رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحذيرات للحكومة الإثيوبية ورسالة إلى«جويتريش».. ماذا حدث في جلسة الأمن الدولي بشأن تيجراي؟

جويتريش
جويتريش

كشفت تقارير دولية تفاصيل الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الخميس، لمناقشة النزاع في تيجراي الإثيوبية وكيف أن الحرب آخذه في التوسع حتى أصبحت تهدد مستقبل البلاد، مشيرة إلى أن قوات تيجراي تجدد التزامها بـ"المسار التفاوضي" للنزاع في حين أن الحكومة الإثيوبية لا تزال نصر على الاستمرار في المسار العسكري للحرب التي دخلت شهرها التاسع وتسببت في مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد ملايين آخرين. 

تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مجلس الأمن من خطورة الوضع "المزري و المأساوي" في تيجراي، مؤكدًا أن "كارثة إنسانية تحدث بالفعل أمام أعيننا"، وأضاف أن "وحدة إثيوبيا واستقرار المنطقة أصبحت على المحك"، داعياً إلى محاسبة كل المسؤولين عن الانتهاكات الحقوقية التي ترتكب ضد المدنيين في الإقليم المحاصر. 

ووفقا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، أكد أنطونيو جوتيريش خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بشأن الأوضاع في تيجراي، أن الصراع في الإقليم الشمالي والذي بدأ قبل 10 أشهر آخذ في الاتساع خارج حدود المنطقة، مسببا تداعيات سياسية واقتصادية وإنسانية "خطيرة" على البلاد والمنطقة الأوسع.

وأضاف محذرًا: "الخطاب التحريضي والتصنيف العرقي يمزقان النسيج الاجتماعي للبلاد.. والثمن البشري للحرب يرتفع يوما بعد يوم"، داعياً الحكومة في أديس أبابا إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء حوار سياسي وطني. 

كما دعا جميع الأطراف إلى "إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شروط مسبقة واغتنام تلك الفرصة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.

 وأشار جوتيريش إلى أن إعلان الحكومة في يونيو الماضي بوقف إطلاق النار من جانب أحادي  وانسحاب القوات الإثيوبية من العاصمة الإقليمية "ميكيلي" لم يؤد إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة السفراء أن تيجراي لا تزال تحت حصار إنساني بحكم الأمر الواقع ، منتقدا قيام الحكومة الإثيوبية بقطع  الكهرباء والاتصالات عن المنطقة. 

وأوضح أن الاستجابة الإنسانية لمنظمات الإغاثة لا تزال مقيدة "بشدة" بسبب انعدام الأمن و"القيود التعسفية" التي تفرضها الحكومة على عمل الوكالات الإنسانية.

وتابع "يعتمد الوصول البري إلى تيجراى الآن على طريق واحد فقط، عبر عفار، والذي يتضمن المرور عبر العديد من نقاط التفتيش، وفي الوقت نفسه، على الرغم من أن الوكالات الإغاثية تطلب وصول ما يقرب من 100 شاحنة من المساعدات إلى ميكيلي كل يوم ، لم تصل أي شاحنات منذ أكثر من أسبوع".

وأشار إلى أن الصراع تسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص وان هناك ملايين من المواطنين في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية.

وحذر من أن ما لا يقل عن 400 ألف شخص يواجهون ظروف شبيهة بالمجاعة، مشيرا إلى أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف ) حذر أيضا من أن 100 ألف طفل حياته مهددة بسوء تغذية حاد ووخيم خلال الأيام المقبلة، إلى جانب ورود تقارير عن العنف الجنسي ضد الفتيات والنساء في تيجراي، فضلا عن تدمير المستشفيات والبنية التحتية للمنطقة. 

وتابع الأمين العام قائلًا: "إنني أدين هذه الأعمال الفظيعة بأشد العبارات الممكنة، ويجب أن تكون هناك مساءلة عنها".

