة بالأئمة إلى مراحل «الإبداع الفقهى»، وعودة «الإمام المجدد» من جديد، عبر العديد من الخطوات العملية، على رأسها تنظيم دورات متعددة للأئمة، فى مجالات مثل: اللغة العربية وآدابها، والإرشاد النفسى وأساسيات علم الاجتماع، وبناء المهارات الإعلامية.

وأشار إلى توقيع «الأوقاف» بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات المصرية، للإعداد الجيد والتدريب المستمر للأئمة والعاملين بها، بما يسهم فى اتساع المدارك الحياتية لجميع العاملين فى العمل الدعوى بالوزارة والجامعات.

وأضاف، أن هذه البروتوكولات تهدف إلى الدمج والتواصل المجتمعى للأئمة والواعظات مع مختلف مؤسسات المجتمع العلمية والثقافية والمدنية، بما يسهم فى اتساع المدارك الحياتية للعاملين فى الحقل الدعوى، والتعرف عن قرب على مدى الرؤية العصرية التى وصل إليها مستوى الأئمة والواعظات، وإبراز صوت وصورة الإسلام الوسطى السمح من خلال الفكر المتفتح المستنير الذى يتسم به هؤلاء الأئمة والواعظات. وشدد على أن إمام الأوقاف أصبح عالمًا قادرًا على التصدى للفكر المتطرف، والمناظرة الفكرية مع أصحاب الرؤى الشاذة والمتطرفة، إلى جانب التواجد المجتمعى بقوة، وتلك أمور مهمة كان يفتقدها الإمام من قبل، ليصبح لدينا اليوم «الإمام المجدد» و«الإمام المتميز» داخل وزارة الأوقاف.

محمد السيد أبوهاشم: دورات فى الإفتاء وفقًا لظروف الزمان والمكان

 

محمد السيد أبوهاشم، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب

شدد محمد السيد أبوهاشم، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، على أن وزارة الأوقاف تعمل على إتاحة فرص للأئمة الذين يتطلعون إلى مزيد من التدريب والتأهيل وزيادة آفاقهم العلمية والفكرية والمعرفية.

وقال «أبوهاشم» إن ذلك يأتى استجابة لدعوة الرئيس السيسى لإحداث ثورة تجديدية فى الخطاب الدينى، بهدف إعادة صناعة وعى دينى ووطنى وإنسانى مدرك للواقع بكل تعقيداته وملابساته وإشكالياته، وقادر على الخوض فيه ومواجهته بنجاح، مع محاصرة وتفنيد ومواجهة الأفكار المغلوطة والمتطرفة.

وأضاف أنه لتحقيق هذه الأهداف، نظمت وزارة الأوقاف مجموعة من الدورات العلمية المتخصصة، لتدريب وتأهيل الأئمة والواعظات فى مختلف المجالات الثقافية والفكرية والدينية، بما يعمل على صقل مهاراتهم وزيادة خبراتهم ومداركهم، ويساعدهم على تشكيل رأى دينى عام يخدم الأوطان ويحقق مقاصد الأديان.

وأوضح أن من هذه الدورات دورة تنمية المهارات الإعلامية، التى كشفت عن أن التطورات التقنية الهائلة وتكنولوجيا الاتصالات فتحت آفاقًا جديدة للدعوة الإسلامية، وبينت أهمية الإعلام المقروء والمسموع والمرئى فى نشر هذه الدعوة، بما يتطلب من الداعية دراسة وسائل الإعلام والاستفادة منها فى نشر التسامح والمحبة والوسطية وتفنيد الأفكار المغلوطة التى تُلصق بهذا الدين العظيم.

وأشار إلى حصوله على هذه الدورة التدريبية، التى ركزت على زيادة وعى الداعية بوسائل الإعلام، وكيفية إجراء الحوار الصحفى أو التليفزيونى وتقديم البرامج واللقاءات، واستخدام لغة الجسد والعين والصوتيات، من خلال دراسة علمية دقيقة، بالإضافة إلى التطبيق العملى.

وإلى جانب هذه الدورة- والحديث لا يزال لـ«أبوهاشم»- يُنظم للأئمة دورات علمية فى مجال الثقافة الإسلامية، التى تجمع بين علوم الشريعة، وعلوم الآلة والغاية والمكملات، بما يعمل على بناء عقلية دينية واعية لها رؤية واضحة ومركزة وشاملة لقضايا الدين والدنيا، وتستنفر الهمة والطاقة لحسن النظر فى النصوص الشرعية ومراعاة الفتوى لظروف الزمان والمكان والواقع المعيش.

