«عقول من ذهب».. مُبتكرون في هندسة حلوان (صور)
تحمل قلوبهم كثيرًا لأجل الإنسانية.. يُحددون المشاكل التي يُعاني منها الآخرون، وتبحث عقولهم عن حلول لها.. فتتحرك أناملهم لتصنع مستقبلًا أجمل لأجل المجتمع.. هُنا تبدو الجُدران كغيرها، ويبدو طلابها كما الآخرين.. لكن أشياءً مُلهمة تجدري في داخلها، لتخرج منها ابتكارات رائعة.. هُنا كلية الهندسة جامعة حلوان.
الحدث؛ كان معرضًا علميًا للابتكارات ومشاريع التخرج لكليتي هندسة حلوان والمطرية التابعتين لذات الجامعة.. نظمته أسرة من أجل مصر بجامعة حلوان.. كثيرون اجتمعوا ليعرضون ثمرات عقولهم التي فكّرت كثيرًا، معها أعين ساهرة، وأيادي لا تكف عن العمل.
الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، لبّى النداء ليلتقي المُبدعين ويستمع إلى ابتكاراتهم التي وضعوها ليرى الجميع علماء المستقبل ـ إذا ما مُنِحوا الفرصة ليواصلوا مسيرة الإبداع.
يتجول رئيس الجامعة بعد افتتاحه المعرض، ليلتقي أسماء إيهاب ورفاقها الذين ابتكروا مقعدًا مُتحركًا لأجل مصابي الشلل الرباعي.. يُمكن هُنا للمصاب أن يُحرك المقعد كيفما يشاء عن طريق أوامر بالعين.. وجد هؤلاء المُبدعون أن العين هي فقط من يحركه مصابي الشلل الرباعي، فابتكروا منها جهازًا يُساعدهم على الحركة.
بعد خطوات يقف محمد ناصر، ليعرض جهازًا يُمكنه أن يشحن بطارية السيارات في وقت قصير للغاية.. مع هذا الجهاز لا يُمكن تواجه مشكلة في شحن بطارية سيارتك بعد الآن.
طالبًا آخر اسمه أحمد عبد الحليم، اتجه صوب ثروة كبيرة تمتلكها مصر.. الطاقة الشمسية، ابتكر لوحة شمسية على مُحرك لتتبع الشمس منذ الشروق إلى الغروب.. يقول الشاب إن توليد الكهرباء يختلف حسب اتجاه الشمس إلى اللوحة.. تكون أقوى إذا ما كانت عمودية.
إلى جواره يقف الطالب محمد وفيق الذي ابتكر دراجة كهربائية ذكية.. تبدو كغيرها إذا ما نظرت لها من بعيد، لكنها في الواقع تحمل ما يجعلك تشعر أنها آلة ناطقة تحمل عقلًا يُفكر ويُنفذ الأوامر، ويُخبرك بما عليك فعله.. تتكون من مُحرك، وحساسات للمطبات وأخرى للحوادث، وجهاز آخر ليعرض لك تقارير عن حالة الدراجة.
أما أحمد أسامة، زياد سلامة، سندس مصطفى، وهند زكريا، ابتكروا جهازًا لقياس رسم القلب، والضغط، والسكر، والحرارة، والنبض، وأكسجين الدم.. يقولون إن جهازهم الذي تُشرف عليه الدكتورة هدير أحمد، يعمل بدقة 90 %.
في ناحية مواكبة لما يُعاني منه العالم، كان فريق الدكتور أحمد مصطفى، يبحث عن ابتكار يُخفف به تلك المُعاناة، فابتكروا منظومة جهاز طبي للكشف المستمر عن أعراض فيروس كورونا مع تتبع حالة وأماكن المرضى.
المشروع يُقدم منظمة طبية متكاملة للمساعدة في التعامل مع فيروس كورون، حيث يتم قياس وجمع البيانات الطبية الأولية اللازمة لعمل تشخيص طبي مبدئي مستمر لأعراض فيروس كورونا، ويتم التشخيص استنادًا إلى البروتوكول الصادر من وزارة الصحة، وعن طريق تطبيق هاتف يتم التعامل مع جميع تلك البيانات وأبناء خريطة مكانية لأماكن تواجد مستخدمي المنظومة (الأصحاء والمرضى) للمساعدة في تحديد أماكن انتشار المرض وبؤر انتشاره ـ حسبما قالوا عنه.
محمود فايز وزملائه ابتكروا جهازًا لتوصيل وتعقيم الطلبات.. يُفيد كثيرًا في توصيل الأطعمة للمرضى، كما يُمكن التحكم فيه عبر الإنترنت من أي مكان في العالم.. مهام كثيرة في أماكن متعددة يُمكن للجهاز أن يؤدي دورًا كبيرًا فيها.
