رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد واقعة محمد رمضان.. «الدستور» تخترق كيانات «الشهادات المزورة»

الشهادات المزورة
الشهادات المزورة

"احصل على بكالوريوس أو دكتوراه بأرخص الأسعار وبالتقسيط".. كان ذلك عنوانًا رئيسيًا للعديد من إعلانات المؤسسات التي تمنح الدرجات العلمية كافة لمن يرغب الحصول على شهادات.

"الدستور" تتبعت هذه المنشورات التي تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وخاضت مغامرة الحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه. وفي السطور التالية نكشف البيزنس الخفي وراء الشهادات المضروبة.

على مدار الساعات القليلة الماضية ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر حصول الفنان محمد رمضان، على دكتوراه فخرية، بعدما أعرب عن امتنانه وشكره لوزير الثقافة اللبناني ونقيب الموسيقيين ونقيب الممثلين اللبناني على منحه تلك الشهادة.

وكشف الفنان محمد رمضان أنه حصل على الدكتوراه الفخرية في التمثيل والغناء من إحدى المؤسسات التي تحمل اسم "المركز الثقافي الألماني الدولي في لبنان"، مرفقًا صور للشهادرة التي حصل عليها.

وتوصلت "الدستور" من خلال البحث والتتبع، بعد واقعة “رمضان”، إلى أن هناك كيانات وهمية تعلن عن منح شهادات علمية لمن يرغب في الحصول على مؤهل عالي وكذا درجة الماجستير أو الدكتوراه، في التخصصات الجامعية كافة.

 

إحدى الكيانات الوهمية

الشهادة بـ 7000 والتوصيل خلال 5 أيام

في البداية تواصلنا مع إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والتي تحمل اسم شهادات جامعية معتمدة، وأكدت لنا منح جميع الدرجات العلمية بدايةً من البكالوريوس أو الليسانس ووصلًا إلى الدكتوراه مقابل مبلغ مالي.

الشخص المسؤول عن الصفحة أكد أن تكلفة الحصول على شهادة البكالوريوس، الماجستير، أو الدكتوراه تبلغ 7000 دولار ويمكن إرسالها بالطريقة التي يرغب الطالب فيها.

أكد أيضًا أن الشهادة تكون جاهزة في غضون 5 أيام فقط، عن السؤال عن الجامعة التي ستمنح هذه الشهادة، جاء الرد بأن إحدى الجامعات الدولية المعتمدة وستكون الشهادة موثقة منها.

أحد الإعلانات للحصول على درجة مؤهل عالي

 

أبرز شروط الأعلى للجامعات للحصول على شهادة من جامعة خارج مصر

وحدد المجلس الأعلى للجامعات على الموقع الإلكتروني الرسمي قواعد وضوابط معادلة الشهادات الجامعية التى يحصل عليها الطلاب المصريون من جامعات أجنبية، كما نشر الموقع قوائم الجامعات الأجنبية ببعض الدول التي سيتم معادلة شهاداتها.

يأتي على رأس الشروط أنه سيتم النظر في معادلة الجامعات المذكورة فقط ولن يتم النظر فى معادلة أي شهادة تمنح من جامعات أخرى في حالة قبول الطلاب بدءاً من العام الجامعى 2019 / 2020 ، أما الطلاب الذين سبق قبولهم قبل هذا القرار فسوف يتم النظر في معادلة شهاداتهم حالة بحالة.

كذا وضع جميع الطلاب "بنين، بنات" تحت الإشراف العلمي للبعثات كأحد الشروط الخاصة بمعادلة الشهادات من المجلس الأعلى للجامعات، اعتبارًا من العام الأكاديمي 2019/2020 بالتنسيق مع وزارة الخارجية، مع عدم تجديد الموافقة على استمرار الإشراف العلمي للدارس إلا بعد تقديم تقرير موثق من جامعته الأجنبية يفيد بتقدمه الدراسي.

وأكد المجلس حرصه الكامل على مصلحة الطلاب، إلا أنه في حالة عدم التزام الطلاب بضوابط وشروط الالتحاق بالجامعات الأجنبية، فلن يتم معادلة شهاداتهم الحاصلين عليها دون مسئولية على وزارة التعليم العالي أو المجلس الأعلى للجامعات، مع التأكيد على إلغاء كل ما يخالف ذلك من قرارات سابقة.

 

محادثة محررة “الدستور” مع إحدى الكيانات الوهمية

الشهادة بالتقسيط.. 1400 دولار في السنة

تواصلنا مع جهة أخرى تُدعى "شركة الخدمات الجامعية" عبر صفحتها على “فيسبوك”، والتي أكدت أنها تمنح شهادات لجميع المؤهلات الدراسية والدرجات العلمية من إحدى الجامعات المعتمدة في تركيا.

الشخص المنوط بالرد على استفسارات الطلاب، أوضح أن الشهادة يمكن تقسيطها ويبلغ ثمنها 1400 دولار للسنة الواحدة؛ لأنها تفيد بأن الدراسة كانت على مدار 4 سنوات.

محادثة محررة “الدستور” مع إحدى الكيانات الوهمية

 

خبير تطوير المناهج: يلجأ لها الأشخاص من أجل التربح                                       

الدكتور علي فارس، خبير تطوير المناهج، قال إن هناك فارقًا كبيرًا بين الدكتوراه الفخرية والعلمية، إذ أن الدراسات العليا بالجامعات المصرية التابعة للمجلس الأعلى للجامعات تنظمها لائحة للحصول على الدكتوراه المهنية، فإن الرسالة لها رقم قيد تسجيلي بالجامعة التي يرغب الطالب في الدراسة بها وكذا محضر مناقشة الرسالة العلمية والتخصص الذي يتم مناقشته من قبل الطالب أو الطالبة.

أما الدكتوراه الفخرية، فأشار “فارس”، إلى أنها تمثل نوع من أنواع التكريم، إذ تعطي الجامعات دكتوراه فخرية للشخص مقابل مجهوداته ودوره الفعال في مجال ما أو تخصص معين أسهم الشخص في تطويره وتنميته.

ولفت إلى أن بعض الأشخاص يلجأون إلى تزوير الشهادات بهدف الحصول على وظيفة ما أو افتتاح مشروع، مشيرًا إلى الدبلومات والشهادات التي يحصل عليها الأشخاص من أجل افتتاح مراكز العلاج الطبيعي أو التجميل وغيرها من المشروعات التي تشترط حصول الشخص على درجة علمية محددة من أجل مزاولة المهنة.

وأشار خبير تطوير المناهج إلى أن الشهادات المزورة يسهل كشفها الآن بسهولة كبيرة، مشيرًا إلى الوسائل المتطورة والامتحانات التي يجتازها الشخص للتأكد من مدى صحة الشهادة الحاصل عليها، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق بين الجامعات والسفارات إذ أنه حاليًا ترسل الجامعات أسماء الطلاب والطالبات في جميع الدفعات وبجميع التخصصات للسفارات، وذلك منعًا إلى تزوير الشهادات والدرجات العلمية.

30 ألف طالب يدرس بالخارج

وأعلنت وزارة التعليم العالي أن أكثر من 30 ألف طالب يدرسون في الخارج، وتأتي أوكرانيا وإيطاليا ودول شرق أوروبا على رأس الدول التي يدرس بها الطلاب.

 

أرشيفية