ونوه أنطونيو جوتيريش إلى أن العنف الطائفي الذي تشهده المنطقة وتفاقم الصراع العسكري، جنبا إلى جنب مع الفيضانات وانتشار الجراد، يؤثر على اقتصاد إثيوبيا. 

وأضاف" تسبب القتال في استنزف مليار دولار من خزائن إثيوبيا" ، مشيرًا إلى تلك الأحداث أدت الي تراكم الديون على البلاد بشكل كبير.

هذا فضلا عن معدلات التضخم الآخذة في الارتفاع، كما تعاني إثيويبا من ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، فهي خامس أعلى معدل لحالات كورونا المستجد في أفريقيا.

  -  جبهة تيجراي تبعث برسالة للأمين العام للأمم المتحدة 

أرسل دبرصيون جبر ميكائيل زعيم جبهة تحرير تيجراي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قبل اجتماع مجلس الأمن الخميس بشأن الأزمة، أكد فيها التزامه بـ "إنهاء تفاوضي" للحرب التي دخلت شهرها التاسع وأودت بحياة الآلاف من المدنيين وشردت الملايين، وتركت ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مجاعة تهدد حياتهم. 

 وأكد ميكائيل في رسالته التي أطلعت عليها وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، إن جانب التيجراي يطلب وسيطًا محايدًا للمساعدة في وقف النزاع، لكنه حذر من أن الاتحاد الأفريقي، الذي يقع مقره الرئيسي في إثيوبيا ، "لا يمكنه تقديم أي حل للحرب".

واعتبرت "أسوشيتد برس" أن رسالة زعيم تيجراي تؤكد هدف الحكومة الإثيوبية وهو "إبادة التيجرايين من خلال تجويعهم حتى الموت في أسوأ أزمة جوع في العالم حدثت منذ عقد من الزمان"، مشيرة إلى أن احتمالية إجراء محادثات بين الحكومة الإثيوبية وقيادة تيجراي لا تزال صعبة للغاية نظرا لعدم استجابة الحكومة للدعوات التفاوضية بشكل إيجابي. 

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أبلغت، قبل اجتماع مجلس الأمن، الخميس، أن الحكومة "لم تستجب بشكل إيجابي" للدعوات لإجراء محادثات بهدف إنهاء النزاع، مشيرة إلى أن الصراع في تيجراي امتد في الأسابيع الأخيرة إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين ، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص ، وبالرغم من ذلك، اتجهت الحكومة لتبني "خطابا ساخنا" وأطلقت دعوات حضت فيها المواطنين المؤهلين إلى المشاركة في الحرب وحمل السلاح. 

وتابعت أن النزاع أصبح الأن يهدد الآن بزعزعة استقرار ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان ، في حين لا يزال النظام يرتكب انتهاكاته الحقوقية بمساعدة بعض الميليشيات والجماعات المسلحة من إريتريا المجاورة.

انتقادات للحكومة الإثيوبية خلال جلسة مجلس الأمن

وأوضحت الوكالة أن الأمين العام للأمم المتحدة انتقد في جلسة الأمن الدولي أمس الخميس، "الحصار الإنساني الفعلي" على منطقة تيجراي التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص، مشيرًا إلى أن مستودعات المواد الغذائية هناك أصبحت خالية تماما.

 وأشارت الوكالة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد حذرت مرارا وتكرارا من أنه "إذا استمرت هذه العوائق في وصول المساعدات إلى تيجراي فسوف يموت عدد كبير من الناس جوعا"، منتقدة الحكومة الإثيوبية عرقلتها للمنظمات الإغاثية التي تسعى لإمداد الإقليم بالمساعدات الضرورية لتلبية احتياجات سكانه من الغذاء.

من جانبها، قالت نائبة السفير النرويجي ترين هايمرباك خلال الجلسة: "بحزن شديد، نناقش مرة أخرى إمكانية حدوث مجاعة من صنع الإنسان في تيجراي"، في إشارة إلى أزمة المجاعة الكارثية التي حدثت في إثيوبيا في الثمانينيات من القرن الماضي.