وشدد على أن هذه الدورات تتداخل وتتشابك لتكون ركيزة أساسية فى خدمة قضايا الدين الكبرى، وهى توحيد الرحمن وزيادة الإيمان وبناء الإنسان وحفظ الأوطان وصناعة الحضارة والعمران، وتتماشى مع حث الإسلام لأتباعه على اكتساب المهارات واقتناص الفرص والتعامل مع الأدوات واستغلال المتاح من الإمكانات، بما يفرض دائمًا التجديد ومتابعة الجديد، انطلاقًا من الأمر الإلهى بزيادة العلم والتعليم فى قوله تعالى: «وقل رب زدنى علما». واعتبر أن السبيل إلى ذلك هو التعلم والعمل الجاد الممنهج الذى يتسم بالجدية والإيجابية والمجتمعية، ويغلف هذا كله إيمان بالله الأحد، لأن خيرية هذه الأمة ليست من قبيل النياشين والقلائد التى تُمنح دونما استحقاق أو بلا رصيد تقدمى ومعرفى، وإنما خيريتها فى أن تكون منتجة لا مستهلكة، ومصدرة لا مستوردة، ومتبوعة لا تابعة، وهذا يشمل جميع المجالات العلمية والعملية والمادية والمعرفية، ولن يتم إلا بزيادة الخبرات والمهارات عن طريق التدريب والتأهيل وغيرها من المجالات الأخرى.

على الله الجمال: رسائل دعوية على «يوتيوب وتليجرام»

الشيخ على الله الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة

أشاد الشيخ على الله الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحسين أحوال الأئمة والوعاظ، بداية من بنائهم الفكرى عن طريق دورات تدريبية لتنمية مهاراتهم الدعوية والتصدى للفكر المتطرف والهدام، وصولًا إلى تحسين حالتهم المادية والمعيشية.

وأثنى «الجمال» كذلك على اهتمام الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتأهيل الشباب للوظائف القيادية، وعقد الدورات التدريبية لهم فى شتى المجالات والعلوم للنهوض بمستواهم التعليمى، بالتزامن مع سعيه المستمر فى مكافحة قوى الشر والإرهاب والتطرف الدينى، وتمكين الشباب من المناصب القيادية العليا والدفع بهم فى نشر المنهج الوسطى. وكشف عن إطلاق صفحة أكاديمية الأوقاف الدولية عبر «فيسبوك»، إلى جانب إطلاق قنوات «منبر التجديد» على «يوتيوب» و«تليجرام» و«ساوند كلاود»، لنشر المحاضرات والرسائل الدعوية المصورة والصوتية للأئمة والواعظات فى وزارة الأوقاف. يأتى هذا فى إطار خطة وزارة الأوقاف لاقتحام عالم مواقع التواصل الاجتماعى، فى ظل ما يشهده العالم كله من تحولات هائلة فى مجال ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومجالات التواصل، وفى إطار ما يمليه الظرف الراهن من تعليق للأنشطة الدعوية فى المساجد بسبب «كورونا». ورأى أن وزارة الأوقاف لا تبخل عن بذل قصارى جهدها فى تدريب وتأهيل وتثقيف أئمتها، فبالنظر إلى عدد الدورات التدريبية التى نظمتها، وعدد الأئمة والواعظات الذين اجتازوا هذه الدورات، تثبت حقيقة أن الوزارة لا تضع خططًا وهمية، بل هناك استراتيجية يتم تنفيذها على أرض الواقع.

محمود الأبيدى: نتعلم «تحديات الأمن القومى».. ونتلقى اهتمامًا ماديًا

الشيخ محمود الأبيدى

قال الشيخ محمود الأبيدى، إمام وخطيب مسجد «الجامع» فى «مدينتى»، إن وزارة الأوقاف اتجهت فى السنوات الأخيرة نحو الانتقال بالأئمة والدعاة من «الاستنارة الفردية» إلى «الاستنارة الجماعية»، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الأوقاف على الاهتمام بعقول الأئمة وتنويرهم وتثقيفهم، والاهتمام بهم ماديًا ومعنويًا ونفسيًا. وأوضح «الأبيدى» أن هذا يتم من خلال النهوض بفكر هؤلاء الأئمة لمواكبة المستجدات العصرية والانصهار فى قلب الأحداث، بهدف بناء العقلية الفارقة للإمام التى تستطيع أن تواجه تحديات العصر ومستجداته، إلى جانب إقرار آليات تجديد خطاب دينى وسطى رشيد رحيم ينقل الناس من الضيق والاضطرار إلى السعة والاختيار.

وأضاف: «بصفة شخصية استفدت من الدورات التدريبية التى تنفذها أكاديمية الأوقاف الدولية، بإشراف من الدكتور محمد مختار جمعة، الذى يولى اهتمامه بتدريب وتثقيف الأئمة»، مشيرًا إلى أن من الدورات التى حصل عليها: دورة تنمية المهارات الإعلامية، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، فضلًا عن دورات أخرى فى تحديات الأمن القومى، حتى يدرك الداعية التحديات التى تواجه الدولة المصرية ومخاطر الأمن القومى، ويكون ركيزة أساسية فى البناء والتعمير والحفاظ على هذا البلد من شر كل ذى شر.