إلى الجوار كان روماني رائف وفريقه.. كان ابتكارهم أكثر زحامًا بالتفاصيل.. مصنع ذكي يعمل عن طريق الإنترنت.. نحنُ أكثر حاجة له الآن في أزمة كورونا، في أزمة فرضت علينا تقليل عدد العمال بالمصانع.. هذا الابتكار يُمكنه أن يعوض ذلك، ويقوم بالمهمة.
روماني وأندرو مختار، سلمى زكريا، مرثا مراد، ميرا عادل، ومحمد حازم، وقفوا ليعرضوا إبداعاتهم لرئيس جامعة حلوان.
في جهة أخرى، يقف كريم محمود، مصطفى عماد، كريم بدر الدين، محمد السيد عبد العزيز، حسام صبحي، نهلة نبيل، نورهان السيد عفيفي، يمنى طارق، ليعرضوا مشروع صيدلية ذكية ابتكروها.. يهدف مشروعهم لحل المشكلات التي يُعاني منها المريض والطبيب معًا، عن طريق الإنترنت دون التدخل البشري، بالإضافة إلى التخزين وحفظ الأدوية بطريقة أفضل ـ هكذا يقولون عن ابتكارهم.
آلية العمل داخل الصيدلية تقوم عبر طلب الدواء من موقع القائمين عليها عبر الإنترنت، من خلال البحث عنه، فتقوم الصيدلية الذكية بتحضير العلاج المطلوب دون تدخل بشري، كما يُمكن للصيدلي إدارة الصيدلية من خلال تطبيق، لمعرفة عدد الأدوية المتبقية في الصيدلية، وعمل روشتة إلكترونية لتفادي مشاكل القراءة الخاطئة لأسماء الأدوية.
بطريقة مختلفة؛ دخل عبد الرحمن صلاح، أرض المعرض، عن طريق «الاسكوتر» الذي ابتكروه.. هذا ليس عاديًا، فيُمكن أن يتحول إلى ما يُشبه الحقيبة.. يُمكنك طيه ووضعه في مكان صغير.
«عبد الرحمن» ورفاقه أتوا المعرض ضمن فريق طلاب كلية هندسة حلوان بالمطرية، وقالوا إنهم ابتكروه للقضاء على الزحام.
فريق أحمد عصام، كان قريبًا من مُعاناة ذوي الهمم من يحتاجون إلى أجهزة علاج طبيعي في رحلة علاجهم.. ابتكروا جهازًا يُعينهم على التحرك.
أما هنا، فقام هؤلاء الطلاب بعرض مشروع لوقاية المحركات بالمتحكم، ويستخدم لحماية المحرك الكهربي ضد سقوط أحد الفازات، وزيادة تيار الحمل لحماية المحرك وزيادة العمر الافتراضي، باستخدام المتحكم بعمليات الحساب وبرمجة الحساسات لفصل التيار عند سقوط فازه أو زيادة تيار الحمل عن قيمة محددة مسبقًا، لتجنب زيادة درجة حرارة المحرك، وتجنب سقوط عزل الملفات.
هذا الابتكار يتشابه مع ابتكار آخر داخل المعرض، يهدف هو الآخر لجعل لوحات الطاقة الشمسية تتبع ضوء الشمس.
وهُنا؛ ابتكروا هذه الماكينة التي تعمل على صناعة «الإنترلوك» من مخلفات إطارات السيارات التالفة، عن طريق ضغطها.
صناعة هذه الماكينة في مصر يوفر نحو 1500 دولار من سعرها الأصلي الذي يتكلفه المستثمر عند استيرادها من الصين.
وفي هذا الركن، ابتكر الطالب طابعة ثلاثية الأبعاد، تستخدم في إنشاء المجسمات ثلاثية الأبعاد من خلال نموذج رقمي يعتمد على ترجمة النموذج الرقمي إلى سلسلة شرائح أفقية بلغة الآلة، ثم طباعتها عن طريق إضافة متعاقبة ودقيقة جدًا من المواد فوق بعضها البعض باستخدام عدد من التقنيات المختلفة بصورة مجسمة ثلاثية الأبعاد.
أما هؤلاء الطلاب كان مشروعهم يهدف لاستخدامات بيئية ومساحية لصور الأقمار الصناعية.
وهنا مشروع ذراع آلي، يستخدم في المؤسسات الصناعية ليقلل من تكاليف التشغيل وزيادة دقة وسرعة العمل.
